يمتاز العراقيون عن غيرهم, بلهجتهم الشعبية, الغنية جدا بالألفاظ والأمثال, ذات المعاني العميقة, والتي تحمل إشارات لها دلالات, خطيرة مقصودة, يسمونها في لهجتهم الدراجة تلك " بالحسجة".
رغم إصرار الوسط الأدبي بمعظمه, على أهمية اللغة العربية الفصحى, في تمثيل الأدب والتراث, وأنها الاداة الصحيحة, للتحدث والكتابة والتأليف, لكن ذلك لم يمنع العراقيين, من إستخدام تلك الأمثال, لعرض حالات ونماذج, لمواقف وحكم, تربي المجتمع وتعلمه.
يقدم المختصون, بعلم السياسة, توصيفات كثيرة, لمن يكون قائدا أو مسؤولا.. كأن يكون ذو خبرة مقبولة, ويحمل علما بإختصاص ملائم للمسؤولية, وذو صفات أخلاقية ووطنية.. لكن معظمهم يجمع, على أن تكون هناك صفات شخصية ذاتية, تتعلق بما يجب أن يكون عليه, كأن يكون حكيما واعيا, متقد الذهن ذكيا, قوي الشخصية, يمتلك قراره.
يصف العراقيون وبلهجتهم الدارجة, الأشخاص الذين لا يعرفون كيف يتصرفون, ويتم قيادتهم من الأخرين, برغبتهم لضعفهم وجبنهم, أو رغما عنهم لغبائهم وخوائهم, بأنهم يشبهون " خروف النذر".. وهذا التشبيه مرتبط, بتوصيف حالة هذا الحيوان المسكين, الذي يقاد إلى الذبح رغما عنه, وهو يسير مسرورا لا يعرف أن مصيره الموت, على يد من يقود زمامه.
كم من مسؤولينا, فارغون خاوون, يقادون من جهات أو حواشي تحيط بهم, تسييرهم كأنهم " خروف نذر"؟!
لماذا تتعمد جهات سياسية, أن ترشح للمسؤولية, أشخاصا ضعفاء وهزيلين, لا يملكون الحد الأدنى من المؤهلات, التي تتيح لهم تولي المسؤولية, على إختلاف مستوياتها؟!
أم أن العملية متعمدة, بقصد تمرير الصفقات, وإستغلال المال العام, من تحت أيدي هؤلاء؟! أم أن هناك هدفا بعيدا, يستهدف البلد, من خلال وضع الرجل غير المناسب, في مختلف مفاصل الدولة؟!
ربما تختلف الأهداف, لكن النتيجة واحدة.. تدمير مستقبل وطن.
مقالات اخرى للكاتب