توالت إعترافات المسؤولين عن جريمة الحرب على العراق وإحتلاله وتداعيات هذا العدوان التي تعدت نطاق المنطقة الى العالم ، لكنها مع الاسف تمر مرورا عابرا على ممثلي الشعب العراقي أولا ، ثم الدول والمنظمات والجمعيات المعنية والمحاكم الدولية ..
بالامس إعترف الرئيس الامريكي باراك اوباما بان ( داعش ) كانت نتيجة لتبعات الحرب التي شنتها أمريكا على العراق في عهد سلفه بوش ، ولا نزال نعيش هذه التبعات الى اليوم ..
وبعد أوباما جاء رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ، فقد إعترف صراحة في مقابلة مع شبكة ( سي ان ان ) الامريكية مؤخرا بخطئه عن غزو العراق مع بوش ، وقدم إعتذاره ، معترفا بان الحرب على العراق كانت واحدة من أسباب ظهور( داعش ) ، أي بمعنى انها ساهمت بظهورها ..
وأعادت التفجيرات الكبيرة التي حصلت في باريس الى الذاكرة تلك التصريحات ..
فهذا الاعتراف ، وان جاء متأخرا ، وبعد إنكار طويل لبير ، ورفضه الاعتراف بالخطيئة التي ارتكبها بحق الانسانية ، وليس العراق فقط ، والاصرارعلى صواب موقفه يكشف مسؤولية ( الثنائي بوش وبلير ) شخصيا ، ودولتيهما عامة عن تدهور الاوضاع الحالية ، ليس في العراق فقط ، واحتلال ارضه والضحايا من الشهداء والجرحى ، وانما في العالم أجمع ، وأخرها ما حدث في فرنسا ، وهو عمل ضد الانسانية ، على حد وصف الرئيس الامريكي باراك اوباما ..
ولكن مثل هذا الوصف من اوباما أوغيره يبقى ناقصا ، ومجرد كلام مجاملة ، وغير مستوف لشروطه الانسانية ، إن لم تترتب عليه نتائج قانونية ، تلاحق المتسبب فيها ، وتحاكم من أوصل العالم اليوم الى هذا المستوى الخطير من الفوضى والدماء والخراب ..؟..
فلماذا لا يتحمل بلير وبوش نتائج عملهما العدواني باحتلال العراق ..؟.. وهل كان الاثنان من السذاجة – وهما يقودان دولتين من كبريات الدول العظمى – بحيث لا يتوقعان نتائج العدوان وتداعياته في المجالات كافة بما في ذلك انتشار الارهاب ..
لذلك لم تقتنع صحف بريطانية كبيرة باعتذار بلير ومبرراته في حينه ، وعدتها محاولة للدفاع عن نفسه قبل تقرير لجنة تشيلكوت عن الحرب على العراق..
فأين فرنسا من هذه الاعترافات اليوم ..؟ ..وماذا يقول بلير نفسه اليوم ، وهو يتابع ما حصل من مجازر رهيبة في باريس ..؟..
واين المحاكم الدولية عن كل تلك الجرائم الانسانية ضد الناس الابرياء ، أم انها تعمل بازدواجية ، ولا تقاضي الاقوياء ، بل وجدت لمحاسبة الضعفاء..
وأين مجلس النواب من هذه الاعترافات أيضا ..؟..
ولماذا لم يستغل المجلس هذه الاعترافات ويتقدم بطلب تعويض مناسب للعراق عما لحقه بسبب الاحتلال من ضحايا ودمار وفرص بناء ونهوض بدل هذا التراجع ، ويمكن أن يعيد به بناء العراق من جديد ، وهو حق مشروع وقانوني .
واين جمعيات ومنظمات حقوق الانسان العالمية من هذه الاعترافات ، أم تكتفي هذه الجهات وغيرها بالتصريحات والندوات والمهرجانات التي لم تسترد حقا ضائعا ، ولا تعيد طفلا تناثر جسده الغض اشلاء بفعل المتفجرات ..
ولكن في كل الاحوال فان اعتراف اوباما وبلير وقبلهما القائد العام للقوات الامريكية في أوربا والقائد العام لحلف الناتو حتى عام 2001 ويسلي كلارك بان ( داعش صناعة أمريكية بتمويل من حلفائها واصدقائها ) وغيرها من الاعترافات الاخرى تفيد العراق حين يتقدم بمطالبات التعويض بما لحق به من دمار بسبب الاحتلال )…
فهذه الحرب من الجرائم التي لا تسقط بالتقادم ..
وهي اكبر كارثة جيوسياسية في القرن على حد وصف صحيقة ذي صن البريطانية ..
{{{{{{
كلام مفيد :
ما الفرق بين المختال والفخور..؟..
جاء في توضيح أهل الاختصاص :
المختال : المتكبر في هيئته ..
الفخور : المتكبر في قوله ..
جعلنا الله واياكم من المتواضعين ، والفخورين بما يفعلون لا بما يقولون فقط..
مقالات اخرى للكاتب