Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الأساطير تهاجم الأساطير بالسواطير الملثمة والأكاذيب الملغمة
الأربعاء, كانون الأول 23, 2015
ماهر عدنان قنديل

اكتشف أوديب جريمة قتله لأبيه وتزوجه من أمه، ففقأ عينيه ولعن ابنيه ودعا عليهما بأن يقتل أحدهما الآخر وغادر مدينته المجنونة.. في عالمنا العربي اليوم اتجاهان يشبهان جنون إيتيوكليس وبولينيس أبناء أوديب في كل شيء يتنافسان ويتعاركان ويتقاتلان، ولكل منهما أسلحته العصرية، وصواريخه البالسيتية، وقنابله العنقودية، وسيوفه الحديدية، وسواطيره الملعونة وملثموه وزعرانه وصعاليكه وإعلاميوه.. إلى آخره من أسلحة عصر ماكدونالد.. لكن لم يحسم أي منهما المعركة كما لم يحسمهما من قبل أبناء أوديب معاً، فتصادما وفازا بجائزة الموت المشتركة.

المواطن العربي أصبح يشبه العجوز ديكايوبوليس في مسرحية أهل أخرناي لأرستوفانيس عندما جلس متحسراً على عصور السلام وأيامه الملاح التي ولت وانقضت في أثينا الجميلة.. احترق كل شيء في هذا العالم العربي كما لم يفعل نيرون في روما، بل كان سيسخر نيرون المسكين لو عاش من نيرانه الوديعة التي حرقت روما بلطف.. ففي كل بقعة من هذا العالم العربي تسيل الدماء كما كانت الكلمات الحزينة تطير من أنامل ألفونسو أرمادا عندما خط دفاتر رحلاته الإفريقية ورسم بحبره دماء الشعب البوروندي التي زهقت بين الهوتو والتوتسي..

فالعالم العربي تسيل دماؤه وتزهق أرواحه ويقتل الأبرياء فيه ولا أحد يتحرك، بل، هناك من يتلذذ بذلك كما تلذذ هوميروس قديماً بحريق طروادة ورقص كالمخبول على أوتاره.. من يعتقد أن الحرب جديدة على المنطقة فهو أحد الثلاثة: إما مخطئ لا يعلم الكثير من أسرار هذه المنطقة أو يعشق الكذب ويفوق مسيلمة كذباً أو إنه يبحث عن الهروب من الواقع وتمضية الوقت والعيش في الوهم كما فعل الشيخ العجوز بير جينت في مسرحية النرويجي هنريك إيبسان.. فالأراضي العربية عرفت منذ قديم القدم كل أنواع الشرور البشري وكل أنواع الجهل، فليس البغدادي يتيماً ولا هو وحيداً، فالرعب القوطي موجود في المنطقة من قبله حيث كان هناك بهرام وأبو لهب وحسن الصباح.. إلخ ورغم ذلك لم تهتز المنطقة كما هي تهتز اليوم بين رقصات صافيناز وأناشيد صليل الصوارم، ربما لأن في تلك العصور كان يحتاج الإنسان مائة شخص ليقتلوا له مائة آخرين.. وربما كان يحتاج لمائة صافيناز لتلهب مائة رجل، أما اليوم فصافيناز واحدة يشاهدها الملايين عبر الإنترنت بالضغط على زر واحد.. وقتل الإنسان أصبح أسهل من حمل كوب من الماء أو قتل بعوضة أو ذبابة، يكفي الضغط على زر واحد أيضاً لتتساقط أرواح الآلاف، وتدمر مدن بأكملها.

فالخرافة تواجه الخرافة في هذا العالم العربي حتى أصبحنا مجموعة من الأساطير الحية نصول ونجول فيه لا نعلم إن كنا نعيش في الخيال أم في الحقيقة.. بل سنصبح في التاريخ كخولة بنت الأزور والسمهر وزرقاء اليمامة والربيع بن حبيب الأزدي وكل تلك الخرافات.. بل ربما سنصبح كعبد الله بن سبأ لا يعرف مؤرخو العصور اللاحقة إن عشنا فعلاً أو لم نعش.. وهل كنا؟ وإن كنا من نكون؟

فالعرب يتصارعون اليوم كما كانت عشيرتا الميتاموتو والتائيرا اليابانيتان تفعلان في ملحمة الهائيكي.. تقاتلوا، تمزقوا، تآكلوا ولم تنتصر لا هذه ولا تلك.

ستقول الأسطورة غداً إنه في زمن بعيد تحاربت عشيرتان أسطوريتان في منطقة تمتد من المحيط إلى الخليج، تتشابهان في كل شيء ما عدا فرق بسيط بينهما يقع على وجههما فإحداهما تحمل لحية والأخرى حليقة الوجه، تعاركتا كأنهما أولاد دراكولا، شربت كل منهما دماء الأخرى، وهتكت عرضها، وفتكت بمالها.. وتتفاخران بغبائهما، في موقعة لن يحلها لا الجان مرجان ولا العفريت عفروتو.. فوقعتا على ملحمة أسطورية اسمها.. كاسك يا وطن وباي باي عرب.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44894
Total : 101