Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
من رموز النزاهة في الموانئ
الجمعة, أيلول 19, 2014
كاظم فنجان الحمامي
في الأيام الرمادية المعتمة، وفي الزمن الذي تأرجحت فيه معايير العفة والنزاهة، وعلى وجه التحديد في اليوم السابع من الشهر الثاني من عام 2007 غادرنا إلى جوار ربه الأستاذ شاكر قاسم محمود. في ذلك اليوم انطوى سجله الحافل بالعطاء الوطني المفعم بالأمانة، والإخلاص، والنزاهة، والحكمة، والبصيرة، والوطنية، والعفة، والحرص. كانت إدارة الموانئ العراقية أول من اكتشفت فيه هذه الخصال، فعينته مديراً للدائرة الإدارية والمالية للمدة من 2003 وحتى عام 2007، وهو العام الذي أحيل فيه إلى التقاعد، فلم يقدر على فراق المؤسسة التي أسهم في بنائها وأفنى فيها زهرة شبابه، وتحمل في أروقتها وزر أعبائها الثقيلة. لم يكن من السهل عليه الانفصال عنها بهذه البساطة، حتى لو كان عامل العمر هو السبب، فمات مهموماً مكبوتاً في العام نفسه. كان مما يحسب له، ويسجل ضمن مآثره التي لن ينساها الوطن، لاسيما العاملون في الموانئ العراقية، قدراته الفائقة على إعداد وتدقيق الحسابات الختامية ومناقشتها مع لجان الرقابة المالية، رغم مواجهة تصرفه ذاك، آنذاك، بشيء من السخرية والتندر في أوساط الأقسام الفاشلة، لعجز أخيلة بعض الموظفين، في ذلك الوقت، عن تصور أن تحتاج الموانئ إلى مثل تلك الكفاءات الوطنية النزيهة. لقد استقطبته المناصب المحتاجة إلى العمل المخلص النزيه، فارتقى في سلمها درجة تلو الأخرى، دون أن يسعى إلى أي منها، فمن محاسب بسيط في العام 1971، إلى معاون لمدير المالية في العام 1991، إلى مدير للمالية في العام نفسه، إلى مدير للتدقيق في العام 2003، حتى انتهى به المطاف مديراً للدائرة الإدارية والمالية، وأبلى في كل منها بلاءً حسناً، شعاره صفاته، وسماته أخلاقياته، من أدب، وحسن خلق، وحلم، وأناة، وصفات قل أن تجتمع لموظف. ولما كنت قد تشرفت بالعمل معه، عندما كنت مديراً لوحدة المتابعة العلمية، فإنني أعدّ نفسي مدينا له ببعض ما أرجو أنني اكتسبته من فضله وعلمه وصفاته، أذكر منها غيرته الشديدة على المال العام، وحرصه على المحافظة عليه، وتشجيع المخلصين من أبناء الموانئ والأخذ بأيديهم، وكان مما أتذكره جيدا أنني عرضت عليه، عندما كنت معاوناً للمدير العام، مقترحاً لتدقيق بيانات السفن التجارية المترددة على موانئنا، والذي كان عبارة عن (خوارزمية) شاملة لكل المرافئ العراقية، وضعتها بنفسي من أجل رصد التلاعب المستشري وقتذاك في بيانات السفن المرتبطة بحمولاتها الإجمالية المسجلة، والتي تمثل الدالة المينائية لتحقيق موارد الموانئ بالعملة الأجنبية الصعبة، فأيدني (رحمه الله) وصحح لي بعض المسارات المتعثرة في مخططها الانسيابي، فكان أن قفزت أجور الموانئ وعوائدها إلى أكثر من 160 مليار دينار في عام 2006، وشاءت الأقدار أن يرحل عنا في العام الذي استبعدوني فيه من منصبي، فكان مصير الخوارزمية الرقود في سلة المهملات. كم من موظف أمين نزيه عفيف، لا يمد يده إلى قرش واحد من أموال الدولة، لا يحظى بالدعم من العاملين معه، وكم من كبار المسؤولين الذين يفترض فيهم أن يكونوا تقاة نزيهين شرفاء لقربهم من الله، ولكثرة علمهم بالحلال والحرام والعقوبات الدنيوية والأخروية، نجدهم من اكبر حرامية البلد. ولد شاكر قاسم عام 1943 في بيوت الطين القريبة من المكتبة العامة في منطقة المعقل، وتعلم ألف باء القراءة والكتابة في مدرسة المعقل الابتدائية، ثم أكمل دراسته المتوسطة والإعدادية عام 1965 في إعدادية المعقل للبنين، وتخرج في كلية الإدارة والاقتصاد (جامعة البصرة) عام 1970، وكان من المتفوقين في دراسته لكل المراحل. تزوج عام 1989 من السيدة (بلقيس خضر عيسى)، التي كانت تعمل معه في القسم المالي، وأنجب منها أولاده: محمود الذي يدرس المحاسبة في جامعة البصرة، وزينب التي تخرجت في معهد التكنولوجيا، ومصطفى الذي تخرج في قسم المحاسبة جامعة البصرة، وهدى التي تدرس العلوم الزراعية في جامعة البصرة. تأخر كثيرا رحمه الله في زواجه لأنه كان منشغلا برعاية أشقائه الأصغر منه، فضحى بحياته ومستقبله من أجل تنشئتهم على المبادئ الصحيحة التي آمن بها وسار عليها، وهكذا حالفه الحظ في إسناد شقيقه (محمد) الذي يعمل مدرساً للغة العربية، ورعاية شقيقه (علي) الذي حصل على شهادة الدبلوم في التعليم، والبكالوريوس في القانون، والبكالوريوس في الإدارة والاقتصاد، والعناية بشقيقه (جميل) الذي يحمل الآن شهادة الدكتوراه ويعمل في جامعة البصرة، وشقيقه (أسعد) الذي التحق في صفوف ضباط القوة البحرية حتى صار عقيداً في تشكيلاتها، وشقيقته (نادرة) التي مازالت تعمل في الموانئ العراقية. لو تابعنا بعضا من سيرة الراحل شاكر قاسم رحمه الله، وكيف كان رؤوماً رحيما شهما نبيلا لا يستنكف أن يجلس ويسمع ويتواصل مع الفراش الذي يعمل لديه، لرأينا النزيه كيف يكون، ولرأينا ثقافة العدل كيف تسود. كم تمنيت العودة إلى عصورنا المينائية الذهبية، ففيها ما فيها من نور ونورانية وهدي وقدوة. هي الأصل ويفترض أن تكون هي كذلك دائماً. هكذا ينبغي أن يكون المسؤول نزيهاً شريفاً متفانياً، منشغلاً ليلا ونهارا بهمومي وما يؤرقني ويخيفني ويقض مضجعي، لأنه مسؤول عني ولست أنا المسؤول عنه، ولابد أن يؤدي الأمانة بكل إخلاص وتفان . كان رحمه الله من رجال الموانئ المميزين، ونموذجا من نماذج التضحية والوفاء والإخلاص المستمر عبر خدمته المؤطرة بالاستقامة والالتزام، فكانت سنواته مليئة بالعطاء المتدفق بخدمة الوطن في المجال المالي والمحاسبي، أسهم بفكره المستنير في حماية مواردنا المالية من الضياع، وكانت له رسالة لم يتخل عنها حتى فترة مرضه. نسأل الله أن يعوضنا فيه خيراً، وأن يجزيه عنا جميعا خير الجزاء لقاء ما قدمه، ولا ننسى أنه كان في موانئنا من رموز العفة ونظافة اليد واللسان.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.55397
Total : 101