ليس سهلا ان تفقد قناة "السومرية" الفضائية، من بين منتسبيها زميلا كفوءا.. خلوقا.. مبدعا.. شابا شهما، مثل المصور علي ريسان، لكن ما يخفف ألم حسرة الفراق، أنه إستشهد خالدا في رياض الجنة، وهو يؤدي مهمة وطنية كبرى، مسهما بتغطية إنتصارات قواتنا بتحرير الموصل، من مخالب "داعش" الارهابية، متقدما بجرأة جسور، مع المقاتلين، حاملا كاميرته.. سلاحه التاريخي العظيم.
لذلك ينتظم منتسبو السومرية، صفا، في حضرة الشهادة، يلهجون بالدعاء بين يدي رب رحيم: اللهم تقبل منا هذا القربان على مذبح الموصل، وإلحقه بأبي عبد الله الحسين عند حوض الكوثر في الجنة.
كما يتوجهون الى علي بالمناغاة: سنتذكرك كلما أذنت الحدباء بالنصر فجرا، وكلما إلتقطت عدسات الكاميرا موقفا بطوليا كمثل موقفك الفذ.
تعلمنا منك، أن سر الخلود، الذي لم يبلغه كلكامش، كامن في التقدم مع المقاتلين في سبيل الحق ضد الباطل.. درس أدركناه ونحن نزفك الى حوريات الجنة.. شهيدا خالدا في ذاكرة الاعلام الى الابد.
الشهيد علي ريسان.. يا من شرّفت السومرية أمام الله والوطن ومهنة الاعلام، حزانى لفراقك، بقدر ما أنت سعيد في الجنة، طاب مقامك بين الشهداء وسموت منزلا في علياء الفردوس.
عمل الزميل علي ريسان، بجد مواظبا على أداء المهنة بإخلاص، عاش من خلاله محترما بين الناس ومات أعظم ميتة، الا وهي الشهادة في سبيل الله، أثناء الواجب.. له الدنيا والآخرة.
رحم الله الشهيد علي ريسان، وشهداء الاعلام العراقي وكل شهداء وطننا الذين إلتحقوا بربهم لقاء شرف بين يدي جلال الله تقدس ملكوته.. الرب الرحيم والبارئ الذي يحنو على عباده الصالحين.
لن ننسى علي ريسان، ودعاؤنا أن يلهم الله ذويه وزملاءه وأصدقاءه الصبر والسلوان، وأن يسكنه فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون
*مدير عام مجموعة السومرية
مقالات اخرى للكاتب