اود الخوض في معركة شعواء بين مصطلحي التقديس والتدليس وما حققاه على ارض العراق من أمد طويل وحتى هذه اللحظة حيث ان المجتمع العراقي منقسم الى قسمين متضادين من خلال مناداتهم بهذين المصلحين وتأييدهم حسب وجهات نظرهم المتفاوتة فبعضهم مستعينون بحجج منطقية عقلية والبعض الآخر يعرضون أوهامهم على طبق من ذهب ليحققوا مآربهم بكل ما اتيح من وسائل على ارض الواقع ولهذا أنا اعرف جيدا ان البعض سيحكم على صاحب هذه الكلمات بالانسلاخ عن الدين والزندقة وربما العماله للغرب او ممن يرجون للفكر الشيوعي او ملحد , فهذه التهم جاهزة لكل من يحاول ان ينقل الصورة الواقعية للتاريخ والحاضر , ولكل من ينأى بنفسه بعيدا عن كاذب المفاخرة والقبول بساذج التفسير وبعبارة اخرى ضد من لا يتقبل تعطيل وتهميش تفكيره الحر , والغريب اننا في هذه الايام قد سمعنا مصطلحا جديدا من بعض الذين يحاولون ان يبتعدوا عن رمي هذه التهم الجاهزة التي اسلفنها مثل مصطلح ” جلد الذات ” من الذين يتوشحون بوشاح الاعتدال المنافق , وأرى كما يرى غيري الكثير بان النقد الذاتي وعلاج الاخطاء عبر محاكاة الواقع لا يمكن بأي شكل من الاشكال وصفه جلدا للذات ولا عمالة ولا انسلاخا عن روح الدين لانه محاولة لاصلاح ما كان خاطئا وتقويمه عبر هذا النقد الموضوعي الذي لايهدم دينا ولا ينسف ركنا فيه ، ولكن انا هنا ساحاول مخاطبة العقول التي تدرك ما يحدث حولها, فليس بنيتي ان اخاطب اصحاب العقول الجوف التي تسير على خطى الوعاظ والطغاة مثلهم مثل ثور الساقية الذي يدور بغير هدى عبر نسق واحد لا يحيد عن ما مرسوم له لأنني اعلم علم اليقين باني كلامي معهم سيكون هباء منثورا , ولا أرغب في ان احاول تغيير قناعات من نامت في عقولهم بواطن الكتب الصفر القديمة من التي لا تستلهم العبر من التاريخ بقدر ماكان يهمها ميزان الحق كان لمن ؟؟ هل هو لفلان او علان حتى تقاتل البعض وسجن البعض الآخر على أمور لم تكن واقعية جدا والتاريخ مكتظ بنماذج كثيرة لايسعدني ذكرها لذا اصبحت الدول العربية والإسلامية مسارح لعرض الطائفة السائدة والساذجة وخير مثال العراق وماجرى ويجري به من فظاعات وانحرافات واضحة للعيان والسبب هو السياسة المشتتة المتنفدة في العراق والتي جعلت من العراق ليس الا مسجدا يقصده المصلون للصلاة والدعاء ويقصده البعض الاخر لقضاء الحاجة وهذا ما تم ملاحظته اخيرا عندما دخل الايرانيون عبر منفذ زرباطية وهم يمثلون الصلاة والدعاء والزيارة اما التدخل التركي فجاء لقضاء الحاجة ليس إلا ، حتى انني بدأت بكره ايران وكره كل دول الجوار كونهم اعانوا على تدليس العراق بأي شكل كان ولن اصفق لاي دولة كانت لاني مكتف ببلدي واموت من اجله..والعجيب بالامر ان معظم الشعب العراقي بما فيهم الحكومة ينادون دائما بقدسية العراق وطهارة أرضه لكن بالحقيقة لاقدسية على ارض الواقعة وانما التدليس هو الشائع فليس في العراق من يحترم ارضه الا القليل النادر ومع ذلك يخرج فلان وينادي بقدسية الوطن وبهاء شعبه ونصاعة امره ووووو ولاينتهي من الكلام الا ان يجف ريقه بالمدائح الواهمة امام الاعلام لكن فيما هو بعيدا عن الاعلام نجد هذا المادح بأنه ينشر التدليس بشناعه أفكاره وأعماله ورذائله ، وهذا يعني ان البلد مقدسا شكليا ومدلسا جوهريا وعلى نطاق واسع جدا بفضل الاحزاب التي تكالبت على خيرات هذا البلد وخياناتهم الواضحة ، فما يجب قوله هو نحن أمة اضاعت حاضرها بسخافة ماضيها ورعونة الوعاظ اللاهثين وراء ما تتركه السلطة له من زوائل وقتية لاتضر او تنفع ويبيعون أخرتهم بدنياهم بعد التوكل على الشيطان.
مقالات اخرى للكاتب