في العراق ليس سوى عراق .... في العراق ليس سوى الورق.
في العراق أصبح كل شيء ورقة وان شئت فقل رقم وكل شيء له ثمن في العراق الا الوطن والانسان لأنهما ليسا للبيع ولذا كانت الدماء في العراق رخيصة جدا في زمن أصبح فيه الصدق والشرف مفقودا. خياران لا ثالث لهما لنا اما الموت للعراق او الموت للطغاة. إذا أردنا النجاة حقا فعلينا ان لا نقبل بالحلول الوسط ولا ان نساوي بين الحق والباطل ان الهفوات والاخفاقات في العراق كلها قد وقعت في ظل "غياب الشفافية وغموض المشروع"في العراق إذا كان الشرف ورقة فالضمير قد مات، في العراق لا ضمانات لأي شيء إذا لم يعد هناك الكثير.
اما ((ما العمل)) و((ما البديل)) فالحق والحق أقول ان أي تحرك او قرار بلا اخلاق لا يمكن ان يكتب لها النجاح في انقاذ العراق كما انه لقد أصبح العراق عالما للفوضى والاضطراب واتسمت الهوية الوطنية بالغموض في زمن اللا منطق والسخرية المريرة بل لقد اصبحت الوطنية أسطورة طوباوية والثورة استبد اد انتحاري فاشل وسلوك تعسفي لا مسؤول لا يقود الا الكارثة في عراق واقع الطائفية التسلط البيروقراطي، وفق الامتيازات الماسكين بالسلطة من الامتيازات التي يحصل عليها "مدراء" ووزراء ومسؤولو الاحزاب الحاكمة في العراق نموذج للديمقراطية الجديدة التي تم تشويهه ليكون استبداد ودكتاتورية متعددة جديدة ان فقدان الصورة الانسانية للعمل السياسي و فقدان النموذج الاخلاقي لممارسة السلطة لن ينتج عنه سوى التمايز والتناحر الطبقي بين المحظوظين من القادة من اصحاب السلطة والتعساء من المحرومين لذا فإننا نجد ان التعبئة الشعبية لأي عمل ثوري للإنقاذ سيكون مألة الان الفشل بسبب البعد بين القادة والشعب ان القادة في العراق يجب ان يبتعدوا عن رذائل الفساد ومشاركة الشعب في الزهد وضنك العيش لذا فان هناك ضرورة لأجل انقاذ العراق ان يكون هناك ضرورة للنضال ضد الامتيازات، هدف المشروع الثوري أن يخلق قادة ومجتمعا خاليا من كل رذائل الفساد من خلال صناعة قادة يكون القائد فيه تطابق أقواله أفعاله في ممارسته للسلطة ان الثورة في العراق يجب ان تكون هي القطيعة مع نظام الفساد القديم والديمقراطية هي موت للدكتاتورية بكل صورها ان التحرر الانساني في العراق لا يمكن له ان ينضج وللأسف الشديد الا من خلال التعرض لمزيد من الاخفاق في مواجهة الارهاب ومن وعي الشعب العراقي لإخفاق قيادات سياسية تقليدية لا تمت له بصلة الا الاتجار بالشعب العراقي وبمصيره انتخابيا ان تبعية القرار في العراق لأجندات اجنبية لا تعني الا الاخفاق بل الموت للعراق في كل شيء . ان التطور متفاوت وغير متوازن في مستويات الدخل بين الطبقات في العراق لن يؤدي الا الى زيادة حدة التفاوت الاجتماعي التي ستنتج عنها حتما الى انتفاضة الجماهير الشعبية في العراق في المستقبل عندما لا تستطيع ان تتحمل الركود الاقتصادي وغياب الحريات السياسية وامتيازات القادة الفاسدين وسط نمو البيروقراطية والاعتبارات السياسية والاجتماعية على حساب قيم الديمقراطية والانسانية والوطنية والاخفاق الامني وتصاعد الارهاب الطائفي في العراق ثورة ستولد في الغد تراد وأدها بالإرهاب الطائفي او بربيع عربي زائف فمن اجل الانسان في العراق هناك ضرورة لنمو الوعي الثوري في وسط الشعب العراقي في احتقار السلطة واعاقة الاعتبار لأخلاقيات العمل السياسي انسانيا لأجل انتصار الانتفاضة ضد الطغمة الأوليغارشية ان الشفافية وروح النقد الذاتي هي وحدها القادرة على ايقاف الانحراف في العراق والقضاء على فساد السلطة الحاكمة ليكون الانتصار في صالح من هم في قاع المجتمع لا في صالح من هم فوق .
مقالات اخرى للكاتب