حاضر يرتكز على جذور الماضي
بيوتات تتوزع على أزقة صغيرة، يفصلها نهر جميل، انه نهر الغراف المنحدر من نهر دجلة، يطفى على احياءها رونقاً شاطرها الى شطرين، استنبط الاسم من هذه الحادثة، مشكلاً منها (لؤلؤة ما بين النهرين) كما اسماها الحاكم الإنكليزي الذي ادارها عام (1918-1920)، صانعاً ذلك النهر لوحة فنية رائعة، لمدينة نقش اول حرف على طينها، وكتبت اول مسلة على ازرار تمثال الملك جوديا، ومن بيوتاتها تكون اول برلمان في التاريخ، حيث برلمان لكش.
بيوت اخذت من سلالات لكش ولارسا واسن؛ خرائط واشكال ترسم البيوت الحديثة للشطرة، وانت تتجول في ازقة هذه المدينة، تجد البساطة والطيبة الجنوبية قد رسمت على جدرانها.
بدأ تاريخ الشطرة عند قدوم الاكديين، حيث تعرف سابقا بـ (أكد)، فكانت حضارة وارث لهم، حتى قدوم الاشوريين الذين اسسوا اول امبراطورية في التاريخ، بحكم موقع الشطرة بين وسط وجنوب العراق اعتبرت من المواقع السياسية والعسكرية المهمة جدا، حيث اول من اولاها هذا الاهتمام هم العثمانيون، مع بداية ضم العراق للدولة العثمانية.
كان للمدينة وعشائرها دوراً مهماً في التصدي للاستعمار البريطاني، حيث كانت الشطرة مركز لانطلاق الثوار في ثورة العشرين، وحدثت فيها معركة (البطنجة) الشهيرة، التي انتهت بهزيمة البريطانيين، وبالتالي منحت الشطرة حكم محلي آنذاك.
للشطرة عادات وتقاليد متوارثة في الكرم والشهامة والغيرة وحسن المعاملة، تميزت في بداية الحكم الجمهوري بالوفرة والنعم، حيث البساتين والأرض الخصبة، شوارع معبدة، مقاهي على ضفتي النهر الذي يشق المدينة، كرنفال جميل يزينها في اماسيها يغزي الجالسين بالسهر.
تضم بين اجنحتها الدواية والغراف وكثير من القرى والارياف، مشكلةً مساحة مقدارها (1744) كم2، بتعداد سكاني تجاوز الـ (650،750) نسمة، مكونةً نسيج اجتماعي متآلف تربطه أواصر القرابة والصداقة.
إذا الشطرة تاريخ يربط الحاضر ويقيده بتقاليد الحضارة والتميز.
وللموضوع تتمة
مقالات اخرى للكاتب