عندما نلج موضوعة الابداع، نقف صاغرين امام سيل المبدعين الذين قدمتهم مدينة الشطرة، ولا يقتصر ابداعها على ركيزة او معترك.
لو تطرقنا لموضوعة التضحية والشهادة، نجد الشطريين قدموا قرابين في سبيل مبادئهم، ولا نريد ان نغرق في بحار الماضي الذي اثرته الشطرة بشهدائها، ويطيل بنا الحديث لو تدرجنا بمعترك الشهادة والتضحية، ونختصره وصولا لحقبة البعث ودماء الشطرة التي سالت، بعدما اذاق أصحابها البعثيين ويلات، فمن دماء خضر فرج وعبد الأمير الركابي واقرانهم، الى تحسين مجيد ورفاقه، وعوداً على بدء ضحايا الإرهاب وشهداء الفتوى.
الابداع الفني له نصيب واسع في بيوتات الشطرة، فأول فرقة مسرحية تشكلت كانت هنا، ادارها المربي جهاد عباس عام (1933)، وبعدها عروض غنائية بمناسبة افتتاح مدرسة الشطرة، بقيادة روحي الخماش عام (1935)، واستمر المسرح في الخمسينيات وما بعدها، حتى أصبحت فرقة لكش الوريث لهذه الحركة المسرحية، فلا ينسى الشطريون الأوائل أسماء، عبد الحسين عيسى، وجميل نعيمة، وحسين جاسم، ولطيف اطيمش وغيرهم كثير.
الابداع الادبي تكون في الشطرة عام (1953) وعقد اول مؤتمر له في دار عبد الواحد الهلالي، وخرج الدكتور هادي الحمداني، وعبد الواحد الهلالي، ومحمد الطحان، وغيرهم، كما كان للرواية والقصة نصيبها، فموسى الشطري ومجموعته القصصية، ومحمد يعقوب، ومظفر اللامي.
فن الصحافة لا يخفى على الشطرة، شهاب التميمي وحميد حران وحسين دويج والى اخر سلسلة الصحافة الشطرية الذين مثلوها خير تمثيل.
كنت متقصداً ان اذكر اخر الفنون، فن الشعر، لأنه لا يحده وقت في الشطرة، سجالات شعرية تداولها الصغار قبل الكبار، ومنتديات شعر يحضرها الجميع، ومدارس خرجت عريان السيد خلف، وزامل سعيد، ومهدي الاخرس، وكامل سواري، وما زالت ترفد الوطن بشعراء شباب، كعلاء ال ياسين، وجمال الازبجي، وعلي الخفاجي، وغيرهم كثير لا يتسع المقال لذكرهم.
إذا نخرج بحصيلة مختصرة، ان الشطرة ينبوع ابداع تخلل كل المجالات، وتميز فيها، كيف لا والحضارة فيها ابتدأت واليها تنتهي.
وللموضوع تتمة.
مقالات اخرى للكاتب