صمود المقاتلين الكرد في هذه المدينة السورية الكائنة على أقصى الحدود الشمالية أصبح مثار اعجاب العالم، وقد اتخذت تركيا الموقف الذي أرادت اتخاذه، وعبر أكراد تركيا عن موقفهم على نطاق واسع، وتفاعل الغرب مع الموقف واجتمعت برلمانات وحكومات وحصلت زيارات واطلقت تصريحات متضامنة مع المدافعين تجاه هجمة الدواعش. غير أن مؤسسات رئاسة إقليم كردستان بقيت كأنها في عالم آخر وكأن الأمر لا يعنيها، فلم تجتمع رئاسات الإقليم ولو اجتماعا واحدا، ولم يجر تحريك قوات ولو بطريقة استعراضية للضغط على داعش. وكان المفترض استغلال الحالة وشن هجمات قوية لاستعادة تلعفر وسنجار واجبار الدواعش على وقف عدوانهم على كوباني. لكن هذا لم يحدث. وثبت أن التعويل على محور أربيل - أنقرة كان فاشلا. وهو ما ترك أثرا سلبيا على العلاقات بين الأحزاب الكردية في العراق. خصوصا أن قوات بيشمركة الاتحاد الوطني الكردستاني وكثيرا من قياداته وأحزابا أخرى تتمنى لو تتخذ (رئاسة الإقليم) قرارا يسهم في انقاذ المتبقين في كوباني ومستعدة للتضحية.
فلماذا يا رئاسة الإقليم هذا الموقف الفاتر أكثر من اللازم؟
مثل هذا الصراع يستحق التضحية وليس الخلافات مع بغداد!
الأحبة المتداخلون المؤمنون بحقوق الإنسان وحريته: هذه صفحتكم ولأجلكم، الرجاء اختيار الكلمات الملتزمة من دون تجريح.
الصورة: دبابات تركية منتشرة على مشارف كوباني.
مقالات اخرى للكاتب