من يشعر بالعرفان للنظام السوري ومواقفه تجاه الجماعات العراقية المعارضة رغم معرفته بوجود نفس الحزب البعثي الفاشي ونفس النظام الدكتاتوري ، ويصر على ذلك بعد 2003رغم دوره في قتل العراقيين ، وهو القاتل والمعلم الأول والممر الآمن للإرهابيين ، يضع نفسه في مأزق أخلاقي كبير !
ومادام الموقف الأخلاقي في بلداننا تحدده المصلحة الشخصية او الحزبية او الفئوية ، فلماذا اذن يعيب البعض على منظمة مجاهدي خلق ان تبقى على عرفانها للنظام العراقي البعثي الفاشي ونظامه الدكتاتوري الدموي مادامت المصلحة وحدها من تحدد المواقف الأخلاقية لدى تلك الجماعات ولماذا يعاب عليها اصلاً دورها في قتل العراقيين ؟
وبمناسبة فوز انجيلا ميركل ، السياسية الأولى في العالم وتلميذة هيلموت كول الذي اختارها في أول وزارة بعد سقوط جدار برلين ، لتتدرج بعد ذلك ويشتد عودها ، لكنها اسقطته بالضربة القاضية حين رأت انحرافاً وشبهة فساد اثناء حملته الإنتخابية ، ودعته الى الإستقالة ، في تصرف مثير وحازم شغل بلاد الجرمان لفترة طويلة ، ربما يقول البعض انها انتهازية السياسة ولكن المرأة الحديدية اثبتت مع الأيام ان موقفها كان اخلاقياً بحتاً بعيداً عن المصالح الشخصية .
كل الأنظمة التي رعت الجماعات المعارضة لم يكن همها انسانياً ابداً بل كانت تستعمل هؤلاء كورقة ضغط وكأوراق رابحة في السياسة العربية والشرقواسلامية .
من يشعر بالوفاء للمجرم وللقاتل وللفاسد يضع نفسه في موقف صعب جداً ، الموقف الأخلاقي يجب أن يكون واضحاً من استهداف الإنسان ومن الفساد ومن الإنحراف ، وهذا ما نعيبه على عبد الرزاق عبد الواحد وغيره من الذين طبلوا وزمروا لصدام ولم يعتذروا لأوجاع الناس وآلامهم .
الموقف الأخلاقي هو ان ندين جرائم صدام ونتبرأ منها ومن انفالاتها ومن مقابرها الجماعية ، غير ذلك هو نفاق أخلاقي !