حلم تحقيق الدولة الكوردية، ضرب من الخيال، لأسباب منطقية بعضها داخلي، واغلبها خارجي، الداخل حزب التحاد الوطني (ب.و.ك)، يسمع ويتفرج ويضحك في سره ممن يطالب بالدولة الكوردية، لأنه يفهم اللعبة الدولية على حقيقتها، حركة كوران هي نتاج (ب.و.ك) ، يحمل قادتها نفس الأفكار، أما البارتي( ب. د.ك)، فهو يتصرف بعقل مقاتل الجبل، الذي يريد أن يحقق المستحيل مهما كان الثمن، رغم قناعته باستحالة تحقيق الدولة الكوردية، لذا يناور تارة يريدها ورقة ضغط يلوح بها للمركز، ولجوار الإقليم تركيا وإيران، وأخرى يستخدمها شعار لمخاطبة عواطف الكورد، كي يبقى في صدارة المشهد، ويستمر نفوذه ووجوده في رئاسة الحكومة، هذا ما حصل في الانتخابات الأخيرة؛ حيث حصل البارتي على أغلبية أصوات الشعب الكردستاني، على حساب بقية منافسيه، لاستخدامه الشعار، والآخرين اظهروا الواقعية.
الأسباب الخارجية التي تمنع الدولة الكوردية، تركيا وإيران، كلا الدولتين لا يمكنها أن تفكر لا تناقش، موضوع وجود دولة كردية داخل أراضيها، خاصة إيران الذي تتحدث عن علاقة كوردية مع إسرائيل، أمريكا هي الأخرى سوف تمنع هكذا دولة، كي لا تستفز الإيرانيين والأتراك، ولا يمكنها أن تغامر بتشكل هكذا دولة برغماتيه، داخل منطقة تهدد العالم برمته، بسبب الإرهاب المنتشر فيها.
كل هذا وغيره، يفرض على القيادة الكوردية، أن تعمل ما بوسعها لتوطيد العلاقة مع المركز، واستثمار وجود حلفائها الاستراتيجيين في السلطة، لتحقيق مكاسب لشعب كوردستان، من خلال تطبيق الدستور والالتزام به.
أن أنتاج النفط في كوردستان، يحتاج إلى عقليات وخبرات، تمكن شعب كوردستان من استثماره خير استثمار، وتسخير تجارب الدول المنتجة للنفط في المنطقة، والاستفادة من خبرات وأفكار السيد عادل عبدالمهدي وزير النفط الاتحادي، وهو صديق قديم ومؤتمن للكورد، ويحمل عقلية اقتصادية، يشهد بها العدو والصديق، حيث تمكن خلال الأشهر القليلة الماضية، من تحقيق انجازات كبيرة لم تحققها وزارة النفط منذ اكتشاف النفط، حيث وصل إلى الرقم الأعلى في تاريخ إنتاج النفط العراقي، وفتح منافذ لاستثمار النفط، واتفق مع كبريات الشركات العالمية في مجال صناعة النفط، وأيضا اتفق مع شركة غاز قطر، الشركة الرائدة في أنتاج الغاز، لغرض استثمار الغاز المرافق لعملية أنتاج النفط الذي يهدر ألان، ويلوث
البيئة، حيث يخسر العراق بسبب عدم استثمار الغاز، عشرات المليارات من الدولارات، أذن مادام إنتاج النفط في الإقليم في بداياته، ينبغي أن يتم السير بخطوات علمية وعملية دقيقة ومدروسة، من خلال التنسيق مع المركز.
أن سياسة الأزمات، ولي الأذرع لا يمكنها أن تحقق لكوردستان ولا للعراق، أي أنجاز، ولا تخدم الشعب العراقي برمته، لذا يجب على القيادة الكوردستانية، أن تضع طموحات الدولة والانفصال جانبا، وتنشغل بمناقشة مطالبها مع المركز، وتقدم التنازلات الممكنة، لبناء علاقة متوازنة تحفظ حق كوردستان، وفق العقد الاجتماعي الذي تم الاتفاق عليه(الدستور)، والعمل مع المركز بجدية، لإقرار قانون النفط والغاز، لإنهاء ملف الخلافات النفطية، ما تبقى من خلافات يمكن معالجتها بسهولة، ولنعترف أن الإقليم لا يمكنه الاستغناء عن المركز، ولا العكس في ظل ظروف معقدة عسكريا واقتصاديا...
مقالات اخرى للكاتب