Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الارتقاء في درجات تلقي معاني القرآن .. كتاب أوصلنا إلى قطاف مثمرة
السبت, كانون الثاني 24, 2015
رولا عبد الرؤوف حسينات

    

 

 

 

  

 سبيل الارتقاء القرآني في مواجهة التطرف 

بهذا المدخل، أتحدّث عن هذا الكتاب الجديد الذي بين يَدي، لأقول بأن الناظر للخريطة العامة للمعمورة بأهليها على اتساع الرقعة الامتدادية للوجود الإسلامي، يجد  الشخصية المسلمة التي أثبتت وجودها من قبل ألف واربعمائة عام، حيث ولجت إلى دين الرحمة السماوية لتذرئ عنها أعباء المادية ..العبودية..الظلم والفجور، على الرغم من تباين العوامل الأيدلوجية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتفاوتة لصقلهم معا ولو شئت، ولكنها بولوجها إلى بؤرة الإسلام  شكلت الشخصية المسلمة، بإحداثيات ثابتة تميز الدين الإلهي خاتم الأديان السماوية للسلام والطمأنينة، الحوار والتبادل الثقافي، التسامح والعدالة والمساواة على كافة الأصعدة وفي كل المحاور..

غير أن  تشتت نهج السلوكيات الفردية، الذي ما لبث أن غذى سلوكيات جماعية حملت مسمى إسلام...والتي ساهمت  بفرز نوعي لأجيال متباينة جيلا من القائمين على التفرد النوعي المميز للفرد ضمن المنظور الوسطي، وجيلا حمل المنظور التطرفي وقد اشرئب من نوازع ظالمة لتسمى فيما بعد بالإرهاب الإسلامي.. 

فالتطرف في اللغة: هو الوقوف في الطرف ، هو عكس التوسط والاعتدال ومن تم فقد يقصد به التسيب أو المغالاة ، وإن شاع استخدامه في المغالاة والإفراط فقط، والتطرف كذلك يعني الغلو وهو ارتفاع الشيء ومجاوزة الحد فيه، وفي المصباح المنير: غلا في الدين غلوا من باب تعد أي تعصب وتشدد حتى جاوز الحد. فالتطرف هو الميل عن المقصد الذي هو الطريق الميسر للسلوك فيه، والمتطرف هو الذي يميل إلى أحد الطرفين.

التطرف في الاصطلاح: يرتبط بأفكار بعيدة عن ما هو متعارف عليه سياسيا واجتماعيا ودينيا دون أن ترتبط تلك المعتقدات بسلوكيات مادية متطرفة أو عنيفة في مواجهة المجتمع أو الدولة. ويرى البعض أن التطرف يحمل في جوهره حركة في اتجاه القاعدة الاجتماعية أو القانونية أو الأخلاقية، يتجاوز مداها (أي الحركة) الحدود التي وصلت إليها القاعدة وارتضاها المجتمع.

إن التفريق بين الإرهاب والتطرف هو مسألة جد شائكة ، وذلك لشيوع التطرف والإرهاب كوجهين لعملة واحدة ، ومع ذلك فتفرقة ضرورية، ويمكن رسم أوجه الاختلاف بينهما من خلال النقاط التالية:

التطرف يرتبط بالفكر والإرهاب يرتبط بالفعل كيف ذلك؟

إن التطرف يرتبط بمعتقدات وأفكار بعيدة عما هو معتاد ومتعارف عليه سياسيا واجتماعيا ودينيا دون أن ترتبط تلك المعتقدات والأفكار بسلوكيات مادية عنيفة في مواجهة المجتمع أو الدولة ، أما إذا ارتبط التطرف بالعنف المادي أو التهديد بالعنف فإنه يتحول إلى إرهاب ، فالتطرف دائما في دائرة الفكر أما عندما يتحول الفكر المتطرف إلى أنماط عنيفة من السلوك من اعتداءات على الحريات أو الممتلكات أو الأرواح أو تشكيل التنظيمات المسلحة التي تستخدم في مواجهة المجتمع والدولة فهو عندئذ يتحول إلى إرهاب.

التطرف لا يعاقب عليه القانون ولا يعتبر جريمة بينما الإرهاب هو جريمة يعاقب عليها القانون  فالتطرف هو حركة اتجاه القاعدة الاجتماعية والقانونية ومن تم يصعب تجريمه، فتطرف الفكر لا يعاقب عليه القانون باعتبار هذا الأخير لا يعاقب على النوايا والأفكار ، في حين أن السلوك الإرهابي المجرم هو حركة عكس القاعدة القانونية ومن تم يتم تجريمه.

يختلف التطرف عن الإرهاب أيضا من خلال طرق معالجته فالتطرف في الفكر ، تكون وسيلة علاجه هي الفكر والحوار أما إذا تحول التطرف إلى تصادم فهو يخرج عن حدود الفكر إلى نطاق الجريمة مما يستلزم تغيير مدخل المعاملة وأسلوبها..

 

 وما هي إلا قناعات حامليها.. الإرهاب بذاته بتهيئة منطقية لمفاضلة السلوك.. التي تتبنى تصورا منطقيا في أجندتها العديمة الرحمة، في إنهاء وجود المسلم بذاته بتقتيل المسلمين علانية في أرض الله..ثم غيرهم في أطر ضيقة من الحكم والقضاء في التطهير العرقي، وهي أبعد ما تكون عن الرسالة السماوية التي عمت البشرية، بالسعادة والخير والانجاز والإبداع..

 وهنا نجد أننا أحو ج بأن نعود للقران الكريم كحكم في تشكيل الشخصية الإسلامية بعلاقاتها المتداخلة مع غيرها من الأمم  والعالم الإسلامي، على اعتبارية لا أكراه في الدين..بالعودة إلى 

القرآن الكريم والتمعن فيه والتدبر بآياته لإحلال روح السكينة والألفة، بتوسيع قاعدة الفهم العامة المترابطة مع العولمة بأوجهها المختلفة..

 أن التقدم التكنولوجي والتقنية المتطورة التي وصل إليها العالم، سهلت منظومة التعميم للنظرة الإسلامية الشمولية من منظور السلم والعدل، بقنوات استثمارية توجه فيها الرساميل للاستثمار في منهجية الدعوة المعتدلة للشباب كونهم سفراء الدين الإلهي..

وقد ناقشت عدد من الكتب فكرة التلقي والرقي بطرائقها وقد تنوعت بأساليب عرضها للدارس وفق معايير متباينة بين السهولة والتعقيد، ومن بين هذه الكتب التي فصلت فكرة التلقي 

: نعت الدرجات لتلقي القرآن والقراءات

للكاتب: صالح بن عبد الله بن حمد العصيمي ويحمل الكاتب في مضمونه ما يجب أن يتصف به الطالب والدارس في أدب القرآن الكريم  وتلقيه والحرص على الرقي في تقانة التجويد ومخارج الحروف وتعرض للقراءات العشر والقراءات غير العشر .
دراسة نقدية في ضوء نظرية التلقي الحضور القرآني والصوفي في"مواقف الألف" للشاعر أديب كمال الدين... كيف نفهم القرآن الكريم؟ دراسة في كيفية فهم المتلقي للقرآن الكريم ..وقد تعرض بطريقة سلسة لأساليب الإقناع في القرآن الكريم، ووسائل وأساليب الإقناع في الرسالة الاتصالية ... للكاتب : عبد السلام بن إبراهيم بن محمد الحصين.

للمتفحص بماهية الطرح لمجموع هذه الكتب التي وقفت على قضية المتلقي وآلية تلقي النص القرآني..بوسائط ناقلة تتباين في الأسلوب والنمطية والانبعاثات العاطفية أو القلبية.. نجد أنه أسهبت بشكل مستفيض بقضية بحثية، تمايزت وكيفية طرح الكاتب السوري عبد الباقي يوسف وهو تشكيل لقضية خصص لها كتابا مفصلا محكما في طرحه وغايته، ليس منوطا بكيفية التلقي بل والارتقاء في تلقي معاني القرآن الكريم، بسلاسة تفقهية مقربة بل محببة للقلب..حيث لم يعمد الكاتب إلى تعقيد الصورة في الطرح بل تبسيطها، ليصل إلى أكبر شريحة مسلمة كانت أم غير ذلك..

بأسلوب دعوي لمتشوق عاشق للقرآن سابح بترتيله أناء الليل وأطراف النهار.. ما جنح لرخامة اللفظ والتعقيد بل انسيابية مريحة من الملقي للمتلقي..ليعتلي درجة متقدمة من التقييم..من حيث القبول والقراءة بل وإعادة قراءة الكتاب لأكثر من مرة بعيدا عن الملل..

 كيف لا وهو يمحص بحذاقة آيات الله ليفرد تلامسها الحياتي مع كل مفردة سلوكية كاستجابة أو كسلوك فطري.. عبد الباقي يوسف روائي وكاتب سوري تفرد بأسلوبه الروائي بطرحه الكتاب 

وسهولة التبحر في عبابه والانتشاء بقيمه.. له العديد من المؤلفات الروائية والناقدة والكتب الإسلامية..

مبرزا لنا حصيلة فكرية متقدة مبسطة في منهجية التلقي ذاتها بين أصول البنية التكوينية للتواصل بين الملقي والمتلقي وماهية الكتاب، الذي يتداول فيه موضع الإلقاء بطرائق لم تكن عبثية في اختيار أوجه البحث، ليحمل هكذا عنوان يناقش فيه النص القرآني من منظور موضوعي  عقلاني.. وعرض ذلك من خلال فصلين.. 

(نور السـماء إلـى ظلمة الأرض ) و(فضل القران على الإنسان) .. لعلني أستفيض وروح الكاتب بدلالته وطرحه من روح معطاءة عميقة، في الدلالة والاستدلال على واقع الصلة بين القرآن والمتلقي، وهو ليس كأي كتاب يُملُّ ويهجر إنما كتاب متطور في الطرح متوافق بين كل معتركات الحياة بشرائع ونصوص واليات تفكريّة..وهو الكتاب المتجلي إنسانه فيه، من حيث النوعية القرائية أو المغزى من التدبر والدعاء والغاية الاستدلالية التي تنمي تلكم العلائق العميقة بين القرآن ومرتله..

 وقد تعددت القراءات لتتوافق واحتياجات الفهم والإدراك لجميع المسلمين حول العالم، من حكمة يقينية من الخليفة عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وأرضاهم، وفق منهجية  السلاسة في النطق اللغوي ليتوافق و مخارج الحروف وليكن القرآن سلسلا في التعايش اليومي..

وهو الكتاب السماوي الذي ما كان نزوله على سيد المرسلين وخاتم النبيين إلا هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فيفرض الطريق اللاحبة ظلاله على حامله ليرقى به إلى حالة من التوازن العاطفي والعقلي، في جميع مجالات الحياة.

 لقد قدم لنا الكتاب مقومات التشويق المحاكي لنسيج الحياة، متغلغلا في شعفات لفائف متراكمة من التلقي النوعي المعرفي.. 

فهو الإنسان المنوط به المسؤولية، المستخلف في الأرض..مذللة له بالكيفية التي يرضاها بفطرته السليمة ليقدم قرابين الشكر لله تعالى على هذه الهبة، مستقرئا 

النصوص متدبرا أحكامها ..لينفذ هبة الله له على أكمل وجه وعلى أحسن صورة، وليستقر أمره بالعبادة حمدا وشكرا لرب السماء والأرض..

 يا من هو في الأرض إله وفي السماء إله..ليزداد توازنه مع نفسه ومجتعمه والحياة بأكملها...المشرع مدبر الأمر.. يا من تدبيره فينا عجيب...

  التحوّلات الكبرى 

استقبلنا الكتاب بالتحولات الكبرى، بمفردة القدرية وما كان لينفعك ما كان ليضرك فكل بأمره، بيده الأمر كله عالم الغيب الرحمن الرحيم ..ليعجل علينا يقين الرحمة الإلهية وهي الفاتحة ومن ثم ليختتم بسورة البقرة وهما هبتا الرحمن من تحت العرش منتان من الرحمة..تلكم السبع المثاني والقرآن العظيم..لنتبتل وإياه في التفحص الدقيق لآياتهما كل على حدا بالمعنى والمقصود، لينطق طاقة العقل المكبوتة المصفدة بغيبية الغاية، إنها ليست مجرد آيات بقدر ما تقوم به من النطق الأجوف للآيات لكنه أسلوبه العقلي في المخاطبة، للتقرب لمنابت الرحمة رحمة الخالق بالعبد الفقير الذي ليس له ملجأ ومنجى منه إلا إليه وإن بلغ هذا الإنسان أعلى المراتب فسيبقى صغيرا أمام عظمة الخالق... 

فالرحمة استأثر بها الخالق وجعل للخلق جزيئا بسيطا منها، ليتوب إليه مسيء الليل ومسيء النهار..يبتغون رضوان الله..إنها المصالحة مع الذات لتحقيق التوازن، لتحيل الذنوب إلى نعم بالحسنات.. ووصل بنا الكاتب لمفردات لم تتجاوز تصرفاتنا الذاتية ليعيد إلى أذهاننا أهمية البسملة في كل حال وفي كل زمان، ومع أي أمر لتغير كل مكونات الموجود بقيمته، وكونه من التهذيب الذاتي..

 وهيأ لنا هذا الكتاب مرجعية تفسيرية للولوج للنص القرآني من وجهة تفسيرية تقويمية للسلوك الفردي، بتهيئة الجو العام والخلق الكريم في السلوك القويم، وأوجد النقيض ليتنبه العقل بخطأ التضادية السلوكية..

 وعليه فقد بنى لنا بنياناً من التهيئة الحسية السلوكية، القائمة على العقلانية المنطقية في ضرورة التواجد المتوازن للشخصية التكاملية، بالسلوك المتعبد في الصلاة أو الصيام وغيرها وأهمية الغاية منها بثورة التفسير..

         فقه حدود اللــه في التلقي القرآني 

ودرج بنا الكاتب بتفنيد عقلاني في تبيان تقسيم آيات القرآن الكريم التي ما يدرك حصافته إلا متعمق دارس..وقد نهل من جل وقته معرفة خالصة، بيّنها ببضع سطور نغتنم فيها الرؤية المتكاملة للنص القرآني، و أنواع الطرح فيه ليرقى بنا ليس من مجرد قارئ أو مسترسل بعينيه بعلم أم بغيره ليُعدَّنا لنتفقه بأمور ديننا..وإن لم نصل لمراتب المرتلين..

"انحصرت سور القرآن وآياته في ستة أنواع: ثلاثة منها هي السوابق، والأصول المهمة، وثلاثة هي الروادف والتوابع المغنية المتمة. أما الثلاثة المهمة فهي:

 1 تعريف المدعو إليه.

 2 وتعريف الصراط المستقيم، الذي تجب ملازمته في السلوك إليه.

 3 وتعريف الحال، عند الوصول إليه. 

وأما الثلاثة المغنية المتمة – فأحدها: تعريف أحوال المجيبين للدعوة، ولطائف صنع الله فيهم، وسره ومقصوده: التشويق والترغيب. وتعريف أحوال الناكبين والناكلين عن الإجابة، وكيفية قمع الله لهم، وتنكيله بهم، وسره ومقصوده: الاعتبار، والترهي .
وثانيها: حكاية أحوال الجاحدين، وكشف فضائحهم، وجهلهم بالمجادلة والمحاجة على الحق، وسره ومقصوده، في جنب الباطل: الفضح والتنفير، وفي جنب الحق: الإيضاح والتثبيت والتقهير.
وثالثها: تعريف عمارة منازل الطريق، وكيفية أخذ الزاد والأهبة والاستعداد." مفصلة السوابق والروادف والتوابع المغنية المتمة..

لقد أوجد الأديب اليوسف في كتابه القيّم، بطريقة ما مدخلا لبوابة زمنية تفصلنا عن ترهات حياتنا ، الحدود.. ومن منا لا تشكل له الحدود هاجسا..غاية..عبأ..؟

أي كان ما تشكله الحدود لنا فهي موجودة بواقع جغرافي متأصل الجذور، وإن كان أمرنا مصغرا في البيت الواحد المكتب الواحد..بل السيارة أو الوسيلة التي تنقلنا توجد لنا حدودا بل وللآخرين..تلك الحدود التي لا نؤذي بها أنفسنا والآخرين..فليست لله الحدود وحسب فله ملك السموات والأرض.. يا من هو في السموات إله وفي الأرض إله..إنه تأدبنا في حواريتنا مع الخالق بأدبية الحوار العلاقة التي توصلنا إلى أبواب رحمته، أليست هي مقصدنا ونحن مسافرون نحمل حقائبنا وما كدنا نتبلغ رشفة الماء.. 

سمو العلاقة بين الإرسال الإلهي والتلقي البشري 

 

ليستنير في ظلال قرآنية حصيف في عمله وانجازه، ليقيم الفرد من خلاله هويته مهارته وإتقانه، عبثيته واستهانته أم ازدواجيته وإفراطه، توحده جنونه وبلهه وضاعته وإسفافه، ليثيرنا الكاتب بخاصية جديدة وهي الإبحار في المرئي والمسموع وإعمال الحواس.. ليوظفها ضمن منهجية تأدبية تتأبى على أزقة الظلام والضلالة..ليعرِّفنا بالقليل والكثير أعطانا بشفافية مطلقة النتيجة، بمنحة الرؤية العامة وارتحل بنا إلى تبيان معان العقل من أصقاع ولغات وشتى وجهات النظر ولم يكتف بذلك فقد انبرى يتساءل عن اللسان، وهو أدراك المضمون العقلي بترجمة نصية من الحواس وعلى رأسها اللسان أكثرها تعقيدا بحالاته وانبعاثاته ووصف القران لأهليه لندرك أنه ما يوقعنا في غياهب الجحيم لنكف عنا ألسنتنا، صنائع أعمالنا ومذهب حسناتنا ليحفظه بالسرد علميا ودينيا ويبقى العقل ومكانة القلب بأسلوب مقارب للمخيلة البشرية..

 

يقول الله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق: 18].
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تُكَفِّر اللسان (تذل له وتخضع) تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمتَ استقمنا، وإن اعوَجَجْتَ اعوَجَجْنَا) (الترمذي). وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يستقيمُ إيمان عبد حتى يستقيمَ قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه) (أحمد). وقال ابن مسعود: والذي لا إله غيره، ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان.

وما يقع من أمراض اللسان موغر في الصدر من النميمة والغيبة والكذب واللغو في الحديث والسباب والفجور والمكر والخديعة وغيرها.

 

 إنه الصوم عن كل رذيلة إذ ربط عز وجل الصوم بأن يكون بلا فسق أو فجور والحج، كذلك بل الإيمان ذاته المؤمن من أمن المسلمون من يده ولسانه..وتمتعك بتفرد الولوج للنص القرآني، يبهرك بقدرتك السماعية وإدراك كنه المرسل دون أن تناظره...

لم يكتف الكاتب بالمأثور من القول وترجمان القرآن وتأييده بالسنة الشريفة والصحابة، وما مر من التاريخ لكنه ربطه بالتطور التكنولوجي من وسائط متطورة تفتح قنوات الاتصال على رحابتها، فجعلت لغة التخاطب متنوعة موجهة لترد مساحات فضفاضة في الخطاب، إذ أن القرآن الكريم بكيفية الإلقاء والتلقين هو متكيف متجدد بالقيمة والمنطق.. 

المقارنة كأسلوب تتبعي للنص القرآني المتمثل فيه ذات الأسلوب، من التوجيه الإلهي ليعتبر أولو الإبصار..فأصحاب النار قبيلهم أصحاب الجنة وأصحاب الدسائس والغدر، يقابلهم أصحاب العلم والدراية والحكمة والإبداع، بكافة صوره في شتى مناحي الحياة، مقاربة النص القرآني من الحياة العادية لسلاسته وتمكين معانيه..فهو السلوك المعمم بالصواب والصبر والإقبال على الدنيا بالأمل الخير والصلاح..

فالمثل كمناقشة يظهرها بأسلوب ينضح بالجمال والشفافية وشفيف المقصد بلاغة المعنى في المثل القرآني.. 

المتلقي لمعاني القرآن الكريم ليس ذلك النص المفرغ جمود الصخر وتخلف الأيام إنما هو نص مرن شمولي بلاغة وحصافة وقصدا ومدلولا ومعنى كلٌّ متكامل منهجا ونصا..كيف لا وهو الرسالة الإلهية خاتمة الكتب السماوية، ليستمتع فيه في كل حين وكأنه يرتل لأول مرة، بكل زمن وكأنه في غيره المكان ...

ومن خلال شروح تبيانه لجلِّ كتابه نأى الكاتب إلى ظلال من تشابيه ومحسنات لفظية ودلالات قلبية وعقلية وبلاغة وكناية وتشبيه تمثيلي التي بمجملها صور فنية بأسلوب سلس متسلسل شيق..نابع من خالص التفقه اللغوي... ببراعة المعلم للمتلقي والشارح للدارس     والمتضادات في قنوات الحياة الماء والحياة سنبلة الصدقـة... 

قارئ القرآن وفقـــه الموقــــف

       أم سليم الأنصارية والبنية القصصية المفصلة لجدلية الصورة بمفردات شاخصة في التاريخ، لتبرز الفكرة العامة التي أوردها في بداية النص ثم اتبعها إلى مناقشة الخصائص ..للمرأة والرجل على حد سواء مبرزا دورين متساوين متوازيين، ليضرب لنا المثل القدوة في الحياة السلوكية زوجية كانت أم عملية في مناحي الحياة المختلفة وقد أبرز مدى تحرر المرأة المسلمة في البحث العلمي والأدبي والفقهي والعمل والانجاز والمبادرة والقوة، العنفوان لدى المرأة كلاعب أساسي في مغارب الحياة ومشارقها.. قالت أم سليم قولتها الشهيرة : يا رسول الله اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك . فقال رسول الله: "يا أم سليم إن الله قد كفى وأحسن " ...إنها نقطة البداية التي أوردنا الكاتب إليها لنستبق الزمن ولو لساعة نتساءل فيها من نحن؟؟وما أنت أيتها المرأة كائن الجمال أم كائن معجون من عجينة العطاء والصبر؟؟ ماذا قدمت كل منا لنفسها أولا لبيتها لأسرتها؟؟ما هي نصوص الرسالة المثلى التي تنادي بها كأرضية لرقيها لقيم وجودها؟؟ لقد حفظ الله المرأة بل عنون لها أبواب حياتها ورسم منهجية الوصل الأمن في معتركات الحياة..لقد  كانت المرأة متاعا يوما  فأمن لها الله تعالى حقها في الحياة والاختيار التعلم والشخصية الاعتبارية و التصرف المالي والميراث وحقها الدعوي التفقهي و منحها كل مقومات أن تبلغ فيها عنان الإنجاز والإبداع مصونة معززة مكرمة..في أطر تحفظها من نفسها أولا ثم الآخرين لتكون ثمينة كما لؤلؤة في جوف محارة ما ينالها إلا الصياد الحصيف..إنها المرأة التي أولاها الله تعالى بنصوص قرآنية لها دون سواها بل كرمها بسورة حملت اسمها..ومن غيرها يعين على فواجع الزمان إنها الكفة المتوازنة بل هي التي ترجح بعقلها ورزانتها ...وهل يقل عن أن تكون كائنا مصونا بقالبه ولفائفه كما نبتة سحرية ما يبين منها إلا عطر فواح؟؟!!

 

(( كل  نفس بما كسبت رهينة )).

(( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)). 

(( واهجرهم هجرا جميلا )). 

 

فليكن المرء فينا صاحب الموقف، هي الدعوة الصريحة للإيجابية للمنح للعطاء للبناء وللثبات على الفطرة السليمة المتيقنة بقدرة الله وإرادته، التي يفرزها عميق إسلامه وإيمانه، في الأفعال والقول وغيرها واستنهاض القوة في إيجاد الخطوة المناسبة، وتيقن الخطوة المقبلة التي يفيد منها الفرد ذاته والمجتمع.. ودمجه بحرفيه بأول أولويات التقارب الذهني، لنزعة ملتزمة بالخلق والتركيبة النوعية للنفس البشرية وارتباطاتها العاطفية بالحياء، الذي هو من شعب الإيمان لإتمام النضوج الذهني والسلوكي ليتولى عن الفوضوية السلوكية والغوغائية التي هي تعاليم ربانية بالصورة الشاملة..

 

معالم الطريق ومنعرجات الفوضى

أوقفت يوما عند الإشارة الضوئية ؟؟؟وانتظرت لدقائق طويلة في الزحام؟؟ لتنير بأضوائها الثلاثة التي كل منها تعني الكثير لنجاتك ووصولك الآمن لمبتغاك..كل منا هي رغبته في الوصول الآمن..أريت لو كنت غير قادر على إستنارة الطريق وعيناك معصوبتان..أو لسبب ما ألمّ بك ولم تستطع الوصول للضفة الأخرى من الطريق دون أن تمد لك يد لتساعدك لتميل عليها ميلة واحدة، وأنت كامل الثقة بأنها ستوصلك إلى حيث تريد دون أن تلحق بك الآذى، إنه الطريق الإيماني الذي يبين لك منهج الحياة كلها بخيرها وشرها بل يبدع في تصويرها، تصنيفها..طرق وعثاء قفراء مليئة بالأشواك فيها مجون الدنيا ولهوها وكل شقوتها وإن كانت تمنحك السعادة الخروج عن المألوف لكنه ملك الساعة ومنتهاه التهلكة نار تلظى.. وطريق مليء بالخير والعطاء المنح والأخوة من غير الظلم ولا التظالم..بفطرة سليمة ونهاية في جنة عالية سقوفها دانية فيها كل ما اشتهيت  وامتنعت عنه في الدنيا لتنالها في الآخرة وهي دونك ... أوليس هذا الصديق مبدع حقا في منحك الصورة الكاملة لنواتج سلوكك!!؟؟

 النهاية كل ما يسعى إليه كل منا معرفة الغيب ما سيحصل معه غدا وإن أتتك النهاية على طبق من ذهب بل جعلت لك إستراتيجيات واضحة لتنال أيما الطريقين....  

 

فقد زيّن الله لك متاع الحياة الدنيا بقوله: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }آل عمران14.

ويخاطب الله نبيه قائلاً: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا }القصص77. 

إنه منهج الترويض للأهواء المجنحة للنفس البشرية، ليكون الإنسان سيد الساعة لا عبدها وبالترويض تتمكن  من الأناة والخبرة في التقول والقول ذاته ...

إنه الدين الحنيف الذي يرتقي بنا ممفصلا كل جوانب حياتنا..فهو الذي يفسرنا كمرآة وكصفحة ماء، ميولنا تركيبنا مزايانا.. تلكم النزعات الصغيرة والروح فينا

خاتمــة المبحــث 

 وجاء هذا الكتاب ليوصلنا إلى هذا الرقي بتهيئتنا لبداية جديدة، لم يتصف نصه لا بالسرد المفزع بملله بل بيقينه القائم على الروية، وأن يخبر المرء بمتلقيه العارف بأحكام نصه ومذهبه في خلق الانسيابية في براعة، يتميز بجدلية الحوار مع الإنسان كحالة في كل مفردات وجوده، وليس كجملة لم تمهد لتفصل..

 فكل ماض بمشيئة الله اللسان التطوري في المشهد، بشحنات من التشويق والإثارة وتفسير المفرد ليس بعفوية تامة بل بعفوية زاوج فيها التفسير المنطقي للمفرد الذي قدر ليكون تفسيرا شرعيا، لمجموعة من السلوكيات الواجبة..القسط والاعتدال كتوجيه للسلوك فقد أكد على الإقساط، وجعل له جزءا بارزا في الحدث في المآكل والمشرب والإنفاق..الغلو في الشيء...

 

 

 

 

 

  

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47988
Total : 101