لاشكّ إن مظلومية وتضحيات الجيل الأول من المعارضين العراقيين للنظام البائد واضحة وجليّة لكل أبناء الشعب العراقي بكل اطيافه وقومياته .. فمنذ السبعينيّات والى ماقبل عام 2003 إنتفض الكثير من أبناء العراق الغيارى حكومة البعث الظالمة وعارض وقاوم النظام الدكتاتوري ، فتعرّص للاعتقال والانفال والتشريد ... ناهيك بعمليات التسفير والترحيل القسري لأعداد كبيرة من العوائل العراقية ومن مختلف المحافظات بحجة أصولهم الفارسية وتبعيتهم لأيران ، وبالنهاية حلّت ماساة كبرى لشريحة عراقية كبيرة تحدّة النظام الحاكم ، فكان مصيرها اما الابادة في سجونهم المظلمة أو من حالفهم الحظ في الهروب من قبضة جلاوزته ، والمحصلة الأخيرة واحدة فالجميع اصبحوا لاجئين وضحايا النظام الدكتاتوري. ولايخفى على احد بان المنفذ الوحيد للهروب من جلاوزة النظام آنذاك كانت دولة إيران ، فهرب من استطاع الهروب حسب علاقاته بتنظيمات المعارضة العراقية أو من دفع مبالغ نقدية للمهربين آنذاك ، ومنهم من بقى في إيران حتى عام 2003 ومنهم من سافر الى بلدان أخرى بحثا للاستقرار والاستيطان الدائم كمواطنين .. لانهم يأسوا من إمكانية سقوط النظام خاصة بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية، فبعضهم سافر من إيران الى الدول الاسكندنافية وباقي الدول المانحة للجوء والاستيطان عن طريق التزوير .. وبعضهم ممّن لم يحالفه الحظ في ذلك فقرر السفر الى احدى الدول التي تمنحهم حماية منظمة الامم المتحدة كالباكستان والهند واليونان وتركيا وغيرها طمعا في ترحيلهم من خلال المنظمة العالمية الى إحدى دول الاستيطان بحثا عن المواطنة والاستقرار خاصة بعد قرار النظام باسقاط جنسيتهم العراقية وقطع إرتباطهم بوطنهم الأم. فالعيدد من المسؤولين العراقيين من برلمانيين وصنّاع القرار في الحكومة العراقية الحالية هم ضحايا هذه القصة المأساوية .. وهم أدرى قبل غيرهم بالظروف والمصاعب التي مرّت على هذه الشريحة المظلومة من العراقيين ضحايا النظام البائد. وقد فرحنا بشمول معتقلي ثوار رفحاء النجباء (( الذين نوّروا تاريخ المعارضة العراقية بانتفاضتهم المباركة )) وشمول مناضلي حلبجة الذين صوّت البرلمان العراقي مؤخرا على قانون إعتبارهم من المعتقلين السياسيين بالاجماع وضمّهم الى شريحة السجناء السياسيين حيث نيل الحقوق الشرعبة والقانونية من الدولة العراقية. الذي نريد قوله .. إن محتجزي ولاجئي إيران لهم نفس الحقوق التي نالها معتقلوا ثوار رفحاء ومناضلي حلبجة خاصة أن مناضلي حلبجة كانوا لاجئين في معسكرات إيران حالهم حال باقي العراقيين هناك ، فأحقية مطاليب رابطة محتجزي إيران المشروعة لاتقل أهمية ومصداقية عن أحقيّة ومطاليب معتقلي ثوار رفحاء أو مناضلي حلبجة .... إذن مطالب محتجزي إيران ليست إدعات باطلة أو أوهام يطالبون بها ، بل هي حقيقة وحقوق شرعية وقانونية ... والحكومة العراقية ملزمة بتنفيذها وإحترامها.. وإحتواء هذه الشريحة المهمشة التي بذلت الغالي والنفيس لأحزاب المعارضة التي تحكم العراق حاليا.
مقالات اخرى للكاتب