العام القادم هو نهاية الوجود الداعشي فليس له الا الانحسار الى احدى الاتجاهين، اما اللجوء الى افغانستان مع طالبان او الانضمام مع حركة بوكو حرام المتخلفة المجرمة، وستذوب الغالبية منهم بالرجوع الى مجتمعاتهم التي جاءوا منها، اما ابو بكر البغدادي نفسه فبسبب طبيعته لا اتوقع بانه على استعداد للعيش في كهوف الجبال فجهات ملاذه معلومة، اما السعودية او تركيا او امريكا او اسرائيل.
ولكن ليس هنالك من توقع لتواجد وضع اسلامي معافى فقد اكدنا في مقالاتنا السابقة عدم تواجد الاسلام الحقيقي على الارض بمحتواه الفكري العظيم انما تتواجد مذاهب، الامر الذي يؤكد ومن خلال تجارب القرون السابقة انه لامجال لتحقيق ما يسمى بالوحدة الاسلامية بين السنة والشيعة . وقد اعلنا موتها قبل ظهور ما يسمى بالدواعش على ارض العراق ولهذا لامناص من تعايش هذه المذاهب والطوائف على اساس التفاهم السياسي والاحترام الاجتماعي المتبادل كمذاهب تدعي طاعتها لله تعالى التي توجب عليها تقدير كينونة المسلم باعتباره مخلوق الله المقدس على الارض ويقوم بعبادة رب العالمين التي لاجلها يجب ان يحترم مهما كانت طريقة قناعته بكيفية العبادة وان يحفظوا دماء بعظهم البعض حفاظاً على طاقاتهم ومستقبل ابنائهم وكرامتهم واحترام صونها بين شعوب العالم.
فالعمل على الحد من التداعيات التي وصل اليها العالم الاسلامي امر لم يبت من الاساسيات التي يتوجب على الكوادر الاسلامية العمل على تحقيقها، بل من الواجبات الانسانية والاخلاقية والقانونية اضافة الى الجانب الشرعي والديني، واول من تقع عليه مسؤولية ذلك هم المعممون وبدون تحركهم الجدي والمخلص وبذل الجهد في سبيل ذلك بالتعاون مع المتنفذين السياسيين سيبقى تردي الواقع الاسلامي يوماً بعد آخر حتى بدون داعش او غيره من المنظمات والمكونات الشريرة. وقد عانى هذا الواقع من مذابح مذهبية على طول تاريخه الدامي مع الاسف الشديد.
الا هل بلغت اللهم فاشهد.
مقالات اخرى للكاتب