انعقد اليوم لقاء ضم أعداد كبيرة من السياسيين والمسؤولين تحت مسمى المؤتمر الوطني لتوقيع وثيقتي الشرف والسلم الإجتماعي .
افتقد الإجتماع شخصيات سياسية فاعلة مثل الدكتور اياد علاوي والسيد مقتدى الصدر والرئيس مسعود البارازاني والدكتور احمد الجلبي والدكتور صالح المطلك والشيخ قيس الخزعلي والسفير الإيراني وغيرهم من المعنيين إجرائيا بالمشكلة العراقية وتأزماتها ، كما لاحظنا غياب المرجعيات في النجف الأشرف وممثلي الاحزاب اليسارية والوطنية، وهو مايعطي له هوية سياسية وليس وطنية .
أمضينا وقتاً طويلاً ومملاً في الإستماع لخطابات تجتر الحديث عن الأزمات العراقية ، وبعضها استطاعت على استحياء ملامسة الحقائق ، لكن الجميع تراجع عن وضع النقاط على الحروف بجرأة كاملة ووضوح تام لكي يتم تجاوز المشكلة .
التهرب من مسؤولية مواجهة الأزمة العراقية ياتي من حقيقة ان الجميع مشترك بصناعتها بنسب متفاوتة ، وماهذا المؤتمر إلا ضحكأً على الذقون وتوطيناً للأخطاء والتعامل معها كمسلمات لازمة للواقع العراقي .
الأزمة العراقية محددة يامالكي وجعفري ونجيفي وخزاعي بنقاط واضحة محددة وهي كما يلي ؛
* حكومة فاسدة فاشلةغير قادرة على تحقيق الأمن والخدمات وصيانة العملية السياسية او الإلتزام بالدستور ووثيقة مؤتمر اربيل .
*برلمان مشلول وضعيف وليس له فاعلية في الدور التشريعي والرقابي .
*سلطة قضائية غير مخلصة وأمنية لحماية مبادئ الدستور وحقوق المواطن وانما تخضع لرغبات السلطة التنفيذية وتوجيهاتها .
*مصادرة الهيئات المستقلة وربطها بالسلطة التنفيذية والغاء استقلالها ومصادرة الحريات ومحاربة الإعلام وتسقيطه .
*وجود ميليشات وجماعات مسلحة تقتل وتهجر لأسباب طائفية وعنصرية مغطاة بدعم حكومي وأحزاب سياسية مشتركة بالسلطة شيعية وسنية .
* ارتباط كافة الأحزاب الحاكمة بإجندات مع دول الجوار مثل ايران وتركيا والسعودية وقطر وغيرها، ووجودها في السلطة يمثل مصالحها الحزبية والفؤية بقدر مايحقق مصالح الأجندات الخارجية ، والمواطن العراقي يتحمل الثمن المأساوي لتلك الخيانات .
* صراع الأحزاب وأمراء الطوائف على حساب الدم والأرواح التي تهدر يوميا في القتل الطائفي والتهجير ، وبعضها يقوم على اسلوب ممنهج وموجه بتوجيه من دول الجوار وصراعها مع بعضها على الجسد العراقي
* تزايد الفقر والبطالة والأمراض وأنهيار كبير في الخدمات مع استغراق الحكومة ومفاصل الدولة بفساد مالي وإداري وإعلامي غير مسبوق .
* ظهور الإرهاب كقوى فاعلة نتيجة للأسباب المذكورة اعلاه وغياب روح المسؤولية الوطنية في الكثير من مفاصل المؤسسة الأمنية .
تلك هي حقائق الأزمة العراقية والشجاعة ان تقفوا بوضوح أزاءها ياسياسيين ..! وليس في الخطب الطنانة والروح الريزخونية والإنشاء والجعجعة الفارغة .
وثيقة المؤتمر والشرف تكرار لما مضى ، وستبقى حبر على ورق ومحاولة شكلية لتبرئة الذمة لدى البعض الفاسد ، اما الواقع فهو في مأتم دائم وقتل يومي وتفجير وتهجير ورعب لم يعش مثله العراق في أسوء مراحل التاريخ .