Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
نستورد كل شيئ؟!!
السبت, كانون الثاني 24, 2015
د. صادق السامرائي

 

 

المجتمعات التي تستورد كل ما تحتاجه , كيف تتجرأ على القول بأنها مجتمعات ذات سيادة , وقوة وقدرة على تحقيق العزة والكرامة والأمن والأمان؟!!

 

منذ الصغر وأنا أعرف أن الدراجة الثلاثية العجلات الحمراء اللون التي كنت أركبها ألمانية الصنع , والأدوات التي نستعملها في البيت ليست من صنع بلادي , وحتى الحليب معظم الأحيان يكون فرنسيا , فالحليب المجفف خصوصا كان مستوردا , والشاي والقهوة والرز والسكر.

 

منذ الصغر وعندما أجيل النظر في البيت والمدرسة والشارع وبيوت الأقارب والمعارف , يبدو كل شيئ مستورد كالراديو والتلفاز وآلة التسجيل والتصوير , والسيارة والعربة , وحتى قطع الأثاث وأواني الطعام , والملابس والكثير جدا من الحاجات , أما الطائرات والسلاح والعتاد فحّدث ولا حرج!!

 

نشأنا جميعا على أننا نستورد , وتحققت في أعماقنا سايكولوجية الإستيراد أو الإعتماد على الغير حتى في الطعام , أي أن المجتمع قد تربّى على أن يكون عاجزا مُستهلِكا , ويغذي هذا السلوك العدو الأكبر ألا وهو (النفط) , الذي عزز هذه الآليات التدميرية , حتى أصبحنا غير قادرين على إطعام أنفسنا , فاستوردنا الحنطة والرز والخضراوات , وربما سنستورد التمر أو قد إستوردناه فعلا.

 

وهكذا فأن الأرضية النفسية والسلوكية والفكرية للإستراد قد إنغرزت في اللاوعي الجمعي , وبسببها لا تكون هناك ممانعة لإستيراد أي شيئ آخر , ويمكن تصدير كل ما لا يخطر على بال إلينا , من أفكار وتصورات وإنحرافات وأضاليل , وحركات وفئات وتجمعات , وموجودات سلبية مُدمِّرة , لأن المجتمع بأسره مؤهل للإستيراد.

 

فكل ما يحصل في مجتمعاتنا اليوم هو مُصنع في مُجتمعات أخرى ومُصدّر إلينا , ولا يمكننا أن نرفضه , لأننا من أعجز المجتمعات المعاصرة على التصنيع , فتجدنا نستورد مضادات ما صُدّر إلينا من الويلات , ونحارب بالسلاح المستورد قِوى وتنظيمات مسلحة تقاتل بذات السلاح!!

 

حتى صار المُستورَد يقاتل المُستورَد في ديارنا!!

 

ذلك جانب مما يحصل في مجتمعات إعتمدت على النفط في تحقيق أعلى درجات الهوان والإضطراب والتداعي والخسران , ولا تزال تستورد وتستورد , ولا تدرك أنها تستورد ما يدمرها ويَرهنها , ويصادر حاضرها ومستقبلها وأمنها وسيادتها , ويحولها إلى توابع في فلك الإعتماد على الآخرين وتسليم الأمر لهم.

 

وما دمنا مجتمعات تستورد , فأن كل شيئ يمكنه أن يُصدّر إليها , وخصوصا بضاعة الإرهاب الجديدة ذات الربحية الفائقة والنتائج المثمرة!!

 

بل أن ما عندنا من معتقدات وتراث وقيم ومُثل وتقاليد وأعراف , يًعاد تصنيعها وتصديرها إلينا , فنتوهم بأنها من صنعنا!!

 

فهل تصدقون بأننا نستورد كل شيئ حتى النفط؟!!!

 


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45231
Total : 101