ما حدث في الاعظمية في ليلة ذكرى وفاة الامام محمد الجواد عليه السلام من سب وتهجم على بعض الرموز والصحابة من قبل نفر طائش وعديم الشعور بالمسؤولية امر مرفوض بكل المقاييس وهو حالة دخيلة على ابناء الشعب العراقي الذين لم ولن يرتهنوا الى مثل هذه التصرفات الغير منضبطة والغير عقلانية والتي تؤدي الى الفرقة والتشرذم والتقسيم سواء بقصد او من دون قصد وانها "اي هذه التصرفات "محل شجب وادانة من قبل جميع ابناء الشعب العراقي الواعي والمبتلى بمثل هذه النماذج ومن هو اسوء منهم بكثير. وواضح ان ما تقوم به قناة بغداد وبعض القنوات الاخرى من تازيم وتصعيد انما يدخل في خانة استغلال هذه الحادثة للشحن الطائفي وكذلك للتغطية على الهجمة الدموية الشرسة العابرة للحدود والتي يتعرض لها اكثرية ابناء الشعب العراقي من قبل من يدافع عن الصحابة والرسول ويقتل شيعة اهل البيت في العراق باسم الصحابة والرسول وهذه القنوات واصحاب منابر التكفير والمناكحة يعرفون اكثر من غيرهم ان ما جرى في الاعظمية لا يعادل معشار ما يطلق من تصريحات تحريضية وسب علني على المنابر لاكثرية ابناء الشعب العراقي ومعتقداتهم ورموزهم وائمتهم وما جريمة سامراء وجرائم تهديم قبور الاولياء والصالحين الا نقطة في بحر صيحات الاعظمية ولاشيء غيرها. ان على من يشجب التجاوز على بعض الصحابة في الاعظمية ان يكون شجاعا ويشجب التصريحات النارية ويشجب السب والشتم الذي يتعرض له أبناء الأكثرية من قبل منابر السوء في الفلوجة والرمادي والحويجة والموصل والتي تتسبب يوميا بمقتل العشرات بل المئات من الأبرياء ومن الأطفال والنساء والشيوخ مرة بحجة نصرة ام المؤمنين ومرة للدفاع عن الخليفة عمر ومرة للتكبير بذبح الأطفال والنساء من الشيعة الروافض الصفوية الفرس المجوس ومرة لالتحاق المجاهدات من الدول العربية من اجل الترفيه عن المقاتلين والمشاركة في جهاد النكاح ومرات ومرات دون ان تثور في فضائية بغداد او منابر الرذيلة الحمية ولو بالاستنكار حتى لمثل هذه الجرائم التي لا تقرها حتى الشرائع والقوانين الغير إسلامية. ان الوقوع في وحل الاقتتال الطائفي قد يكون اسوء الخيارات التي يواجهها الشعب العراقي لكنه خيار حتمي اذا ما استمرت العقلية المقابلة تفكر بطريقة النصف الفارغ ولا تفكر بالطريقة الواقعية واذا ما استمرت الحكومة بموقف المتفرج على تصريحات اللافي والعلواني والسلمان والكلاب السائبة الاخرى دون ان تقوم بلجمهم ووقفهم عند حدهم وانزال اقسى العقوبات بهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم. ان قطرة دم واحدة من دماء الابرياء من ابناء الاكثرية التي تروي ثرى العراق يوميا وما يرافق هذه الدماء من صور ماساوية تتلاشى امامها كل العناوين والمسميات واذا كانت الحكومة قد استرخصت دماء ابنائها فمن حق ابناء الاكثرية الدفاع عن انفسهم ضد كل من يتاجر ويجاهد باسم الدين او يقتل باسم الصحابة والعروبة والقومية. نقبل ان نتوقف عند الاعظمية وان نعيد كل حساباتنا من اجل التوحد وتعزيز اللحمة الوطنية ومن اجل ان نحقن دماء اهلنا واحبتنا،لكن هل بامكان من يتباكى على عمر وعائشة ان يوقف هذا النزف وهذا الاستهداف اليومي العلني والذي يكون دائما باسم عمر وعائشة وابو بكر ويزيد ومعاوية والاسوء من كل هذا هو من يستهدف الابرياء بقصد اللحاق بالغداء او العشاء مع الرسول. ان تصحيح المفاهيم وتخليصها من رواسب الجهل امر ضروري للانطلاق نحو لملمة البيت العراقي والشروع ببناءه واللحاق بركب الدول الاخرى بعد ان نكون قد غادرنا كل المحطات التي تدعو الى التخلف والرجعية والانهيار وواحد من هذه المفاهيم هو القتل باسم الصحابة. ان من الظلم ان يكافا المجرم لانه يقتل باسم الصحابة ويدان البري لانه يدافع عن نفسه.
مقالات اخرى للكاتب