رأيت جرذاً يخطب اليوم عن النظافة وينذر الأوساخ بالعقاب وحوله... يصفق الذباب
إن ما جرى اليوم في ساحة التحرير ببغداد, شيء يعيي العقل السليم, ويجعل الفؤاد يتقطع من الحزن وهو سقيم, حيث أمتطى صهوة التظاهر من أجل سيادة العراق, من كان سبب في ذهاب ثلث العراق, و إراقة الدماء, وهو سبب دخول الأتراك إلى الأراضي العراقية, فرحمك الله أيها الشاعر القدير أحمد مطر,فبعيني رأيت اليوم جرذا يخطب عن النظافة! ولكن سرعان ما قذف بأحذية أصحاب النظافة.
إن احد الأسباب المهمة التي أدت إلى تدهور الوضع في العراق, هو غياب الوعي الحقيقي لما يريده الشعب, وهي طامة كبرى عندما يخرج الشعب بمظاهرة لا يعرف جدواها سوى الهرج والتصفيق, فمظاهرة مهمة كمظاهرة السيادة, يجب أن يكون الشعب يعرف أهم الأسباب التي أدت إلى ذهاب سيادته, وكيف سقطت الموصل التي هي خطوة الاحتلال الأولى بيد داعش؟! والمصيبة الأعظم من لا زال يصفق لذلك المعتوه الذي سبب دمار العراق, وذهاب سيادته.
هنا يجب علينا أن نبين مدى تردي الوعي لدى المتظاهرين, و أين نحن سائرون؟! أذا تحكمت بنا العواطف والأنانية, حتى في المظاهرات التي تطالب بهيبتنا, وكيف تكون لنا هيبة وسيادة ونحن نسمح لمن تسبب في خراب بلادنا أن يعتلي صهوة أصواتنا؟! ويحاول تسويق نفسه بأنه القائد الضرورة, إذا بالأحرى بنا أن نبقى على هوان, خير لنا من قيادة الجرذان, أمثال محتال العصر ومن صف لصفه, وصفق له.
العراق لا يحتاج إلى المطالبة بالسيادة, حيث أن الشعب هو من يملك الخيار, وبيده أن يجعل سيادته تعلو, إذا وفقط إذا؛ عرف عندما يتظاهر النقاط الجوهرية لتظاهرته, وملك الإصرار على تقليد زمام أمره إلى قائد يستحق القيادة.
إن من هوان الدهر أن يقال لمثل علي أبن أبي طالب( عليه السلام) ما الحكم إلا لله, وهو العالم بحالكاتها قبل بيناتها, وبواطنها قبل ظاهرها, ولا يقال لجبناء القادة وأبناء البغايا مثل ذلك القول, وهذا ما يأخذنا إلى القول إلى إن الشعب هو من رضي بالذل والهوان, وسلم بيده للجلاد الذي تفنن في إذلاله, وحطم جميع القيم التاريخية والسيادية له, وهكذا التأريخ يعيد نفسه, فبعد أمية بنو العباس, ومن احتلال إلى احتلال.
تظاهرات السيادة تبحث عن سيادة للتظاهرة, فإذا كانت فاقدة إلى سيادتها فكيف تطالب بما لا تمتلك؟! كيف يكون من تسبب بانهيار سيادة العراق أن يكون هو قائد للمظاهرات المطالبة بالسيادة؟! أين عقولكم؟ وكيف لجرذ أن يتكلم عن النظافة؟! ولكن في حالة واحدة فقط يكون ذلك, عندما يكون الذباب هو من أنتخب الجرذ ليمثله!
ختاما: لكي تحققوا سيادتكم أبحثوا في قيادتكم, فأن كان قائدكم سيد قومه, كنتم سادة على القوم في أختياركم.
مقالات اخرى للكاتب