تكررت لأكثر من مرة الخروقات الأمنية في بغداد خصوصا انها عادت لاستهداف التجمعات البشرية وبشكل مكثف هذه المرة؛ في الاسواق والتجمعات المدنية وآخرها مجلس العزاء في مدينة الشعب ببغداد ومجلس العزاء الحسيني قرب جسر الجادرية. واذا كان الامر قد اصبح طبيعيا وبابا لهدر دماء الابرياء منذ ٢٠٠٣ والى يومنا الحالي ، فإننا نسجل:
1. غياب العمليات الانتحارية بالعجلات المفخخة بشكل كبير بعد استخدام اجهزة الرابسكان في بغداد.
2. ازدياد العمليات الارهابية باستخدام الانتحاريين كلما اقترب النصر الناجز على داعش في العراق.
مما تقدم يتضح التالي:
• ان ادخال تقنيات كشف المتفجرات بالأشعة يحد من العمليات الانتحارية بشكل كبير.. وان كان لا يقضي عليها.
• لفظ الارهاب لأنفاسه الاخيرة في ساحات المعركة سيكون مكلفا جدا على المدنيين الابرياء اذا لم يتدارك القائمون على الامن في المدن مدى خطورة الخلايا النائمة وضرورة إسقاطها في ايدي القوى الأمنية قبل تحركها وقيامها باي عمل ارهابي.
• ان معركة الصدام المباشر القادمة مع الارهاب في الموصل والحويجة تختلف تماما عن معركة المعلومات والاستخبارات مع شبح الارهاب ( الانتحاريين والخلايا النائمة ) في المدن.
واذا كنا لا نستطيع ان نمنع المواطنين من التجمع والقيام بالفعاليات الاجتماعية والشعائر الدينية ، واذا كنا لا نستطيع ان نمنع الارهاب المتلون الخبيث عن استهداف الدم الطاهر البريء.. فبالتأكيد اننا نستطيع القيام بالتالي:
- توعية المواطنين الى مخاطر التجمع ووسائل اصطياد الغرباء قبل الاندساس بين الجموع.
- توجيه التجمعات بالتنسيق مع القوات الأمنية المحلية قبل التجمع بفترة مناسبة.. لحمايتهم.
- زيادة استخدام اجهزة كشف المتفجرات بالأشعة في الدوائر الحكومية والمرافق العامة والسيطرات الرئيسية واستيراد احدث أنواعها.
- تعميم تجربة الرابسكان في المنافذ الحدودية ومداخل المدن الرئيسة والشوارع العامة المزدحمة.
- تغيير الخطط الاستخبارية في المدن بما يتلاءم مع التطورات الميدانية.
- الاستفادة من تجارب الآخرين في مواجهة الارهاب والقضاء عليه.
وان كان الارهاب وفكره المنحرف لا يمكن القضاء عليه بالحرب والمواجهة فقط بل بفكر معتدل يواجه الغلو والتطرف ، فان العراق ما بعد داعش يحتاج الى:
وحدة مكوناته تجاه رفض كل اشكال الارهاب.
نبذ الخلافات السياسية والعمل في اطار القانون والدستور.
استكمال تشريع منظومة القوانين المعطلة والمؤجلة مثل النفط والغاز.
استكمال بناء المؤسسات الدستورية للدولة مثل مجلس الخدمة الاتحادي.
محاصرة الفساد والفاسدين.
تعزيز روح المواطنة وحب الوطن والتضحية في سبيله.
عندها فقط يمكن القول ان العراق لم يعد كما كان قبل داعش.. وعندها فقط يمكن القول ان المواطن سيكون آمنا في حياته وطقوسه وان دورة الارهاب لن تعود مرة اخرى بثوب جديد.. واسم مغاير.
مقالات اخرى للكاتب