في ابسط الأشياء الاليكترونية(الأجهزة الذكية)، التي يصنعها الإنسان، يضع لها برنامج أو ما يطلق عليه"السوفت وير" هو بمثابة العقل المبرمج، لتأدية وظائف معينة، ومخزنة داخل هذه الذاكرة، مع هذا الجهاز يضاف كتيب التعليمات، أو ما يسمى" كـتـلوك" الذي يرشد المستخدم إلى كيفية التعامل مع هذا الجهاز بالطريقة الصحيحة، تفاديا لإعطابه.
ومع الأجهزة المتطورة؛ يرسل مندوب عن المصّنع، لشرح ماهية الجهاز، والغرض الذي صنع من اجله، وسبل الاستخدام، وقد يصل إلى أكثر من معرّف، لتوضيح الطريق الأمثل، للتعامل مع هذا المنتج، وتفتح مراكز،وبرامج تعليمية للتعريف عنه، تابعة ومتصلة، وتحت إشراف المصّنع لها.
الإنسان: هذا الكائن المتطور، الذي يعتبر من أحسن وأكمل المخلوقات على وجه الأرض،كما إشارة الآية الكريمة "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ" في كل مرحلة من مسيرة البشر، على الكرة الأرضية، يرسل المصّنع(الخالق) نسخة من التعليمات؛ بيد مندوب، لتعريف هذا المخلوق، طريقة الاستخدام الصحيحة.
يعتبر الإسلام هي النسخة الأحدث ولأشمل، من التعليمات الواردة في كتابه الكريم(القران)، ولأنها النسخة الأخيرة، على لسان مندوبه، الخاتم للرسل، الرسول محمد(ص)، جعل أكثر من "اثني عشر" مركز متخصص؟! لتقديم النصّح والإرشاد وتوضيح المعلومات الواردة في كتاب التعليمات الكريم(القران)، مع تتابع زمني يدل على عظمة هذا الكتاب، وما يحتويه من حقائق علمية، تنظم حياة الإنسان، بشرط اخذ المعلومة من مصدرها، ومركزها.
وأشار بشكل واضح إلى مراكز الهادية، ومكانهم، وتسلسلهم، وأسمائهم، وعناوينهم، وأولهم وأخرهم.. من تمسك بهم نجا، ومن تخلف عنهم هلك، فهم الصراط المستقيم، والمسار القويم، لبيان حكمة التنزيل، فلا يمسه إلا المطهرون.
هذا هو المسار الصحيح للإسلام، الذي وجد من اجله.. لكن عندما يقوم احد المستخدمين وباجتهاد شخصي ولمصالح شخصية، يخالف تعاليم السماء، ويدعي الخلافة زورا وبهتانا، ويبتدع ما يوافق هواه، انشق على إثرها المسلمون إلى فريقين، فريق مع الحق، وأخر مع الباطل، لا ثالث لهما، من الحق؟ ومن الباطل؟.. الجواب على لسان الرسول محمد (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)"علي مع الحق والحق مع علي" فبيان الحق يتم الحجة، وما يقابلها هو الباطل.
على مر التاريخ، لم يذكر بان الحق وفريقه كانوا هم الأكثر عددا، بل دوما أصحاب المسار الصحيح، والعدل الإلهي، هم الأقل عددا، قال الإمام علي (عليه السلام):"لا تستوحشوا طريق الحق، لقلت سالكيه".
أما طريق الباطل، الذي يسير بالإنسان إلى الانحراف العقلي، والى العطب أحيانا، ينتج ما يسمى ب(داعش) أصحاب العقول المعطوبة، التي هي امتداد لذاك المنهاج المنحرف، الذي سارت عليه بنو آكلة الأكباد.
منذ صبيحة ذاك اليوم المشئوم، الذي اجتمعوا فيه، تحت سقيفة آل أمية، صاحبة الشجرة الملعونة، أسسوا أساس الظلم، فهي الأمة التي اجتمعت على قتالكم، ونصبت العداء لكم، فقد قتل الحسين ابن علي ابن أبي طالب(عليه السلام) في ذاك اليوم!.. وذبح يوم العاشر من محرم الحرام، فسلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أصحاب الحسين(عليهم السلام).
مقالات اخرى للكاتب