Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
نتيجة الإهمال وسوء التخطيط.. الخدمات الصحية في النجف تلتقط أنفاسها الأخيرة
الثلاثاء, تشرين الثاني 10, 2015
رؤى زهير شكر


محمد طفل لم يكمل شهره الثالث بعد أن أخذ لقاحه الأخير من جدول اللقاحات أصابه إسهال وقيء حادين استمرّا لأكثر من أربع ليال مما أضطر والداه الى أخذه الى مستشفى الحكيم العام ونظراً لعدم توافر ردهة للأطفال في مستشفى الحكيم العام تم تحويله الى مستشفى الزهراء التعليمي في النجف الأشرف، فوجئ والدا محمد لحظة دخولهما باب المستشفى برغم ان الساعة تقارب السابعة مساءً إلا ان المستشفى يخلو من وجود أطباء إلا طبيباً مقيماً يتجمّع حوله العشرات من المرضى وبعد شد وجذب تمت احالة الطفل محمد الى قسم الحجر الصحي والإسهال الوبائي في ذات المستشفى، بعد ان وضعوا لمحمد سيروما وأخذ علاجه قرر والداه أخذه لردهة خاصة يبلغ سعر الليلة فيها (50) الف دينار نظرا لعدم نظافة الردهة العامة المخصصة للحجر الصحي والإسهال الوبائي وانتشار الأوساخ في الغرفة وأسرَّتها ولعدم وجود أية وسيلة من وسائل التنظيف في تلك الردهة.

غرفة الخـدَّج تسكنها الجرذان!

وبعد التجول في أروقة المستشفى التقيت بملاك عدنان وهي زميلة لي أيام الدراسة الجامعية تعمل الآن مع منظمة أطباء بلا حدود وتحدثت لـ(المدى) عن بعض التفاصيل المؤلمة قائلة: بعد فترة من العمل في مستشفى الزهراء التعليمي تبين أن أكثر الأماكن التي يفترض ان تكون صحية ومعقمة في هذه المستشفى غرفة الخدَّج تسكنها (الجرذان والفئران) فكيف بأجزاء المستشفى الأخرى؟ ولأن معظم عملي كان ينحصر بوحدة التعقيم فأرى العجائب فيها!

وأستطردت ملاك بحديثها: غرفة عمليات الولادة يفترض ان يتم تعقيم بطن الحامل لتهيئتها للعملية إلا انه في مشفانا لا يتم ذلك، مضيفة: على المريضة ان تقوم بمسح بطنها وسريرها متهيأ للولادة. مشيرة: الى الإهانات التي تتلقاها المريضة وقد يصل بعضها الى ضرب الحامل إن شعرت بآلام الطلق بدل أن يتم تهدئتها.

أسرَّة الولادة والوساطة

واضافت عدنان: كما إن للوساطات دورا مهما في المستشفى فالحامل التي تود الولادة في هذه المستشفى وتمتلك وساطة لدى مسؤولي المستشفى يتم توليدها بغرفة خاصة وبوجود مسؤولة صالة ويتم العناية بها وبوليدها، مستدركة: اما إن كانت من العامة فما عليها إلا تحمل الضرب والإهانات والبقاء على سرير متسخ، مبينة: ان تنظيف صالات الولادة لا يتم بين ولادة وأخرى، بل عند انتهاء اغلب حالات التوليد في اليوم يتم تنظيف الصالة لمرة واحدة وهذا يعني ان لكل حالة ولادة عدد لا يستهان به من الأوساخ وبتراكمها سيكون منظر الصالة وصل حـدّ البشاعة والقرف!!

ديدان صالات الولادة

أثناء كتابة التحقيق التقيت بزميلة لها من الآولاد ثلاثة ونظراً لقرب مكان سكنها من مكان المستشفى سألتها ان كانت قد زارتها؟ الموظفة أم أحمد كانت قد ولدت قبل فترة وزارت مستشفى الزهراء التعليمي وقد تحّدثت لــ(المدى) عن ما حصل لها في صالة الولادة أثناء عملية المخاض والولادة، ووسط آلام الطلق أحست بوخز شديد في منطقة الورك وبرغم ذلك انتبهت لوجود ديدان بيضاء كبيرة تتغذى على الدماء المتراكمة في الأَسرَّة وعند التفحص وجدت ديدان كبيرة متراكمة في التشققات الكبيرة الموجودة في الأسرَّة! وعن التعقيم قالت ام احمد إن الطبيبة نادراً ما تقوم بعملية الولادة بنفسها فأغلب إعتمادها يكون على الممرضات المتواجدات في الصالة، وبالنسبة للعلاج فغالباً ما يُّكتب العلاج بوصفة وهمية تُصرف من صيدلية المستشفى وتقوم بسحبها الممرضة وأخذها ليتم بيعها على الصيدليات الخارجية، ومن هول ما رأته ام أحمد في هذه الصالة إرتفع ضغطها أثناء الولادة ليتم نقلها بعد ذلك الى أحد المستشفيات الخاصة.

اعتصام ومناشدة

الكوادر الطبية والصحية العاملة في مستشفى الزهراء للولادة ورعاية الاطفال سبق وان اعتصمت وسط مبنى المستشفى رفضاً منهم لمحاولات وصفوها بـ"الحزبية والسياسية الفئوية " مناشدين وزيرة الصحة ومجلس المحافظة، بإبعاد الصراعات السياسية عن الكوادر الطبية والعلاجية وعن المريض وتقديم الخدمات العلاجية لهم. وقد نناشد المعتصمون وزيرة الصحة الدكتورة عديلة الى التدخل الفوري لمنع المحاولات الحزبية والفئوية التي تحاول او تعمد للتخطيط لتغيير مدير المستشفى وجلب شخصية اخرى مرتبطة بمصالح سياسية لبعض الشخصيات في مجلس المحافظة.

هـدر مئات الدولارات

تردي الواقع الصحي في غالبية المستشفيات الحكومية، الأمر الذي يضطر المواطنون إلى الذهاب في غالبية الأحيان إلى المستشفيات الخاصة للحصول على الخدمات الطبية اللازمة أو السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، ونظرا لعدم توفر ابسط المستلزمات العلاجية في مستشفيات العراق والنجف على وجه التحديد اذ يسافر المواطن النجفي الى خارج العراق للعلاج وبالتأكيد بعد استنزاف معظم وقته وماله وجهده ومن صحته بالهرولة بين غرف الأطباء وعياداتهم والتي غالبا ما تكون نتيجة تحويل من المستشفى العام في الصباح الى زيارة خاصة في العيادة، لذا يقول المواطن عقيل معين الذي تعاني زوجته من قصور كلوي حاد وبعض امراض الدم وتحتاج الى علاج كيميائي بشكل مستمر: في شهر تموز وشهر تموز في العراق يعني الجحيم ذاته تعاني مدينة الصدر الطبية في النجف من نقص في الخدمات المقدمة للمريض الذي يدخل الى غرفة لأخذ علاج كيمائي ومن دون وجود للكهرباء، الامر الذي يعني توقف اجهزة التبريد ولعدم مقدرة المستشفى على تصليحها، يغيب بعض المرضى عن الوعي ولا يدرك الأطباء حينها أهو نتيجة الحر أم نتيجة لتدهور الحالة أثناء أخذ العلاج؟

العلاج في الهنـد

وأضاف معين : بعد ان عرضت عليهم تصليح التكييف العاطل نظراً لإرهاق زوجتي وتدهور حالتها ومن دون أي مقابل مادي، بل كونه عملا انسانيا رفض الأطباء والموظفون ذلك خوفا من الإدارة العليا للمستشفى من المساءلة القانونية. مستطرداً: ان عدم التعاون بين أقسام المستشفى ذاتها يُجبر المريض على الخروج من المستشفى دون إكمال العلاج فالمريض في المستشفيات الحكومية يبدو ذليلا لكثرة الإهانات التي يتعرَّض لها من قبل كوادر المستشفيات كما إن هذا الحال قد أجبرني بأخذ جوازات السفر للسفارة الهندية وبعدها انتقلت سلسلة علاج زوجتي الى الهند بين فترة وأخرى.

انتقادات حكومية ولكن!

في وقت سابق انتقدت لجنة الصحة والبيئة في مجلس النجف، إجراءات وقوانين وزارة الصحة المتبعة في محافظة النجف، مبينة أن النظام الصحي المتبع من قبل الوزارة رديء وقديم وليس بمستوى الخدمات المقدمة في بلدان العالم.

وقال عضو لجنة الصحة والبيئة في مجلس النجف علي الشمري: إن النظام الصحي الذي تعمل به وزارة الصحة ودوائرها في محافظة النجف غير جيــد، مبيناً أن النظام الصحي قديم ورديء، وان الوزارة لم تنجح في إدارة كوادرها الصحية في محافظة النجف.

وأضاف الشمري إن الصحة تحتاج إلى قوانين صحية ترتقي بالمستوى المطلوب وتظاهي دول العالم المتطورة، لكن من دون ذلك فإن الواقع الصحي وإدارة الكوادر الطبية والصحية ستبقى متأخرة دائما، داعياً "وزارة الصحة إلى العمل بقوانين الدول المتطورة في ما يخص ادارة الكوادر وتطوير الواقع الصحي.

نقص أَسرَّة والكانونة المستخدمة

قبل اكثر من يومين تعرضت طالبة جامعية لوعكة صحية نتيجة لإنخفاض معدل السكر والضغط لديها مما أدى بصديقاتها الى أخذها الى اقرب مستشفى وهي مستشفى الحكيم في النجف. تقول الطالبة أزهار جعفر بعد وقوف ما يقارب (45) دقيقة في انتظار الدور للمعاينة الطبيبة في طوارئ مستشفى الحكيم العام في النجف تم تحويلها الى الردهة لأخذ العلاج ونظرا لعدم توفر أسرَّة كافية في الردهة تم البحث عن كرسي حتى تأخذ علاجها. وتقول: بعد ان قدم الطبيب المقيم لتقييم الحالة قام بأخذ كانيولة (كانونة) مفتوحة مسبقا محاولا تركيبها على يدي وبعد ان رفضت، تم شراء أخرى جديدة من صيدلية المستشفى وتم تركيبها. مستطردة: بعد دقائق قليلة تم تركيب ذات الكانيولة التي رفضتها لمريضة أخرى وبعد السؤال عنها قال الطبيب لا يهم ان كانت مفتوحة ام لا ستدخل جسم المريض وتنقل العلاج لدمه!

وختمت الجامعية أزهار حديثها متمنية أن يكون الطبيب على قدر من المسؤولية المهنية وعلى قدر اليمين الذي يؤديه أثناء تخرجه محافظا على حياة الناس وأميناً على صحتهم.
النظام الصحي خاطئ

في ذات الحديث تطرق الدكتور احمد عبدالله بحديثه لـ(المدى) الى النظام الصحي العام في المستشفيات العراقية واصفاً إياه بالنظام الخاطئ من رأس الهرم فلا يستطيع تحمل مسؤولياتها أي مدير عام او مدير مؤسسة صحية، مبينا: الخطأ الكبير في هذا النظام قد تحول الى مهزلة فعدم وجود عمال نظافة يعني تراكم الأوساخ والأوساخ في المستشفيات تؤدي الى كوارث صحية جمة!

واضاف عبدالله: المتعارف عليه في خدمات المستشفيات في الوقت الحالي التعاقد مع شركات تنظيف يكون عمالها صغار العمر إضافة الى عيشهم حالة فقر مدقع وبراتب لا يتجاوز (150) الف دينار عراقي شهريا أي لا يكفيه حتى نهاية الشهر لسد رمق عائلته. مسترسلا: هنا يبدأ التذمر والعناد وكل فرد منهم يرمي اللوم على الآخر حتى يتم إقالتهم وتبقى المستشفيات لفترة تعوم على بحر من الأزبال والميكروبات. لافتا: الى ان أحدث المستشفيات الموجودة حاليا قد تم إنشاؤها في زمن النظام البائد قرابة عام 1981 ومع الصيانات المستمرة طوال اكثر من ربع قرن نراها اليوم واقفة على تلٍّ من الرماد ينهار بنفخة هواء فكيف نريده عامراً بالنظافة والصحة؟!


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45438
Total : 101