Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عطسة انتخابية
الجمعة, تشرين الثاني 21, 2014
علي الحجار

بينما كنا جالسين انا وصديقي في احد مقاهي المدينة المزدحمة بزبائنها وسط الضجيج المستمر من أحجار الدومنة وهي تضرب بقوة ونقاشات المنركلين والمدخنين وصوت التلفاز العالي بمختلف المسلسلات التركية التي تلقى ترحيبا من المشاهدين في هذه المقاهي … كنت اهرب من جو السياسة الذي اعيشه تحت قبة عفوا سقف بيتي والذي ترغمني قنواتنا الفضائية ان نعيش في هذا الجو المشحون من اصوات المرشحين وحرف السين الذي يكثر استخدامه هذه الايام في وسوف والاستحقاقات المقبلة وتطلعات هذا الشعب الفقير في وجوه مرشحيه ، لم افلح في الهروب من هذا الجو المشحون اذ قابلني صديقي ومحدثي في المقهى بمقارنة بين المرشحين وايهما الافضل وعن حملاتهم الدعائية الانتخابية فأحد المرشحين ظهرت له دعاية في القناة الفلانية , والاخر قد علق بوستر عملاق واخر بوستراته صغيرة واخر شعارته جميلة وتسقيطاتهم وكيف ان المرشح فلان من الكتلة الفلانية قد صرح بأن الكتلة الاخرى قد سرقت وفشلت ولديها اجندة خارجية ووووو… الخ ، ووصل صديقي المحلل المغمور الى استنتاج الى ان مدة الدعاية الانتخابية هي اكثر الأوقات والفترات في الاربع سنوات التي يكون فيها النائب وعضو مجلس المحافظة المستقبلي والحالي الطموح الى مدة اخرى تحت البرلمان ومجلس المحافظة من الناس وعندما تنتهي الحملة ويفوز سوف لا نراه يتمشى بيننا او يجالسنا لأنه سيكون في سيارته المظللة وسط رتل من السيارات المصفحة وسط حمايته الذي يتحولون الى جدران كونكريتية بينه وبين عامة الناس ، واستنتجت انا من نقاش صاحبي ومن السباقات والتصريحات الانتخابية والدعايات للمرشحين بأن الحكومة فاسدة او فاشلة او حكومة محاصصة انها من اكثر الاوقات ايضا للمصارحة ويحسب كل ما يقال على المرشحين بأنه دعاية انتخابية، فحتى لو اراد المسكين واعني المرشح (لأنه حاليا يحتاج وفقير الى اصواتنا وعينيه تتجه صوب صناديق الاقتراع وحلمه بالكرسي البرلماني) ان يناقش او يتكلم بموضوع علمي او اجتماعي تحسب عليه بانه دعاية انتخابية كما فعلت احدى الجامعات قبل مدة كما سمعت بأنها منعت احد الاساتذة والاكاديمين من القاء محاضرة علمية في مؤتمر او ندوة علمية ما كونه مرشحاً وهذا يدخل في باب الدعاية الانتخابية وان الحرم الجامعي هو حرم مقدس وقاعة الدرس هي للعلم وليست للسياسة ومن هذه الشعارات الرنانة ، اذن فهل نحرم الاستاذ مثلا اذا كان مرشحا وهو مدرس او استاذ في احدى الكليات من القاء محاضراته اليومية كونه مرشح وسوف يؤثر على الطلاب بأسلوبه المتقن في ايصال المادة العلمية مغلفة بدعاية انتخابية وهل نفهم من هذا بأن كل ما يطلقه هذا المرشح الذي كان قبل ايام انسان عادي يطرح ما يشاء في أي مكان بأن كل ما يصدر منه الان هو دعاية بل حتى في مشيته وطريقة جلوسه ونظراته ايحاء لجذب الانتباه اليه وربما ايقاع الناس في شباك حملته الدعائية.

وبينما الافكار تتطافر في رأسي وتزدحم دخل احد المرشحين وهو شخصية اجتماعية معروفة في مدينتي وسلم بطريقته المعتادة على الجميع والانظار منجذبة اليه ولسان حالهم يقول (هاي دعاية انتخابية) فنظر اليه صديقي المحلل وقال لي انظر كيف يتودد لنا الان وحال وصوله الى مقعد البرلمان فلن يعرفنا او ينظر الينا وصار صديقي يقنعني بأن كل ما يفعله هذا الانسان المرشح الان هو دعاية فتواجده في المقهى التي اعتاد الجلوس فيها طيلة سنة كاملة هو دعاية وتناوله النركيلة والشاي مع عامة الناس هو دعاية وتبادله اطراف الحديث معهم هو دعاية وحضوره المناسبات الاجتماعية هو دعاية ايضا الى ان سمعنا فجأة صوت عطسة قوية لصحابنا المرشح فألتفت اليه الناس ليترحم له وهو قول مؤثور ومعتاد (رحمكم الله) بعد العطس كون ان هذا الفعل قد دفع عن هذا الشخص بلاء عظيم ، فنظر لي صديقي وقال لي بصوت ملؤه الغل على هذا المرشح : انظر حتى هذه العطسة هي عطسة دعائية وانتخابية يريد بها المرشح ان يكسب تعاطف الناس معه كونه عطس وربما يكون قد اصابته انفلونزا وبعد ايام يخرج علينا من شاشات التلفاز ويقول اني مصاب بأنفلونزا ومتعب من جراء خدمتي وتواصلي مع الناس وقضاء حوائجهم او ربما يقول ان احدى الكتل او الكيانات السياسية المنافسة له في الانتخابات قد دست له طعاماً ملوثاً بأنفلونزا وبائية (لا سمح الله) او حتى يقول ان احد المرشحين المنافسين لي في دائرتي الانتخابية قد تعمد العطس امامي او ربما دفع بشخص مصاب بأنفلونزا ربما وبائية ايضا (لا سمح الله) وعطس امامي واصابني بهذه الانفلونزا ومنعنى من اكمال حملتي الدعائية الانتخابية وان اكون قريب من الناس في اللقاءات والندوات الجماهيرية التي اشرح فيها برنامجي الانتخابي واوضح موقفي من الحكومة الحالية لأكسب تأييدهم واصواتهم ، فنهضت وانا اصرخ بوجه صديقي : كفاك يا اخي ان الرجل لم يفعل شيئاً الا العطس وهو الان امامك بصحة جيدة هل هذا معقول، فتبسم بوجهي وقال اهدأ فأنت لا تعرف كثيرا عن العطسات الانتخابية!!!؟ فأستطردت وقلت له استميحك عذرا الان لأني سوف ارجع الى صومعتي وانام .. اخشى ان يفسر ذهابي الى بيتي هو مقاطعة للأنتخابات!



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45273
Total : 101