مرة أخرى تكون تركيا، خاطفة لأنظار العالم، ليكون خبر إغتيال السفير الروسي، هو محط إهتمام الإعلام العالمي، كيف لا؟ وهو عراب الأحداث السياسية والأمنية، التي تحدث عند الجارة سوريا، وهو المنسق الأهم لأحداث حلب، وموضوع إجلاء المسلحين منها، من جهة، ومن جهة إخرى، إجلاء المواطنين السوريين المدنيين، من منطقتي كفريا والفوعة، وذلك نصرأمني يسجل للروس.
الملاحظة الأولى التي سجلت على هذا الحادث، إن الأجهزة الأمنية التركية باتت مخترقة، فما تجهم منفذ العملية، بالخطبة الداعشية التي ألقاها، بعيد إغتياله للسفير الروسي، إلا دليل على تمكن داعش، من الولوج لصميم الأمن التركي، هذا إن لم تكن الأجهزة الأمنية التركية، هي داعش بعينها، فكانت أول التدعيات، لهذا الإنهيار الأمني الخطير، إغلاق إيران وأمريكا، لسفاريتهما في تركيا، والبقية تأتي تباعا".
وقبل أن نخوض بماهية الحادث، ومن يقف وراءه، هنالك أكثر من علامة إستفهام، تثار بإتجاه الحادث، فكل المراقبين للمشهد التركي، يجد إن هنالك إرتباك في ذلك المشهد، فكيف يغيب عن روسيا ذلك؟ وتترك سفيرها من دون حماية ترافقه، خصوصا وإن روسيا، تعتبر العدو اللدود لداعش، نتيجة الضربات الموجعة التي وجهتها له، ولكل المجاميع الإرهابية المسلحة، في الأراضي السورية، ثم يترك القاتل، ليلقي خطبته الحلبية، ثم يقتل، من دون أسره، وقد أصبح أعزل، بعد أفرغ سلاحه بالكامل، على المجني عليه.
الذي يقف وراء الجريمة، جهة أو أشخاص، أراد أن يبرز الحادث، بصورة دقيقة جدا"، ويبين للإعلام العالمي برمته، إن المقصود هو السفير الروسي حصرا" دون غيره، فلم يستخدم الحزام الناسف أو العملية الإنتحارية، فلو كان ذلك، لوجدنا عدة فرضيات، تظهر نتيجة ذلك، يعني المخطط لم يتعمد طمس ملامح العملية، وهي حالة غريبة، وهي ليست ستراتيجية داعش، كأسلوب للقتل.
وعملية الإغتيال خاضعة لإحتمالين هما:
أولا". إما أن تكون روسيا، هي من خططت لذلك، حتى تضع تركيا في وضع محرج، أمامها وقبالة كل المجتمع الدولي، كون الروس توعدوا الأتراك، برد قوي، وقت إسقاط الطائرة الروسية.
ثانيا". إن الأمريكان والصهاينة، لم يرق لهم التقارب الروسي_التركي، وهم على دراية كاملة، إن هذا التقارب، سوف يعجل بإنهاء داعش، وجميع الفصائل الإرهابية المسلحة، المتواجدة في سوريا، وحتى العراق، وهذا ما لا يعجب امريكا، وعشيقتها إسرائيل.
وفي جميع الأحوال، إن هذه القوى الإستكبارية، تعمل وفق مبدأ، الغاية تبرر الوسيلة، والإعتماد عليها يعني بمثابة الإنتحار، فهم يلهثون وراء المصالح، والقيم الأخلاقية والمواثيق، لا محل لها في أجنداتهم، ولا بد من إصلاح ذات الدولة، ولإعتماد على الإمكانيات الذاتية، بعد التوكل على القاهر الجبار
مقالات اخرى للكاتب