Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
"أمّارة السوء التي فينا"!!
الأربعاء, أيلول 18, 2013
د. صادق السامرائي

 

 

 

 

 

 

هي أصعب درجات النفس وأشدها تعبيرا عن الأنانية , 

واللذة والإمعان في الذاتية المقيتة بلا حدود. 

نفس إذا تحررت من رادعها ومراقبها , جعلت البشر كالوحش الجائع في الغاب. 

وقد جاءت الأديان والعقائد السامية لتهذيبها ,  ومنحها بعض المفردات الإيجابية في النظر والتفكير, 

وإخراجها من ظلامها والوصول بها إلى مسارح النور والأمل , 

والحياة الحرة ذات القيمة الإنسانية , بعيدا عن أمّارات الويلات واليأس والفناء.

النفس الأمارة بالسوء ذات منحى لذائذي إدماني, 

وفعلها يتكرر ويترسخ , ويجعل من صاحبه مدمنا يصعب علاجه وإعادته إلى سواء السبيل, 

لأن عليه أن يمتلك دافعا وإرادة وقوة في أعماقه , تؤهله للإمساك عن رغباتها ولجمها. 

ولكل فرد بشري لذة يدمن عليها وتحثه نفسه السيئة للقيام بها.

هذه النفس هي التي تجعل البشر يستسيغ قتل أخيه , فهي دموية مشبعة بالبغضاء والحقد والكراهية , وتنفث السموم المقيتة في كل مكان تحل فيه , وتقضي على البشر الذي تملكت إرادته , وسخرت عقله لتبرير جرائمها وشرورها وأعمالها السيئة. 

وهي تسوّغ قتل الذات التي تحويها , عندما لا تستطيع التعبير عن سوئها وترجمة شرورها. 

وتريد أن تتعذب وتتألم ,  وتنثر مشاعر الحزن والحقد والكراهية بين الناس , وترغب بالعذاب, وتتلذذ بقهر الذات ومعاناة الآخرين من حولها. 

هي سوداوية ظلامية لا تحقق الحياة , بل تصنع المآسي وتدين بالحقد والبغضاء , والقتل وسفك الدماء.

إنها مخبوءة في أعماق البشر , وتحرك الضغائن , وتوقد المشاعر السلبية الضارة بالخير والمحبة والرجاء. 

والغريب أن لديها طاقة فائقة على الجذب والتكاثر , لأنها ترضي اندفاع الرغبات المكبوتة , وتحقق شعورا لذائذيا غريبا في الأعماق. 

هذا الشعور يدعو إلى تكرار المآثم والمظالم , والإرتقاء إلى حالة الإدمان المتواصل.

ففي عرفها, أن كل شيء من حقها ويعود لها, وكل لذة لذتها, وكل ما في الأرض لا بد أن يكون في حوزتها. 

وهذا توجه عدواني مروع يقرر وفقا لمنطلقات السوء , التي تقر بأن الحياة يجب أن تتحول إلى بركان ألم , وأنهار دموع ومجازر متوحشة , وذلك بالقتل والظلم والحقد والكراهية. فأصحابها يحتسون خمر السوء , ويتحركون على ضوء ما يقرره في رؤوسهم من فقدان الحكمة والروية والصواب , ويرمي بهم وبمن حولهم إلى أتون الدمار السقري.

وكأن البشرية  تتلذذ بعطاءاتها وإنجازاتها , وتندفع نحو طريقها وجحورها المظلمة بقوة وشراسة , لا تمنعها كل قدرات العقل والضمير الصالح. 

وبسببها تمضي الويلات متواصلة , لتصنع وسائل فتك بشري مخيفة, وتتحقق المجازر في الأرض , حتى لتصرخ النجوم وتئن الأرض من أهوال السوء , التي يقترفها البشر على ظهرها, فتستغيث إلى خالق الأكوان , وتستنجد بكل طاقات الصيرورة والبقاء , التي تدير دفة المسيرة الكونية.

الأرض تعاني من أمّارة السوء التي فينا , والجميع يدفع ثمنا كبيرا بسببها.

ولا يزال الإنسان الطاهر , السامي المعاني والأخلاق , يئن من طعناتها ويكون هدفا لها, وهي تتأكد بأفعالها القاسية على سطح البسيطة المنكوبة بالمخلوقات , التي أوجعت ظهرها وأصابتها بالمكاره والآلام الرهيبة , حتى استعصت على الشفاء.

كما أنها تتحكم فينا , وتقودنا بعنفوان وشراسة إلى حيث تريد, وتلبس العديد من الملابس , وترتدي الأزياء الملونة , التي تعزز في أعماقنا قوة الإندفاع إلى حيث التحقيق الأكيد,  لكل مراميها الغريزية السوداء. 

إن الإذعان لأمارة السوء , إضطراب سلوكي بحاجة إلى وقفة تأمّل , ودراسة وتشخيص لوضع الحلول الناجعة , التي تمنع من السقوط ضحية لأهوائها ومقرراتها العمياء.

فهل سنخرج من سجنها , وهل سنرتقي إلى مدارات أخرى, تتحقق فيها إنسانيتنا , ودورنا الحضاري؟!  

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44598
Total : 101