كنت قد أعطيت مقالا سابقا عنوان (هل يوحد خطر داعش العراقيين؟).
وخلال اليومين الماضيين قرأت تصريحين لأهل مصطلحات المكونات يشيران إلى تفهم للواقع الجديد الذي يؤكد قدسية وحدة العراق. فمن دون هذه الوحدة سيتفكك أصحاب فكرة المكونات حتى داخل مدنهم، ومنهم من أفلس جماهيريا، ولم تنفعه العبارات الطائفية اللئيمة.
والحقيقة أن خطر داعش لم يكن هو السبب الأكبر لعودة البعض الى رشده، بل إن الوقفة الشعبية العراقية الوحدوية الصارمة، كانت المشعل الحقيقي لنور التوحيد. فقد قال العراقيون إن ثرواتهم وقواتهم وقدراتهم لن تكون متاحة لغير العراق بقيادة بغداد، ولن تكون متاحة لأصحاب مشاريع التفتيت. ومن دون دعم العراق الموحد القوي لا وجود لأي طرف على أرض العراق.
واستثمارا لذلك، ينبغي تعزيز مركزية القرار في المسائل السيادية، وتشريع قوانين تجريم إثارة النعرات الطائفية والشوفينية. فلا الموصل ولا غيرها ستتحرر من دون قوة بغداد. فليترك أصحاب المكونات هذا المصطلح قبل أن ينقلب الضرر عليهم.
وعودة الى موضوع الحشد الشعبي، فإن الدعوة إلى التطوع كانت عامة لكل العراقيين، وقد أدوا خدمة مقدسة في التصدي لداعش، ولنتصور الوضع المرعب لو تمكن الدواعش من دخول سامراء والمس بالمراقد. أما التصرفات الفردية فتبقى مسألة نسبية وسنطالب الحكومة بتعويض المتضررين من حالة الحرب.
إذن، ثروات العراق وقدراته يجب ان تبقى لخدمة العراق الموحد العادل المنصف.ويا شباب المدن المبتلاة لا تغرنكم إغواءات الفاشلين، فعزتكم بوحدتكم.
مقالات اخرى للكاتب