في الهزيعِ الاخير ِمن الليلْ !
تلهثُ الرياحُ على ارض المطارْ
والطائرات تتهيأ للرحيل / للقلوع !
وهي تجوبُ السموات ...
في البّرِ ... والبحار
بالناسِ من كل صنف ولون قد زحم المطار
وفي قاعة الانتظار
جلسَ اللاجئ الغريب
يسرحُ ببصره المحيّر في اناس قادمين
وفي آخرين مغادرين !
والمنظر الكئيبُ يُصعِّد بين جنبيه النشيج !
والاطفال هنا وهناك يضجّون
بالصَخبِ والضجيج !
فثمة صوتُ كالهدير////
تفجّر في قرارة نفسهِ الثكلى / (يا عراق) !
تفيضُ عيونه دما بدلا من دموع المآق
والمجهول يصرخ به عميقا : يا عراق !
والفضاءُ اوسع ما يكون
وانت يا عراق ابعدُ ما تكون ؟!
فالمحيطات دونكَ يا عراق!
أتذكرين يا امي ؟!
سعداء كنا قانعين
بذلك العيشِ البسيط
في تلك الازقة والدرابين
ان كنت اشتم عِطرَ ترابك يا عراق ؟!
فأين هو العزاء ؟!
احببت فيك يا امي عراق روحي !
او احببتك انت فيه !
يا انتما مصباح روحي !
لو جئت الي في ذلك البلد الغريب
لا يكتمل اللقاء!
فالملتقى بك والعراق عندي
هو اللقاء !
(شوق يخضّ دَمي الي العراق
كأن كل دمي اشتهاء )!
(جوع الى العراق ...
كجوع دم الغريق الى الهواء )!
شوق عارمٌ وحنين
وشَهقات الانين !
اني لأعجب كيف يكون هناك
مكان في ارض العراق للخائنين ؟!!
للذين حطموا المحرومين
و دمروا المستضعفين
واحسرتاه ...لن اعود للعراق
وهل يعود من كان ينقصهُ الامن والامان ؟!
والعيش بكرامة كانسان
وهناك يتعثر بالقبور في كل مكان
اظل ابكي على العراق
فما لدي سوى الدموع
وسوى الانتظار
دون جدوى !
بل دون رجوع ...
الى ارض الوطن الموجوع !!