مع بدا العام الدراسي الجديد ومع التدهور الأمني الكبير الذي تشهده معظم مناطق البلاد والتي صنفت على ضوئه هذه المناطق الى مناطق ساخنة وأخرى هادئة وصلت على اثر ذلك التصنيف خطورة هذا الوضع الى المدارس الابتدائية والى رياض الأطفال لان تكون هدفا للجهاد والجهاديين من اجل إعادة الحكم الإسلامي بنهجه الأموي وليس المحمدي والقضاء على الصفويين والعملاء الخونة وفعلا فقد نالت المدارس الابتدائية نصيبها من المفخخات ومن الانتحاريين وهم يكبرون بالنصر على طيور الجنة بعد ان اسقطوا منهم العشرات بين شهيد وجريح في قضاء تلعفر الشيعي في واحدة من اسوء الجرائم التي تترفع عنها البهائم والوحوش أجلكم الله الا هؤلاء الأوباش المتخلفين الذين مزجوا بين الحقد والجهل والغباء. وحادثة تلعفر وما تسببت به من حزن والم بسبب فقدان عشرات الأبرياء من الأطفال الصغار إنما كشفت عن الوجه القبيح للجهات التكفيرية والجهات الداعمة والحاضنة والممولة والتي لا تقف عند حد معين من الإجرام من اجل إعادة عقارب الزمن الى الوراء ومن اجل تمكين الأقلية من العودة الى الواجهة والتحكم بمصائر ورقاب العباد وهذا المنهج لم يكن وليد المرحلة الحالية بل هو امتداد لمنهج الدولة الأموية الباغية ومنهج" اقتلوا اهل هذا البيت ولا تبقوا منهم بقية. ان جميع الحركات الثورية الإسلامية وغير الإسلامية التي تؤمن بالتغيير الثوري طريقا للوصول الى السلطة تترفع عن الأعمال الإرهابية الدنيئة التي تتمثل بقتل الأطفال والشيوخ والأبرياء وتفخيخ المتخلفين والجثث والأسواق وتجمعات عمال البناء وتنتهج طريق الجهاد ومقارعة الظالمين دون المساس بأمن المواطن ومعيشته وهذه المعاني تجدها في كل بقاع المعمورة الا ان هذا المنهج الإنساني القائم على وازع الدين والضمير والثقة بالنفس يختفي نهائيا عند العصابات الإجرامية التكفيرية المدعومة من بعض ممالك ومشايخ الخليج وتركيا والأردن وبعض مناطق ومكونات المنطقة الغربية في العراق. ان من الصعوبة فهم الأسباب التي تدفع هؤلاء الوحوش الى ارتكاب مثل هذه الجرائم التي تدخل ضمن مصطلح الإبادة الجماعية والتي تطال الأطفال الأبرياء الا اذا كان هؤلاء الوحوش مغيبي او منزوعي الفكر او مسلوبي الإرادة لانه مع كل هذه الماسي والجرائم تجد من يدافع ومن يبرر ومن يربط الأسباب بالمسببات وكل هذه الجرائم أسبابها طائفية وأحقاد دفينة تعود الى يوم السقيفة وما بعد يوم السقيفة الذي جاء بمعاوية ويزيد ومن هم على شاكلتهم ليكونوا ولاة على المسلمين ممن تجب طاعتهم وتبجيلهم. ان الدين الإسلامي دين محبة وتسامح ومروءة وشهامة وغيرة وحمية ودين رحمة ولم يكن يوما من الأيام دينا للمتاجرة بدماء الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال والشيوخ وتعسا لدين لا يحترم الدماء ولا الأبرياء لان مثل هذا الدين لا ينتمي الى دين محمد الذي بعث رحمة للعالمين والذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق انما هو منهج ينتمي الى فكر الصحراء وخيم الشعر والعباءات المثقوبة والعقول المتحجرة التي ترفض كل ما فيه خير ومصلحة الناس بحجة الالتزام بما سار عليه السلف الصالح ليس مع أنفسهم ولكن مع من يخالفهم في المنهج والفكر. ان قتل الأطفال الصغار أسوء جريمة يعاقب عليها القانون لانها تعني قتل الحياة وقتل المستقبل وقتل الفرح لكن من الذي سينتقم لأطفال تلعفر ولا زال المجرم طليقا قد اتخذ من حادثة الاعظمية وفضائية بغداد ذريعة لقتل اكبر عدد من الاطفال في قادم الأيام.
مقالات اخرى للكاتب