اعلنت مؤسسة الشهداء , بانها عازمة على طرح التعديل الثاني , لقانون لاحتساب رئيس الوزراء الاسبق , الزعيم عبدالكريم قاسم باعتباره شهيدا ,وكذلك يشمل كل من قتل في انقلاب عام 1963 . اي بطلان قانونها الاول الذي ينص على شهادة الزعيم ( محبوب الفقراء ) بانه وفاة عادية . ان هذا التراجع والانكسار , جاء بفعل قوة الردة الشعبية الواسعة , بالغليان الشعبي , الذي عبر عن السخط والاستنكار والرفض لقرار الجائر , الذي هو بمثابة اهانة كبرى الى الشعب , والى شهداءه الابرار , والذي اجج حماس المواطنين بالاحتجاجات الواسعة , والتهديد بالخروج بالتظاهرات المليونية , اذا لم يلغى القرار المجحف والظالم , وياتي هذا التراجع , بمثابة صفعة قوية الى الاوغاد , الذين حالوا تبرئة البعث من الجرائم والمجازر , التي ارتكبت بحق الشعب في انقلابهم الاسود , وصفعة ناشفة الى الصعاليك الجدد , الذين يتحكمون بمصير وارادة الشعب , وضربة قاصمة الى مكتب البعثي لرئيس الوزراء, الذي حاول ان يظهر حزب البعث في انقلابه المشؤوم , بانههم كانوا يحملون اغصان الزيتون , ويوزعون الورود والزهور في انقلابهم الدموي , ان هذا التراجع يمثل انتصار شعبي بارادة جماهيرية عريضة , تضم كل فئات الشعب بطوائفة والوانه العراقية , ان هذا التراجع والهزيمة يدلل , بانهم لم ينجحوا في مسعاهم , بطعن الشعب والوطن , ببراءة القتلة والمجرمين . انه انتصار الحقيقة والحق والعدل , على ثعابين الباطل وشرور تزييف الحقيقة , هو انتصار النور الوهاج على ظلام الطغاة , وانهزامهم امام المارد الشعبي , الذي اجبر الاوغاد والطغاة وتجار الدماء والسماسرة من السياسيين الجدد , في تجرع علقم الهزيمة , ان الحملة الشعبية , التي ساهمت فيها الاقلام النزيهة والشريفة والمخلصة لتربة هذا الوطن , ويمثل انهزام للاعلام السلطة السقيم , الذي يمجدها ويعظمها صباحا ومساءا دون ذمة او ضمير , بحفنة من المال من اجل نصرة الباطل , واخراج الحكومة كشعرة من العجين , من مسؤولية الانهيار السياسي والامني وتردي الخدمات , كأنما يدير شؤون البلاد قوى خفية غير مرئية , ولايمكن ايجادها حتى لو استخدم احدث المناظر الحديثة او ( التليسكوب ) . ان هذا التراجع جاء انتصار بالدفاع عن مقدرات الشعب وحماية شهداءه الابرار من هجمات الاوغاد . لقد خسئوا الذين يتاجرون بقضية الشعب . لقد خسئوا الفاسدين الذين نهبوا اموال الشعب , لقد اثبت هذا التراجع عن قرار الظالم والمجحف , بان ارادة الشعب اذا توحدت صفوفه , ستكون اقوى واعلى منزلة من جبروت الطغاة والعابثين في قيم الشعب , ان الرفض العارم والشجب الكبير من كل الشرفاء والمخلصين , اضطر الطغاة والاوغاد الى مراجعة حساباتهم , والانحاء والركوع الى عاصفة الشعب الهادرة بالغليان الشعبي . ان لجنة مؤسسة الشهداء , التي ارادت ان ينتصر البعث وحثالاته , على الشعب بفرض قرار بقوة القانون , قد فشل فشلا ذريعا . وما عليهم إلا تقديم اعتذار الى الشعب والى الشهداء الابرار . والاعتراف بالخطأ الشنيع , الذي اصاب قلب الشعب , وعلى الرئيس التنفيذي الاول في الدولة العراقية , ان يدرك ان اختيار العناصر لتولي المهام والمناصب الحيوية والحساسة خارج المعايير والوطنية , ومقاييس الكفاءة والخبرة والمسؤولية ,معناه غرق الوطن بالمشاكل والازمات , وجر الوطن الى المهالك , يجب ان يكون المسؤول الاول ان يسترشد ويتحلى بالعقل والحكمة والمسؤولية تجاه الشعب والوطن , عدا ذلك يعتبر شريك اساسي لخراب وتدمير الوطن وتمزق الشعب , ان هذا التراجع , يعتبر الانتصار الثاني , بعد انتصار تظاهرات 31 آب, التي طالبت بالغاء الرواتب التقاعدية للبرلمانيين وكبار مسؤولي الدولة . ان قوة الشعب الموحدة , قادرة على خلق انتصارات جديدة , على سلطة الظلم والطغيان . سلطة الفساد والحرامية والسراق , ان الشعب قادر على تغيير موازين القوى لصالحه اذا توحد . ان هذا التراجع لم ياتي من السماء او منحة من الاوغاد . وانما جاء بسبب الحملة الشعبية الواسعة , التي ادخلت الخوف والقلق في قلوب الصعاليك الجدد . . فالى انتصارات وجولات قادمة , حتى تنهزم غيوم الطائفية المسمومة . وحتى يعود وجه الوطن المشرق , وتعود الفرحة الى وجه الشعب.
مقالات اخرى للكاتب