Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
قصتي مع الهجرة عام 1982 (الحلقة الثانية)
الاثنين, تموز 15, 2013
باقر جبر الزبيدي

 

 

 

 

 

 

توجهت انا وشقيقتي وعائلتي المكونة من زوجتي وابنتي وثلاثة اولاد وكان اصغرهم لايتجاوز عمره ال10 ايام وكبيرهم ال10 سنوات الى مطار بغداد الدولي.. ولكي لاالفت نظر الاجهزة الامنية التي كانت تترصد حركتي لم اجر اي تغيير في نمط حياتي وعملي اذ تركت كل شيء يمشي كما كان في السابق حتى يوم سفري 28/5/1982.
قبل ان اتوجه الى المطار مساءا ذهبت الى المصنع صباحا ومارست عملي بشكل طبيعي وكنت الحظ ان سيارة من نوع فولكسواكن تابعة لجهاز الامن العراقي تتبعني من البيت الى المصنع وبالعكس..عدت الى البيت وتوجهنا انا وعائلتي وشقيقتي الى مطار بغداد وهناك حدثت لي مشكلة لولا لطف الله سبحانه وتعالى لما تسنت لي الفرصة بالمغادرة والهجرة خارج العراق.
توجهت كالعادة وبعد ان انتهيت من اجراءات الكمارك العراقية الى جهة ختم المغادرة وهنا فاجئني مفوض شرطة بسؤال عن شقيقتي وهل هي متزوجة ام لا فاعطيته هوية الاحوال الشخصية الخاصة بها فرفض ذلك واصر على اظهارها الجنسية القديمة وطلب منها ان تمد اصابعها لرؤية خاتم زواجها فلم يعثر على هذا الخاتم فبادرته بالقول..ان دفتر الجنسية القديم للعام 1957 تم الغائه وحلت محله هوية الاحوال المدنية العراقية الحالية فاجابني..كيف لي ان اعرف ان شقيقتك ليست متزوجة ولايمكنها السفر الا باذن الزوج (كان زوجها القي القبض عليه ومات تحت التعذيب وهو الشهيد السعيد هيثم سلمان).
وهنا تنحيت جانبا وبقيت انتظر بناءا على طلبه وقال لي يمكنك ان تسافر مع عائلتك على ان تعود شقيقتك الى دارها!.
هنا ..وفي تلك اللحظات الصعبة والحاسمة من تاريخ حياتي توجهت الى الله تعالى بالدعاء متوسلا باهل البيت (عليهم السلام) وتمتمت بسري..ربي اني مغلوب فانتصر!.
كنت بين نارين ومرحلتين وزمنين ..زمن العمل والثورة والجهاد ضد الدكتاتورية وهو عنوان هجرتي الى الله والى الناس وبين ان تعود شقيقتي الى دارها فاكون امام نارين .. نار عدم تحقيق رغبة والدي الذي كلفني بانقاذ ايمان من الامن والمتابعة والتحقيق وربماالاعتقال ونار ان لااسافر واخرج من العراق واعود معها لاجد طريقا اخر للسفر والهجرة قد لايتحقق بالسهولة التي جرى عليها قرار سفري!.
ان تلك اللحظات الصعبة وانا قاب قوسين من القيامة او العودة الى اقفاص الدكتاتورية ومواجهة حتفي وبين ان احقق رغبتي بالانتقال الى موقع نضالي متقدم كانت امر علي من اللحظة التي ابلغني فيها مرافقي الاقدم (ابو فاطمة) ان ايمان ذاتها التي خرجت معي الى المنفى قد خطفت عام 2006 في منطقة القادسية ببغداد وانا عشيتها وزير للداخلية!.
هنا وانا اقف بين يدي الله وقد فرغت من ابتهالي وتوجهي اليه نظرت الى اطفالي الذين سائهم ماحصل لهم لانهم سيمنعون من السفر الى الخارج كما يتصورون كانهم ذاهبون الى سفرة سياحية ونظرت الى شقيقتي وزوجتي حيث لم ار في وجهيهما قطرة دم واحدة كما يعبر العراقيون في امثالهم واذا بنقيب يعمل في المطار يتحرك نحوي ويسلم علي ويقبلني ويسال عن صحتي !!.
لم اصدق ماجرى ولم استوعب تلك الحركة واستغربت ايما استغراب من حصول هذا الامر وقلت في نفسي ..مالذي يجري ؟ هل الامر طبيعي ام ان المسالة لها علاقة باستجابة الله لدعائي؟!.
بادرني الضابط بالسؤال عن جوازات سفري فقلت له ..هذه جوازات سفرنا جميعا وشرحت له الاشكال الذي حصل لي بكل اختصار لكي لااتوسع بعرض المشكلة فاخذ الجوازات وماهي الا لحظات حتى سلمني دفاتر الهجرة وهي مختومة!.
تسائلت مع نفسي.. كيف تم الامر بهذه السرعة وماهي الا هنيهة حتى التفت الى جهة المودعين واذا بشقيقي الشهيد علي يلوح بيديه وهو مبتسم فعرفت ان (علاوي) هو الذي حل الاشكال مع صديقه الضابط الذي اخذ جوازات سفري.. وكانت لحظة وداعه لي اللحظة الاخيرة حيث لم ار شقيقي علي بعدها الا وهو تحت التراب!.
علي الذي كان في المطار وفي جهة المودعين ودعني مسموما عام 1996 في غرف المخابرات العامة حين كانوا يستدعونه لمعرفة اخباري ونشاطي في الساحة السورية وربما كان وقوفه في صالة المودعين رسالة ان علي سيكون في ركب الشهداء!.
اخذت انا وعائلتي وشقيقتي اماكننا في الطائرة المتوجهة الى عمان ثم اسطنبول وكنت اخشى لحظتها ان يصعد رجال الامن او ينادون باسمي لكي اترجل من الطائرة حتى تم اغلاق باب الطائرة ولم اكن مطمئنا ان الطائرة ستتجه الى عمان لان زمن الدكتاتورية ووحشية الاجراءات وقسوة القوانين وشبح الخوف الذي كان مزروعا في اوساط الناس كان يتحرك كالشبح في صالة الانتظار ..انتظاري في مطار بغداد وانتظار العراقيين على ابواب الحرية!.
حلقت الطائرة فذرفت دمعتين..الاولى على فراق والدي واخوتي ووالدتي والثانية على وطن يذبح كل ثانية!.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.35422
Total : 101