في صلاح الدين تعاون الحشد الشعبي والقوات الوطنية على طرد داعش الارهابي من بعض مناطق المحافظة بعد ان خاض قتالاً ضارياً .. وفي سنجار طردت قوات البيشمركة بمساعدة التحالف الدولي الدواعش الارهابيين من المدينة شر طردة .. والان في الانبار القوات الوطنية والعشائر بمساعدة التحالف الدولي يكتبون ملاحم بطولية لتطهير مدن الانبار ويضعون نهاية للارهاب الداعشي فيها.
بالأمس لا تجد كثيراً من الناس متفائلين بتحقيق الانتصار في الرمادي بعد ان استحكم الارهاب واستمكن فيها على القوات العسكرية جراء تخاذل بعضهم وتركه لمواقعه ومانزال ننتظر نتائج التحقيق الذي اجري لتحديد المسؤولية ومحاسبة المسؤولين على النكسة المؤقتة. على اي حال في المدن الثلاث تشير التجربة الى انه بقدر من الوحدة الوطنية يمكن ان نحقق الانتصار على الرغم من ان هذه الوحدة والتعاون كان محكوماً بالجغرافية والخارطة السياسية، ولكنه يثبت مرة اخرى ان للعراق امكانات كبيرة يمكن ان تقصر امد سيطرة داعش وتزيحه عما احتله في غفلة.. هذه التجارب الثلاث المختلفة على الحكومة دراستها خاصة اننا جميعاً بدأنا نؤمن ان لأهلنا الذين يخضعون لسيطرة داعش الارهابي دوراً يؤدونه ومن دونه لا يمكن الحديث عن تقدم على الارض ويستتب الامن فيها خسرناه من مدن .. هؤلاء الاهل ادرى بشعاب مناطقهم ونفسية اهلهم واكثر خبرة في كيفية التعامل مع التضاريس البشرية واسرع في اعادة من هجر ونزح الى بيته ليسهم في المرحلة او الصفحة الثانية من المعركة التي هي معركة بناء واعادة اعمار وتأهيل وبعث الروح في المؤسسات المدنية وحشد الطاقات والملاكات ونبذ المحاصصة والطائفية. كانت دعاية بعضهم تصور اهالي المناطق التي تدور الحرب فيها على انهم حواضن للإرهاب، وانهم يجب ان لا يكونوا في مقدمة الصفوف لمحاربة من نكل بهم وشردهم ولا يؤتمنون على مسك الارض وهذه التجربة التي تشكل اكبر برهان على خطأ هذا التفكير القاصر، وسطر المظلومون من داعش الارهابي اروع الملاحم البطولية.
كما ان لهم مثالاً يحتذى بابناء بلدهم من مقاتلي الحشد الشعبي والبيشمركة الذيم يستبسلون في مكافحة الارهاب والقضاء عليهم.
المعضلة الان وفي المستقبل القريب كيف تجمع هذه القوى الثلاث لتكمل بناء القوة العسكرية الوطنية المقاتلة بكل اشكالها وصنوفها وتنوعها لمحاربة الارهاب، والاهم لتحقيق المصالحة الوطنية ودحر الفكر المتطرف والسياسات المفرقة لصفوف الشعب بكل مكوناته وقومياته هل يمكن للحكومة والنخب السياسية تأسيس وحدة وطنية ونسيج اجتماعي خال مما يؤزمه ويثير النزاعات فيه؟ ليس لنا سوى ان ندعو الجميع حكومة وقوى سياسية وقوى عسكرية ان تتفحص التجربة وتراجع الذات وتصلح ما هو غير صالح ونافع وتفسح في المجال للآخر ان يكون شريكاً حقيقياً ، والا من هذه الفرقة قد ينفذ ما هو اخطر من داعش الارهابي ومتربص على الحدود وكامن بيننا وينتهز اجواء الصراعات ليحتل ويتدخل ويفرض سياساته ونفوذه ، فيما لا يقبل من قيام كيان يحترم نفسه وسيادته ويحرص على اهله.
مقالات اخرى للكاتب