المرأة التي وأدت في سنوات الجاهلية، جاء الإسلام ليجعلها سيدة وقائدة ورائدة في جميع الميادين، واحترمها الإسلام أيما احترام، وبهذا وِجِهة صفعة قوية لمن يظلم المرأة ويسلب حقوقها، وحتى من يستهجن تكريم المرأة، نحن نرى الدور العظيم الذي أنيط للمرأة في الطف، المرأة الأخت، المرأة الام، المرأة الزوجة.
أعطت واقعة الطف دوراً رائداً للمرأة، لتصل لنا الرسالة ان لا دور للرجال إذا لم تشارك النساء أعمالهم! لكن أي النساء؟ زينب تلك الأخت والبنت العظيمة التي حٌجب ظلها لسنوات، جاء بها الحسين –ع-، ليقدمها للسبا! وهنا تتبين قدسية ثورة الحسين ومدى التضحية فيها.
كان لزينب –ع-يوم العاشر من المحرم عدة مهام، كانت الأساس في وصول تلك الثورة الخالدة بعد سيل من التفاهات التي حاولت طمس ثورة الحق، كانت عقيلة الطالبيين الكفيلة والحامية لعيال مجاهدي الثورة بعد يوم الطف، وكانت مخولة ومأذونة من الحاكم الشرعي الذي انتظرت فتواه، والخيمة تحترق بقولها "ماذا نصنع يا بقية أهلي".
كلما يصرع أحد من فرسان الطف يأتيه الحسين –ع-ليقدمه قرباناً للسماء، من سيقدم الحسين الى الملكوت الأعلى؟ تصدت الحوراء لتلك المهمة العظيمة، وقف الجيش ليشمت بعلي –ع-سنرى زينب بعد سنين من الحشمة، لكن إنبرت لبوة علي بحشمة أمها الزهراء، انفرج لهيبتها جيشهم سماطين وصلت الى الجثمان الطاهر، انحنت كما تنحني في محراب صلاتها، وضعت يدها تحته ورمقت السماء بنظرة، "اللهم ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى".
زينب ضحت بما تملك لترسم لنا معالم العفة والوقار، لكن أين نحن من زينب وأخواتها؟ هل نخطو بخطواتهن؟ هل كانت تتبرج كما يتبرجن نساءنا؟ هل كانت سلام الله عليها تخالط الرجال بكل انفتاح كما يعملن اليوم؟!.
خلاصة القول: إذا أردنا ان نرتقي الى مستوى زينب والعلويات ونساء مجاهدي كربلاء، علينا ان نساهم في كبح جماح التبرج الذي احتل ربوعنا، علينا ان نؤدب نزق الخرق من نساءنا بأزمة العفة والتحشم.
مقالات اخرى للكاتب