أبحرت سفينة التغيير، وعبرت شواطئ الغول المتمرد، حملت رجال المرحلة، إلى طريق معبد، صنعوه بأيديهم؛ لذلك ساروا واثقين، نحو إنقاذ بلد، ضيعه من كان يتصرف كأنه صبي، أخُذت لعبتهُ من يده، فذهب معانداً يبكي، لا يعرف سوى الصراخ، والزعيق، وبعد أن دمر لعبته جلس نادما، يرمي ويلوم الآخرين على سوء فعلته.
أصبح الأمر واضحا، بعد تشكيل الحكومة، اختيار صائب، بعض الشخصيات وضعت في المكان المناسب، أخذت دورها، ومنهم عبد المهدي لوزارة النفط، بدأ بتفكيك المشاكل، مع الإقليم، هذه المشاكل لم تحل طيلة ثمان سنوات، نتيجة عدم وجود رؤيا حقيقية من جهة، ومن جهة أخرى سوء الإدارة، فضلا عن باقي المشاكل الاقتصادية والسياسية.
تواجه وزارة النفط مشاكل، في المرحلة القادمة، منها خارجية، وداخلية، حيث أن بعض المناوئين، لا يريدون النجاح للوزير الجديد، وهذا الامر بدأ يدركه، لذلك بدأ بورشة عمل، في وزارة النفط، فكانت ناجحة، بالحضور المميز، وطرح المشاكل من قبل السادة المحافظين، وما تعانيه المحافظات من نقص في مصادر الطاقة، وإيجاد الحلول لها.
إن بعض الدول الإقليمية، يسوئها زيادة الصادرات النفطية؛ لذلك امتعض بعض أعضاء أوبك؛ لأن الرجل متمكن من ملفه، وقادر على تطويره، وفق رؤيا سياسية اقتصادية، يجعل المواطن يستفيد من ثروته النفطية، وهذا يؤثر على بعض دول الجوار، التي تعمل على إيقاف تقدم عجلة التطور، وكذلك لأنها لا ترغب، بنجاح التجربة الديمقراطية.
النفط ثروة العراق الرئيسية؛ فزج هذا الملف في معترك السياسية خطر كبير، مما يؤثر بشكل مباشر على البلد، فزيادة الصادرات، يعني انتعاشه اقتصاديا، وهذا يعود بالنفع على المجتمع، فتدفق الأموال جراء زيادة الصادرات، يعد انتصار للمرجعية، وإرادة التغير، مما يسهل فتح الملفات الباقية التي أصبحت واجب حلها، وفق منهج تبادل المنفعة.
النجاح حليف من يحسب خطواته، وعليك أن تصل إلى هدفك، بأقصر الطرق، لكي تحقق ما تريد، وهذا ما تبين حول الاتفاق مع الإقليم والمركز، رغم وجود الحيتان الموجودة في داخل البلد، من تجار، وسياسيين، ومهربين للنفط، وبين الخارج الذي لا يريد خيرا للعراق، هل سينجح عبد المهدي بانتشال العراق من الحيتان؟
مقالات اخرى للكاتب