اكاد اجزم من خلال قراءتي واستماعي للقصص السابقة والحالية في تأريخ العراق ان هناك خلل في الشخصية العراقية لايمكن معالجته على الاطلاق
لا اقول بمحض افتراء انما ادلة وتجارب مر الكثير منا بها
منذ فجر السبت وحتى عصر اليوم كانت لدي حكاية ... ملخصها ان والدي مفقود لا اعرف مكانه كونه مصاب بمرض لايمكن وصف قذارته انه الزهايمر الذي بدا ينتشر بكثافة هذه الايام ومنظمة الصحة العالمية بدت قلقة من خطورة هذا المرض المستشري الذي لا علاج له بل هو اقبح من السرطان نفسه
الطامة الكبرى بلد في موازنات انفجارية كما يسمونها وفي القرن الواحد والعشرين لايمتلك اي مصح كما هو الحال عند جيراننا للعناية بهؤلاء المرضى
طبيا وعالميا اصحاب هذا المرض من الصعوبة بمكان ان يستقروا في المنزل في المراحل المتقدمة الامر الذي يجبر ذويهم اللجوء الى ارسالهم الى المصح الا في بلاد الرافدين
حدثني الدكتور اكرم المهداوي الاستشاري الاول في طب الدماغ والاعصاب عن عدم حراكهم في رد على سؤالي عن افتقارنا لهذا الجانب الصحي
قال " منذ سنوات وان تحدثت مع كبار المسؤولين في السلطين التشريعية والتنفيذية وعن معاناة هؤلاء المرضى وذويهم ولكن الرد جاهز وهو عدم وجود تخصيصات مالية
الجانب المرعب في هذا المرض ان هناك العديد من الانتحاريين هم من كبار السن المصابين بفقدان الذاكرة والزهايمر ... بسبب استغلال وهنهم وفقدان اهليتهم العقلية وبالتالي تفخيخهم وارسالهم الى الاسواق لقتل الابرياء
عملية البحث تكاد تكون هي الاصعب في المستشفيات ومراكز الشرطة
مراكز الشرطة لاتقبل من صاحب الدعوى تمرير برقية المناداة عن المفقود الا بموافقة القاضي
القاضي لديه طلبات ودعاوى لم توقع منذ اكثر من شهر
الموت الحتمي او الاستغلال لهؤلاء المرضى سيكون امر سهل الحصول عليه والسبب البيروقراطية واللامبالاة وعدم الاكتراث بحقوق البشر سيما من قبل بعض اصحاب القرار في تلك الدوائر ...
الانسان البسيط يحمل المسؤولية الى هرم السلطة لكن الحقيقة هي اننا خارج نطاق الخدمة قياسا الى اقراننا في التعامل الانساني مع بني جنسنا
فعملية القاء المسؤولية على قطب ما في السلطة فيه مبالغة لا اقول انه ربما يكون الاول في تحملها ولكن ليس هو بالتاكيد ... انما الخلل الذي نعيشه نحن وهو الفشل الوظيفي في التعاطي مع تقديم الخدمات
مرة اخرى يقوم شخص ما مقرب من شخص اعرفه باخباري عن مكان وجود الاب الضائع المسكين ... ولكن اتعرفون من اهتم به ليومين كمبيت وخدمات وغذاء انهم عناصر من الجيش والحشد الشعبي فكيف لي لايشرفني ان انتفض من اجل من انقذ والدي من الوقوع بيد العصابات الارهابية ... تحية الى ابطالنا في الحشد والمقاومة والجيش لخدماتهم الاخرى غير القتالية وهي الانسانية