قد يلف الغموض والالتباس البعض ، وبالذات من يعيش في بحبوحة من الراحة والنعيم في عواصم العالم الاخرى ، وهو يطالع العنوان فيذهب به الخيال ، فيتصور أن المواطن يطالب بخط خامس ( لمترو الانفاق ) لعاصمته الحبيبة بغداد ، لأن ( الأربعة العاملة ) فيها لا تغطيها بالكامل ، لامتدادها على رقعة جغرافية كبيرة .. فتلك أمنية بعيدة المنال !! ، وقدر المواطن أن يتحمل هذا الزخام الخانق ، والهدر في الوقت الذي يذهب هباء منثورا بالعطل والزحام ، والنوم ، وقتل الوقت بسيف البطالة ..
وهذا المواطن لا يدعو كذلك الى إنشاء خط أخر للقطار فوق الأرض ، كما هو حال عواصم الدنيا ويتصور أن خطوط القطارات الموجودة لا تكفي … فتلك أمنية كبيرة أيضا على بغداد ، لم يحن أوانها بعد !!، وتحتاج الى سنوات طويلة !! وقد لا يمتد به العمر الى ذلك اليوم ، والى أن يصل سعر برميل النفط الى أكثر من 200 دولار مثلا ، لان العقل والمنطق يقول كيف لنا أن نعمل هذه ( الوسائل ) المتطورة في النقل ، وسعر النفط تدحرج الى دون الاربعين ، ونحن لم نفكر بها عندما كان سعر البرميل 120 دولارا …؟!.
ولا يقصد المواطن توسيع وزيادة خطوط الانتاج بكل مرافقها الانتاجية والصناعية والعلمية والتكنلوجية ، فتلك تحتاج الى خطط وبرامج ثقيلة على الموازنات الحالية..!!
أن ما يقصده المواطن كان أسهل من ذلك بكثير ، ولا يحتاج الى خيال ، ولا أموال ، وهو مد ( سلك ) خط خامس على أعمدة الكهرباء ( الوطنية ) يضاف للاربعة الموجودة ، ويكون خاصا بالمولدات الاهلية ، إذ لا يعقل أن تمتد اسلاك المولدات في الشوارع بهذه الصورة البدائية الخطيرة ، خاصة وانها اصبحت قدرا ملازما للعراقيين على مدى سنوات طوال ، ويمكن أن تمتد لسنوات أخرى ، ولم تنفع كل المليارات التي صرفت على ( الوطنية ) .. فهل تتحسن بهذه الموازنة المتواضعة..؟!
لقد جعلت أسلاك المولدات معاناة المواطن من ( الكهرباء الاهلية ) مركبة ، من غلاء إجور الامبيرات ، وتكاليف انقطاع الاسلاك المستمر ، بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالية في الصيف ، والامطار والرياح في الشتاء ، أو بسبب ( يد عابث أو سارق تمتد للاسلاك !! ) وتترك ( مدلاة ) ، او ممتدة على الارض مع خطورتها .. وهي تكاليف مضافة تثقل كاهل المواطن ، لأنه هو من يتحمل ثمن الاسلاك وإجور اصلاحها ، وغالبا ما تترك الاسلاك القديمة ، في حالة انقطاعها لصعوبة الاهتداء الى السلك المقطوع ، وهو يمتد لعشرات الامتار وسط فوضى الاسلاك وتداخلها مع بعضها البعض ، فيضطر المواطن الى انشاء سلك جديد ، وهكذا في كل حالة انقطاع …
ويتساءل المواطن وهو يتابع ( سلك ) بيته من بين حزمة أسلاك بالوان شتى ، واعداد كبيرة تستعصي على العد … لماذا لا يُضاف سلك أخر يكون هو الخط الخامس مع الاربعة ( الوطنية ) الممتدة على اعمدة الكهرباء..؟.. ولماذا لا تتولى وزارة الكهرباء حصرا الاشراف وتنظيم عملية توليد الكهرباء الاهلية اسوة ( بالوطنية ) من خلال مولدات محددة في المحلة ، موزعة بشكل نظامي في كل شارع أو زقاق بشكل يضمن ارتباطها بالسلك الخامس ( المقترح ) في عمود الكهرباء ، و بذلك تسهل عملية انسيابية تجهيز المواطن بانتظام وراحة ، وبالسعر الذي تحدده الدولة ، كما تقل الاعطال في الاسلاك بشكل كبير ، وتوفر بذلك مبالغ للبلاد والمواطن معا كانت تذهب الى اعطال الاسلاك ، بدل أن تصرف على امور حياتية اخرى ضرورية ..
وعززالمواطن مقترحه بمعاناته الشخصية حينما أدت الامطار الماضية ، ويد العابثين الى قطع اسلاك المولدة الاهلية الممتدة الى منازل كثيرة مرتين خلال ثلاثة أشهر ، اضطرالمواطنون بسببها الى انفاق مبالغ كبيرة من ميزانياتهم الأسرية ، ناهيك عن معاناتهم لساعات طويلة في هذه الاجواء الباردة ، وهم يتابعون إصلاح العطل مع عدم ضمان ان لا يتكرر قطع الاسلاك مرة اخرى لأي سبب كان ..
هذه الفكرة قد تخفف معاناة المواطن في موضوع الكهرباء ( الاهلية ) بعد أن أصبحت هي الأساس في مصدر الطاقة المنزلية ، خاصة واننا نعيش ظروفا اقتصادية بعد انخفاض سعر النفط تثقل كاهل اصحاب الدخول المحدودة ، وتجعل انتظام تجهيز الدولة للمواطن بالكهرباء الوطنية على مدار الساعة أمرا صعبا في الوقت الحاضر ومؤجلا لحين تحسن الوضع المالي ، لتكون الكهرباء بذلك هي التحدي الرابع بعد الارهاب و سعر النفط والفساد ..
فماذا تقول الجهات المعنية ..؟..
وهل يمكن تنفيذ فكرة الخط الخامس ..؟..
نتمنى
{{{{{
كلام مفيد :
كنت أبكي لانني أمشي بدون حذاء ، ولكنني توقفت عن البكاء عندما رأيت رجلا بلا قدمين .. ( حكيم يوناني ) …
مقالات اخرى للكاتب