( البغدادية انموذج )
خلاف الحكومات المستبدة مع مواطنيها ليس في حقيقته توفير الخدمات والغذاء والصحة بل بحقيقة مرتبة المواطن في هذه الحكومة وما يمكن ان يمثله الفرد الذي يُعد اساس بناء اية دولة في العالم , فأي حكومة تعرف انها لو وفرت للمواطن ما ذكرته اعلاه سيعرف حينها المواطن ان حقيقة ما يحتاجه في هذا البلد هو ( الكرامة ) , كرامته بأن تكون له قيمة كما يستحقها لا كما ترسمها الدولة ( وحسب المقاسات التي تراها مناسبة بان يكون هذا الفرد بعيدا جداً عما يحتاجه بل ما تحتاجه هي واعني بها الدولة ), فأن ظهرت جهة او مؤسسة ( بعيدة عن ركب الحكومة ولا تعيش ب( الاوكسجين ) الذي تنعش الحكومة به من يسير بركبها ويتملقها ), وحاولت تلك ( الجهة او المؤسسة ) ان توضح حقيقة ما يحتاجه الفرد العراقي سيكون الثمن باهضا جداً وستواجه الاغراء ,التهديد ومن ثم التسقيط ومن بعد هذا الاغلاق وهذا ما حدث مع قناة عراقية اسمها ( البغدادية ) حقيقة ما قامت به قناة البغدادية لم يكن فقط كشف فساد الحكومة والسرقات وليس وضع المسؤول ومحاكمته ( اعلامياً ) وان لم يكن قضائياً فقط , بل حقيقة الخلاف الذي ادى الى غلق قناة البغدادية انها رسمت الطريق الحقيقي ووضعت قدم المواطن العراقي على اول درجة من سُلم ( الكرامة ) , وهذا بكل تأكيد لم يعجب الحكومة بل ولم يعجب كل مؤسسة لا ترى في كرامة المواطن اي مكسب لها , فالمشكلة الحقيقية والخلاف الواقعي هو " قلُ كل شيء عن الحكومة لكن لا توضح للمواطن المعنى الواقعي لكرامته " هذا هو اساس الخلاف مع كل قناة يكون هذا مسارها الحقيقي , بل وكل مواطن يحاول ان يطالب بكرامته ويستمع له مجموعة من الافراد ويقرأون له بتفاعل وتأثر ستتطاول عليه الالسن ان لم تمتد له الايدي لتسلب روحه من جسده .
في دول متطورة ومتقدمة في مجال حقوق الانسان واذكر منها جمهورية المانيا الاتحادية كمثال, هنا قنصليات وسفارات لجمهورية العراق , وتعد هذه القنصليات والسفارات كممثل عن الحكومة العراقية في هذه الدولة الى المواطنين العراقيين المقيمين في دولة المانيا , وهذه " الحكومة المصغرة " ( ان صحت تسميتها ) تكون بحقيقتها كأنعكاس لما تقدمه الحكومة الحقيقية في العراق لمواطنيها بل ويجب ان تكون اكثر تعاطفاً واستماعاً لمن يقطعوا مسافات طويلة لمراجعتها , لكن الشيء العجيب والغريب انك تجد هذه الحكومة المصغرة لا تختلف عن امها الحقيقية هناك فمن فيها لا يختلفون بشيء عن الام واقصد بها الحكومة العراقية هناك, تجدهم متكبرون ينظرون لك بتعالي وكأنك تقف لتستجدي منهم مساعدة لا خدمة فُرضت عليهم ليقوموا بها لك لقاء راتب شهري, بل والاكثر من ذلك فهم يستخدمون معك الاسلوب ذاته المتبع في العراق لتسير اي معاملة او قضية تقدمها امامهم مهما كانت هذه القضية بسيطة بل انك لا تشعر ان ( السفارة ) في دولة تقوم بأنجاز اية مسالة او قضية عن طريق المراسلة الالكترونية والبريد ,اما لو حاولت ان تتصل بأحد ارقام الهواتف التي قاموا بنشرها بعد عبارة ( للأستفسار ) فأنك تتصور حينها انك تتصل برقم شخص ترك منزله منذ سنين . كل سفارات الدول في جميع انحاء العالم تتأثر في الدولة التي تكون بناية سفارتها عليها وتتخذ الاسلوب ذاته الا السفارات والقنصليات العراقية فهي تتخذ اسلوب الحكومة العراقية في اذلال ( مراجعيها ) , فهي تحاول ان ترسل لك رسالة سيئة ان لا كرامة لك حتى وان عشت كريماً في بلد اجبرتك الظروف ان تعيش فيه , اذن فما نحتاجه هو كرامتنا وان نرسل رسالة لكل مسؤول في الحكومة مفادها " ما انت الا موظف يتقاضى اجر منا لقاء خدامته وليس سلطان يحاول اذلالنا .
مقالات اخرى للكاتب