ماميّز قافلة الشلف الثقافية
#رحلة_ثقافية لهذه الرحلة أنها أخذت طابعا وطنيا في انتظار أن تنال العالمية، وذلك بانضمام الأستاذ منير مانع
Mounir Manaa من العاصمة والزميل مداني بلقاسم
مداني بلقاسم من الجلفة.
إنطلقت قافلة الشلف التي تضم مجموعة من المثقفين في مختلف التخصصات إلى ولاية بشار، وكل يحمل نظرة شخصية عن الولاية المزمع زيارتها. وهذه الأسطر تدوّن للزيارة، وترسم ما رأته ولمسته لأول مرة وخلال يومين متتاليين..
من الشلف إلى بشار إلى تاغيت 1000 كلم ذهابا و1000 إيابا، وهي مسافة دول بأكملها، ما يدل على أن الجزائر شاسعة جدا، ويكفي أن الرحلة إستغرقت 30 ساعة ذهابا وإيابا.
هذه المساحة الشاسعة تجعل المرء يتعامل مع المساحات الشاسعة بسهولة ويسر، فيقول لك بقي على سعيدة 500 كلم فقط، وتبعد معسكر بـ 600 كلم فقط. ونحن الذين كنا نعتقد أن 200 كلم التي تبعدنا عن وهران كبيرة وشاقة جدا.
بشار ليست منطقة صحراوية، فلم نعثر على الرمال إلا قليلا في تاغيت، ونحن الذين كنا نعتقد أن بشار كلها صحراء.
يتحدث أحد الزملاء عن شساعة المساحة الجزائرية والمنطقة الصحراوية، فيقول.. من بين الأسباب التي جعلت فرنسا لا تستطيع القضاء على الأمير عبد القادر رحمة الله عليه بصفة خاصة والثورة الجزائرية بصفة عامة في الأيام الأولى من الثورة هي شساعة مساحة الجزائر، فلم تستطع فرنسا التوغل في العمق بسهولة ولم تستطع ملاحقتهم في العمق ، ولو كانت المساحة صغيرة لقضي على الثورة في مهدها، ومن حسن الحظ لم يكن ذلك.
زيّنت بشار بساحة في وسط المدينة، إمتازت بالسعة والسهولة، وكانت فعلا من أحسن المعالم التي أرجو أن تتزين بنافورة ، وتحاط بالنخيل، وتحاط بالعناية و النظافة.
شوارع وسط بشار ليست على خط مستقيم، ما يجعل السير داخلها صعب خاصة مع كثرة السيارات. وأضف لها إنعدام الأضواء الخاصة بسير الطرقات جعل السير في طرقات بشار صعب وخطر.
هناك مناطق في وسط مدينة بشار نظيفة، وبمجرد ما يخطو المرء خطوة واحدة – أقول واحدة- يجد كل أنواع الوسخ في المؤسسة المجاور. إذن أين يكمن سبب كل هذه الأوساخ؟.
من فوائد زيارة بشار، أنها أزالت حاجز البعد والمسافة وأصبحت محفزا لزيارة مناطق أكثر بعدا وعمقا، كتندوف وتمنراست وجانت.
عرفت العام الماضي الحدود الجزائرية المغربية عبر ميناء بن مهيدي وهي آخر نقطة من بحرية. وخلال هذا الأسبوع أزور بشار وأتعرف على الحدود الجزائرية المغربية عبر البر.
وسائل الاتصالات المختلفة سهلت على الجزائري وغيره أن يزور أقصى الجزائر وبأكل تكلفة، وقد رأيت شيوخا وعجائز يزورون تاغيت وهي تبعد 1000 كلم عن ولايتي، وتبعد الآلاف عن ولايات بعيدة جدا كقسنطينة وعنابة وغيرها من الولايات الأكثر بعدا.
إنعدام النخيل أثار إنتباه الزائر لبشار لأول مرة، وكان من المفروض أن تكون بشار كلها نخيل يستفيد الناس من ثمرها ، وظلها ، وخيراتها. فلم أرى بساتين من التخيل بشكل منتظم عبر مساحة بشار التي أمكنني رؤيتها، ورأيت بعض النخيل المتناثر هنا وهناك بشكل فوضي ومهمل، ما يدل على الإهمال الفضيع وعدم الاهتمام بهذه الثروة التي تتميّز بها الجزائر. وأرجو من القائمين على ولاية بشار إعادة إحياء زراعة النخيل بشكل علمي ، ومنظم ، ومنتج، يزيّن مدخل المدينة ومخرجها وفي ثناياها.
الجزائر أوصلت الماء والكهرباء والشبكة العنكبوتية في أقصى الصحراء رغم التكاليف الباهظة، وهذا لا يوجد في بعض الدول حيث تنعدم الحياة خارج العاصمة.
مساحة بحجم القارة غير مغروسة ومهملة، وكان يجب إستغلالها بشجر الزيتون مثلا، وبما يناسب التربة والمناخ، وتوسيع شبكة الطاقة التي لم تظهر بالقدر الذي يناسب الجزائر.
يوجد نسبة معتبرة من المراقد، لكن تتطلب الرفع من مستواها على أن تكون في متناول الجميع.
مقالات اخرى للكاتب