قد يكون الأرق وعدم القدرة على النوم أو الاستمرار به مؤشراً مهماً على احتمال القبول بالمشفى لاحقاً عند متوسطي العمر والمسنين. هذا ما وجدته دراسة أميركية حديثة أجريت في كلية بلومبيرغ للصحة العامة في جامعة جون هوبكنز ونُشرت في مجلة "علم الشيخوخة: العلوم الطبية".
قام الباحثون بإجراء هذه الدراسة على مرحلتين، في 2006 قاموا بسؤال الأشخاص من الجنسين والذين فوق الخمسين سنة من العمر إن كان لديهم واحد أو أكثر من أعراض الأرق والتي تتجلى إما بصعوبة بالبدء بالنوم أو البقاء متيقظاً أو كليهما، وكذلك إن كان المرضى قد شعروا بأي فترة بالراحة بعد النوم. وبعد سنتين، في 2008، قام الباحثون بتسجيل الحالات التي راجعت الخدمات الصحية، مثل القبول بالمشافي أو مراجعة دور المسنين أو المراكز الصحية.
وبتحليل النتائج وجد أن هناك علاقة قوية بين وجود أعراض الأرق وبين القبول في المشافي أو طلب المساعدة الطبية، وكلما زادت أعراض الأرق كان القبول بالمشفى أو المراكز الصحية أعلى، أي بكلمة أخرى: الأشخاص الذين كان لديهم عرضان أو أكثر للأرق طلبوا الرعاية الصحية، وتم قبولهم في المشافي بتواتر أكبر ممن ليس لديهم مشاكل بالنوم أو يعانون من عرض واحد فقط.
وقد نصح الباحثون بناء على هذه النتائج بأن تتم معالجة الأرق بطريقة أكثر فعالية، وأن يتم الاهتمام بأعراضة أكثر، خاصة عند الأشخاص فوق الخمسين سنة من العمر، حيث يتوقع الباحثون خفض استخدام مراكز الرعاية الصحية بمقدار6-14% إذا تمت معالجة الأرق.
يذكر أن نصف المرضى فوق الستين سنة من العمر يعانون من الأرق، ولكن 10% منهم يتلقون العلاج لذلك. ويتجلى الأرق إما بصعوبة بالبدء بالنوم، أو النوم المتقطع والاستيقاط المتكرر، أو الاستيقاظ باكراً، أو عدم الشعور بالراحة بعد النوم والشكوى من الصداع التوتري أو اضطرابات الهضم أو التعب أثناء النهار.
يمكن للتوتر والاكتئاب أن يسببا الأرق، بالإضافة لتناول بعض الأدوية، مثل الأدوية الحاوية على الكافئين أو الكورتيزونات، وكذلك تناول الكافئين والنيكوتين والكحول وبعض الحالات المرضية المؤلمة، أو الحاجة للتبول المتكرر. كما أن لبيئة ومكان النوم تأثيراً على الأرق، بالإضافة للسفر المتكرر الذي يسبب اضطراباً بجدول النوم.