ناحية المشرح مدينة جنوبية في محافظة ميسان ، أخذت تسميتها من نهر المشرح ، الذي يمتاز بكثرة تفرعاته ، فسمي بهذا الاسم ، وتقع في منطقة عرفت بوجود الاهوار ، كغيرها من مدن أخرى في الجنوب ، وكانت الاهوار تضم تجمعات بشرية كثيفة وقد إشتهرت بالمياه والاسماك والزراعة وتربية الحيوانات وصيد الطيور.. ولكن تراجع دور هذه الثروة الاقتصادية ، بعد إن كانت تدر على البلاد عبر تاريخها موارد مالية ، كما تحتوي أرضها على أكبر الحقول النفطية في المحافظة ، ولكن هذه الثروة الوطنية هي الاخرى تضاءلت قيمتها بسبب انخفاض سعرها ، والنفط لا يزال في حياته ، فكيف ستكون الحال بعد إنقراضه ، خاصة وأن البلاد لم تصنع منها ثروة بديلة تحل مكانها بعد نفادها …
ومدينة المشرح – وتقع في الجنوب الشرقي من العراق – تتمتع في مدخلها بمنظرجميل ، وهو من صنع يد الانسان ، ويعكس قيمة المال عندما يستثمر في مجاله الصحيح ، ويظهر نعمته عليها ، وذلك باشجارالمدخل التي جاءت بنسق لطيف ، وتنظيم شارعه ونظافته ، وتأثيثه بالعلامات المرورية والاسيجة الوسطية ، وألوانه الجذابة ، بشكل يجلب انتباه الزائر المارعبر المدينة ، خاصة وأنها تقع في الطريق البري الذي يربط العراق بايران عبر منفذ الشيب الحدودي ، ويمرعبره الآف الزائرين ، ووصلوا الى أعداد كبيرة جدا في الزيارة الاربعينية الاخيرة ..
لم أدخل في مدينة المشرح ، ولكن هذا ( الترف ) في المدخل ، قد يوحي للخيال بصورة طيبة عن المدينة … ولكن هل يعكس ما في داخلها من نظافة وخدمات بلدية وتنظيم واعمار..؟..
اتمنى أن تكون الصورة كذلك ..
وأمام مداخل المدن الصغيرة الجميلة ، وهي كثيرة في البلاد ، تحضر في الذهن مداخل العاصمة بغداد ، وخاصة مدخلها الجنوبي الذي يريطها بمحافظات الفرات الاوسط ، وقد كتبت عددا من المقالات في جريدة ( الزمان ) عنها ، ولكن دون جدوى ، فهي في حالة بائسة لا تناسب مكانة بغداد الادارية والتاريخية والرمزية ، عدا مدخل شارع المطار بعد تطويره ، بسبب عقد مؤتمر القمة العربية ، وكأن المطار هو الطريق الوحيد لإتصال العاصمة بمحيطها الخارجي ، في حين يدخل الملايين من العراقيين والوافدين عبر المداخل الاخرى ، خاصة المدخل الذي يربط بغداد بمدينتي كربلاء المقدسة ، والنجف الاشرف ، ويزورهما اضعاف ما يدخل بغداد عبر المطار ، لكنه في حالة لا تليق ببغداد ، سواء في الزحام والفوضى المرورية أمام علوة الدورة ، أو في تجمع النفايات والانقاض والاوساخ على جانبي الشارع ، وكأن المدخل قد تحول الى مكب للأنقاض ، وبشكل يبعث على الألم والحسرة على حال بغداد في مدخلها ..
هذا هو عنوان بغداد العاصمة ، وذاك هو عنوان المشرح الناحية في مدخلها ..
و الدول المتطورة تعمل على أن تكون مداخل مدنها بأبهى صورة ، وترتدي أجمل حلة ، من خلال الطرق وتأثيثها ، والأنارة والتشجير ، والنظافة لتعطي صور معبرة عن داخلها ، ولذلك يطلقون على المدخل ( عنوان المدينة ) ..
فلماذا بغداد استثناء من هذه القاعدة ..؟..
{{{{{{{
كلام مفيد :
من جميل ما وصلني في رسالة عبر الوتس اب من صديق أن قصة يوسف في القرآن الكريم علمتني ( أن المظلوم منصور ولو كان صغيرا لا يدرك ، أو مكلوما لا يفصح ، أوغافلا لا يعي ، أوعاجزا لا ينتصر ..)
مقالات اخرى للكاتب