منذ ان مُنحت جائزة نوبل لأول مرة عام 1901 في اوسلو وأنظار العالم تتجه نحوها ويراودها حلم الحصول عليها او الترشيح لها على اقل تقدير , هناك من استحق الجائزة ونال لقبها باستحقاق وهناك من فشل في اقناع العالم بأنه يستحق الجائزة على الرغم من تسلمه الجائزة من قبل الاكادمية الملكية السويدية وهناك من رفض ان يتسلمها لأسباب متعددة منها انه لا يستحقها او لعدم اقتناعه بمصداقية الجائزة .
كانت الدول التي تعاني من حروب وأزمات ارض خصبة لبروز المرشحين لجوائز نوبل وخصوصاً جائزة نوبل للسلام , كانت مصر عام 1978 اولى تلك الدول في المنطقة التي نالت الجائزة عندما تقاسم السادات ومناحين بيكن الجائزة بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد تلتها بعد ذلك جنوب افريقا عندما تقاسم نيلسون مانديلا ودي كليرك عام 1993 الجائزة من خلال تحقيقهما المساواة في اكبر بلدان التمييز العنصري التي شهدها العالم خلال القرن الماضي ,ومن ثم تقاسم عرفات ورابين وشارون الجائزة عام 1994 بعد توقيع اتفاقية اوسلو التي لم ترى النور وبقت حبرا على ورق والتي تعتبر في رأي الكثير اختيارا متسرعا من قبل الاكادمية الملكية , ومن ثم جاءت الايرانية شيرين عبادي عام 2003 وأخيرا اليمنية توكل كرمان عام 2011 . ولا يفوتنا ان نذكر ان الجائزة منحت لمنظمات و لهيئات دولية وشخصيات اخرى لكن ما يهمنا الدول المحيطة بنا والتي لديها ازمات مشابهة لازمة العراق او اقل حده منها .
السؤال متى نرى جائزة نوبل بنكهة عراقية وبلمسات عراقية و بكلمات عراقية وبفخر عراقي ؟ هل يعجز العراق ان يخرج منه من ينال هذه الجائزة ؟ بالتأكيد ان مقاييس الجائزة من حيث المكان والزمان مهيأة بصورة كبيرة نظرا لحروب وأزمات العراق المتواصلة منذ عام 1980 الى حد هذا اليوم , لكن الاكادمية الملكية ربما لم تقتنع الى حد هذا اليوم بالشخصيات التي تواجدت او الشخصيات الحالية في تلك الحروب والأزمات لأسباب ربما تكون ذات بعد سياسي او لعدم وجود الشخصية المثالية التي استطاعت او تحاول ان تضع حد لتلك الازمات . في رأي وفي رأي الكثير ان الجهود التي بذلت لوضع حدا لحرب ضروس استمرت ثمان سنوات كانت تستحق ان تنال الجائزة . لكن السؤال المحير لمن تمنح تلك الجائزة لصدام ام لخميني ؟ للأسف لم تستطيع الكثير من الشخصيات والمؤسسات العربية والإسلامية اقناع الهيئة التي يعينها البرلمان النرويجي للترشيح للجائزة . مؤسسات كبيرة لها تاريخ كبير مثل الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ومنظمة عدم الانحياز لم تستطع ان تقترب من الجائزة في حين اننا نرى منظمات دولية حصلت على الجائزة وهي اقل في الامكانات والتمويل من المنظمات العربية والإسلامية . لو كان تأثير الجامعه العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي كبيرا في حل الازمات مثل غزو العراق للكويت او وقف اطلاق النار بين العراق وايران لكانوا ضمن ممن حصلوا على الجائزة .
الان وبكل ويلات العراق ونكباته وانقساماته الطائفية وحروبه المقترحة وسيناريوهات التقسيم المعده هناك فرصة لقادة العراق من سياسيين ومراجع دينية ومثقفين وزعماء قبائل ومواطنين ان يقولوا كلمتهم وينبذوا الطائفية ومشاريع التقسيم ويعيدوا للعراق بسمته ويمنحوا العراق كل العراق جائزة نوبل للسلام . ألا يوجد من يضع حدا لهذا البركان الذي يقذف حممه على العراق . اليس فيكم يا ساسة ويا قادة ومراجع العراق من يمتلك القوة والشجاعة ليقول انا لها , بالتأكيد من يحقق ذلك سوف يكون احد فرسان نوبل للسلام والاهم من ذلك سوف يكون قد خدم بلده وشعبه ورفع الهم والغم والموت والدمار عن شعب عاش آلاف السنين موحدا لا يعرف معنا للتفرقة بين مكوناته .
مقالات اخرى للكاتب