Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ضياع المستقبل بالماضي
الأربعاء, آب 20, 2014
نزار حيدر
                        في رائعة من روائع الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) والذي تصادف بعد غد الجمعة (٢٢ آب) ذكرى استشهاده، يقول {لا تُشعِروا قلوبكم الاشتغال بما فات، فتُشغِلوا أذهانكم عن الاستعداد لما يأتي}.    كأنه (ع) يقرر الحقائق التالية:    اولا: ان من ينشغل بالماضي او يحنّ اليه إنما يتعامل مع الحياة بالعواطف، لانّ التغنّي بما فات هو ضرب من ضروب الخيال ودليل واضح على العجز، وتهرّب من استحقاقات الواقع وما يليه.    ثانيا: دخول المستقبل يحتاج الى استعداد، والاستعداد لا يتم بالعواطف ابدا وإنما بالعقل المتجرّد عن الميول العاطفية ليكون قادرا على التفكير السليم، فيقرّ بالمتغيّرات ويندمج مع التطوّرات ويقبل التحدي الذي يتطلبه الانتقال الى المستقبل ولا يرفض الثمن الذي يجب ان يدفعه لكل متغيّر، إنْ على صعيد طريقة التفكير او على صعيد المستلزمات.    ان الشعوب المتحضّرة هي القادرة على ان تدع العواطف جانبا ولا تنشغل بالماضي الا بمقدار كونه دروسا وتجارب وخبرات متراكمة، لتطلق الحرية للعقل يفكر بلا أغلال تسحبه الى الماضي، اما الشعوب المتخلفة فهي المشغولة بالماضي لدرجة التكلّس والانجماد عليه، ولذلك تراها مشغولة به عن الحاضر والمستقبل، فاذا انتقلت او دخلت بالأخير صدفة فإنما تدخله عنوة وعن غير إرادتها، او انها تُقحم به رغما عنها.    ان الشعوب المتحضرة هي التي تنطلق من الماضي والحاضر الى المستقبل، اما الشعوب المتخلفة فهي التي تقف عند الماضي وتقبل ان تدفع ثمن أحداثه وصراعاته ومآسيه من دون ان يكون لها ايّ دخل في صناعته او حتى التأثير به.    واذا اردنا ان نعرف من اي الشعوب نحن، فلنحسب الزمن الذي نصرفه من تفكيرنا في الانشغال بالماضي وما نصرفه منه في الانشغال بالمستقبل، وللأسف الشديد فان اكثر من (٨٠٪) من تفكيرنا مصبوب على التفكير والانشغال بالماضي وأحداثه وشخوصه، واكثر، فترانا للان نحتدّ في نقاشاتنا (التاريخية) وقد نتقاتل فيها، مع ان الجميع يعرف جيدا بانْ لا احد بإمكانه ان يغيّر فيها شيئا ابدا، اما عندما يجري الحديث عن المستقبل فترانا نتمطى ونتكاسل ونتثائب وكأنّ صاعقة نزلت علينا من السماء، لماذا؟.    لماذا نرتاح للنقاشات (التاريخية) ونتضجور من نقاشات المستقبل؟ الجواب: لأننا شعوب متخلفة لازالت تعيش الماضي بكل تفاصيله ومشاكله وصراعاته، وكأننا جبهتين من الكومبارس في مسلسل تاريخي تمتد أحداثه في عمق التاريخ، لتستصحب الزمن الى يوم يبعثون.    اذا اردنا ان ندخل المستقبل علينا اولا ان نضع حدا للانشغال بالماضي، من اجل ان لا نشغل عقولنا بالاستعداد للمستقبل على حد قول الامام الصادق (ع) ولنا في تجارب الشعوب والأمم المتحضّرة خير دليل على ذلك، فلا تجد شعباً ظلّ يحنُّ الى الماضي او منشغل به نجح في دخول المستقبل، ابدا.    تعالوا نقلب نسبة انشغالنا، لتكون (٨٠٪) منها للمستقبل، لنعدّ ونستعدّ خاصة بالتخطيط له، فالزمن لا يرحم ابدا وهو لا يحمي المغفلين المنشغلين بالماضي.    لقد أشار الامام علي (ع) الى هذه الحقيقة بقوله {مَنْ تَذَكَّرَ بُعْدَ السَّفَرِ اسْتَعَدَّ} هذا يعني ان الذي ينسى الحاضر او يتغافل عن التحديات او ينشغل بالماضي لن يستعد للمستقبل ابدا.    ومن كلام له (ع) لابنه محمد بن الحنفية عندما أعطاه الراية يوم صفين {تَزُولُ الجِبَالُ وَلاَ تَزُلْ! عَضَّ عَلَى نَاجِذِكَ، أَعِرِ اللهَ جُمجُمَتَكَ، تِدْ في الاَْرْضِ قَدَمَكَ، ارْمِ بِبَصَرِكَ أَقْصَى القَوْمِ، وَغُضَّ بَصَرَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اللهِ سُبْحَانَهُ} فالنظر الى الامام وعدم الانشغال بكل ما يثبّط العزيمة ويقلّل من الاندفاع وتميل به كفة العاطفة على العقل، هي من اسرار النجاح ودخول المستقبل.
مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46981
Total : 101