كتب لنا أحد القراء الكرام مبديا استغرابه من عدم ردنا أو تعليقنا حتى الآن على مجلس الشورى و مؤسسة الشهداء اللذين لم يعدا الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم شهيدا !!..
فكتبت له ما معناه :
ـــ ما أهمية ذلك .. نقصد قرارهم الأحمق و الأخرق ؟ ..
فهل يساوي هذا القرار السخيف ، شروى نقير أو خردلة قير أو عفطة بعير ؟! ..
طالما إن الزعيم الراحل لا زال ساكنا قلوب الفقراء محبوبا كبطل من أبطال الأساطير الجميلة ..
فمن هم هؤلاء ، حتى يقرروا إن الزعيم الراحل ليس شهيد أو شهيدا ؟! ..
حقا فمن هم أصلا ؟! ..
أليسوا شرذمة من منبوذين و مزدرين ومحتقرين من قبل الشارع العراقي ، بوصفهم كرهط من حرامية و لصوص حسب الانطباع السائد عن الساسة والمسئولين العراقيين ـ؟!..
نقول و نسأل من هم بالمقارنة مع الشخصية التاريخية والمحبوبة ــ شعبيا ـــ على نطاق واسع ، كالزعيم الراحل عبد الكريم قاسم الذي سكن قلوب الناس منذ عقود طويلة و لا زال محبوبا و مقدرا ومحترما حتى الآن ، بنفس السعة والعمق و الانتشار في ذاكرة كثير من فئات و شرائح فقيرة و معدمة و كادحة من العراقيين ؟! ..
بينما هؤلاء ما هم سوى رهط من محتقرين ومنبوذين و ملعونين في ذاكرة غالبية الشعب العراقي .. هذه الذاكرة التي لا تنسى بأنه و دون أن تمضي على وجودهم في المناصب و السلطة بضع سنوات فقط ، و إذا بهم ليسوا سوى خفافيش جيوب بكل سفاهة و عيوب ، ابتداء من عمليات سرقة و اختلاس المال العام و انتهائهم أوكارا للرشاوى و فساد الضمير و القيم و المبادئ المزعومة :
فيكفي الزعيم الراحل شهادة النزاهة و العفة التاريخية بأنه حكم أربع سنوات فقط ورحل دون أن يكون في جيبه أكثر من دينارين فقط ، بينما هؤلاء ما أن حكموا و شغلوا المناصب السيادية و الخدمية أو النيابية و المجالس البلدية مجرد أربع سنوات فقط ، و إذا بهم ــ و ليس كلهم ــ يرحلون بعشرات مليارات من دنانير أو دولارات و عديد من مبان و عمارات ..
فأليس كل هذا كافيا ليشعروا بالغيرة حينا وبالخزي و العار حينا أخر من مجرد ذكرى زعيم عراقي كان قدوة و مثالا في النزاهة و الإخلاص الوطني ؟!..
بينما هم غارقون في مستنقع الفساد المالي و السلطوي حتى الركبة .. يتفرجون على احتضار ضميرهم الوطني وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في محراب الدولار الأعظم !! ..
سوف ترافقهم لعنة الأجيال الحالية واللاحقة ..