"التأريخ يعيد نفسه".
يروي التاريخ أن بمثل هذه الأيام، بالنصف الثاني من شهر صفر لعام 61 هجرية، وبعد إرتكاب يزيد فاجعة كربلاء بالحسين وأهله، رأى ان الحسين حتى وإن قُتل، فما زال صوته يهدد عرش آل أمية! خاصة بعدما أحدثت زينب شقيقة الحسين، إنقلاب بالرأي العام ضد يزيد وحزبه، في جميع الأمصار التي دخلت إليها قبل وصولها قصر الشام في سوريا، الأمر الذي دفع يزيد أن يحرك كابينته الأعلامية، ويطلق إشاعة بأن هولاء خوارج، وبعدما عَرَفَ أهل البيت عن هويتهم، قال "الحسين قتل بسيف جده" لأنه أوصى بمحاربة المارقين على الدين، وأتهم الحسين بذلك.
صدقه البسطاء والسذج، بداية الأمر جهلاً أو خوفاً، ولكن سرعان ما إنكشف زيفه، وإتضح للدمشقين من هم هولاء السبايا، ومدى إرتباطهم بالنبي محمد، خشي يزيد الفتنة على ملكه وعرشه، ويقال إنه ندم على قتل الحسين وسبي أهله، وقدم إعتذار رسمي لأهل البيت، ودعى لهم بأموال تكفيهم العيش مدى الحياة، فرفضوها، وطلبوا رجوعهم برؤوس رجالاهم ليدفنوها مع أجسادها بكربلاء، وافق يزيد بذلك، وأمر أن ترافقهم خدمه ورجاله، حتى يوصولهم منازلهم في المدينة المنورة.
جريدة الشرق الأوسط السعودية، ومن الملفت للنظر بنفس أيام ذكرى صفر، و تلك الحادثة في الشام، أعادت الكره من جديد مع زوار الحُسين، فبعد إن عجزوا عن محاربة العراقيين بإستخدام داعش، وبدأ البساط ينسحب من تحتهم! خاصة وأن الحشد الشعبي، أحدث إنقلاب بالرأي العام، ضد السعودية، الأمر الذي دفع السعوديين، الى تحريك كابينتهم الإعلامية من جديد، ضد أتباع أهل البيت، ومثلما أتهم يزيد عائلة الحسين بالخوارج، أتهمت السعودية اليوم زوار الحسين بذلك الوصف، وإستخدموا منظمة الصحة العالمية طعم بذاك، لتبرير حربها ضد الشيعة.
ما بقي على جريد الشرق الاوسط السعودية، أن تندم على ما فعلته، وتقدم إعتذارها للعراقيين، وأتباع أهل البيت، عاجلا أم أجلاً سراً أو علانية، كم فعلها جدهم يزيد إبن معاوية وأعتذر لعائلة الحسين من قبل، وإلا خرجوا عن ملة أسيادهم، أو كذبوا القائل بأن "التاريخ يعيد نفسه" ولكن لا هم خرجوا عن نهج أسيادهم، ولا كُذب القائل، فأول غيث الإعتذار، إن طُرد الصحفي من عمله، في العاصمة بغداد، وأخذ الخبر رواجه لصالح أتباع أهل البيت، ولعل القادم سيعطي دلائل أوضح لما تقدم به المقال.
مقالات اخرى للكاتب