عبارة "قلبك صخر جلمود ما حنّ عليّ" ، هي من كلمات أغنية عراقية شهيرة ،
ويمكن القول هنا أيضاً: قلبك صخر دياموند ما حنّ عليّ.
يتصف الماس أو الألماس (الألماز) بقساوته وصلادته العالية، ويعتبر منذ القدم من الأحجار الثمينة، وربما المادة الأثمن والأغلى ، ويعود السبب كذلك لندرتها ولصلادتها العالية جداً.
من أهم مراكز سوق الألماس في العالم إن لم يكن أهمها وأغناها على الاطلاق في عصرنا هو مركز الماس اسرائيل، ففي ضواحي تل أبيب (رامات جان) يوجد أكبر مركز للألماس في العالم ، تجاوزت قيمة حجم مبيعاته وتبادلاته بالألماس لعام 2013 م مبلغ 28 مليار دولار.
الماس يعتبر المادة غير القابلة للكسر ، وتحمل العبارة باليونانية ADAMAS معنى : غير قابل للكسر. وربما العبارة العربية والفارسية ايضا الماز هي من اليونانية.
في التراث اللغوي الكتاب الـ Diamond ، في العبرية الاسم ( ي ه َ ل ُ م : يهالوم) مشتق من الفعل الذي يعني : كسر. اذن المطرقة والمدقة : ( ه ل م و ت Halmut ) التي تعني أيضاً ـ maul ـ بالانكليزية العبارة القريبة من ـ معول ـ العامية العراقية. ويبدو أن الالماس كان معروفاً جيداً لدى شعب اسرائيل وشعوب الشرق الأخرى.
وترد عبارة (هلموت) في نشيد دبورة في كتاب القضاة (5: 26 ) بمعنى مطرقة :
"قبضت كفها على وتدٍ ،
ويمينها على مطرقة،
ضربت رأسه فشدخته،
وحطمت صدغه وخرقته".
وتشير العبارة تماماً الى مادة طارقة لا يمكن كسرها، بل هي التي يمكنها أن تكسر المواد الأخرى.
كما هناك عبارة عبرية أخرى وهي (ش م ي ر) شمير : ألماس ، كما ترد في كتاب ارميا 17 : 1 :
"خطيئة رجال يهودا مكتوبة بقلم من حديد ،
برأس من ألماس (شمير)".
كما ان عبارة (شمير) ـ دياموند ، تأتي بصورة أخرى في عبارة سْميريس العبرية التي تستعمل للقطع وهي حجارة قاسية جداً كانت تستخدم لتنظيف وصقل الأحجار القاسية جداً والكريستال.
ترد عبارة (شمير ) في باب التشبيه ، في حزقيال 3 : 9 :
" مثلَ الماسِ ـ كِ شُمير ـ
الذي هو أصلب من الصّوّان أجعل جبهتك ،
فلا تخف منهم
ولا من وجوههم المرعبة
فهم شعب متمرد" ،
يتم تصوير الوجه القوي القاسي الذي لا يخجل كصلابة وقساوة حجر الماس.
وفي زكريا 7 : 12 يتم تشبيه القلوب القاسية بالماس:
"جعلوا قلوبهم كحجر الماس
لئلا يسمعوا الشريعة والكلام ".
فلا تجعلوا قلوبكم كالصخر الجلمود أو الدياموند.
واسمحوا لقلوبكم أن تسمع صوت الحب.
مقالات اخرى للكاتب