لا تخرج زيارة "نوري المالكي" لواشنطن ولقاءه الرئيس "أوباما" ونائبه "بايدن" واحتمالية إلقاءه كلمة في "الكونغرس" حسب جدولها وسعة وقت "المُضيف"، عن إطار "إستدعاء" لـ"التوبيخ"، أكثر منه "دعوة" رسمية، وإن أوطرت بتوقيع إتفاقيات مشتركة- أمنية سياسية تجارية ثقافية- وعقود تسليح، والبحث عن تسوية الأزمتان- السورية والنووية الإيرانية-. الشيطان يكمن في التفاصيل. أية تفاصيل..؟!.. تلك التي عرضها تقرير لسفارة واشنطن ببغداد على "البيت الأبيض" جهة إستدعاء المالكي، نقلاً عن مصادرها في مكاتب المالكي الخاصة بـ"رئاسة الحكومة. القوات المسلحة. حزباه الحاكمان- الدعوة والإئتلاف-". أي نقلاً عن ما أسمته السفارة بـ"وزير الوشوشة"، وتؤكد تجاوز المالكي كافة خطوط واشنطن الحمراء، التالية:
1- يشارك المالكي وأُسرته العراقيين في مداخيل البسطاء وثروات الأغنياء بالقوة. لايذعن لتوصيات الإدارة الأميركية. السلطة والثروة لايجتمعان. السلطة عنده لا تعطيه حق مشاركة الناس مواردها. ولاحقاً في السطو على المال العام. النفط مال عام تعادل سرقته سرقة المال الخاص. حق السلطة السياسية هو الطاعة والولاء، أما الموارد الخاصة فحقوق أصحابها، والموارد حق عام يديره ولي الأمر ولا يمتلكه. أوصل ذلك سمعة واشنطن إلى الحظيظ.
2- أصبح الملك العام أي "النفط" و"الأرض" ملكاً خاصاً لولي الأمر- المالكي- ومن يشاء، أما الملك الخاص فكثيراً مايشارك فيه واحد من أُسرة المالكي. أو أُسر حاشيته وطواويسه. مالكة الأرض. مافوقها وماتحتها ومابينها وليس السلطة السياسية والأمنية فحسب.
3- للجعفري خبرته في الحكم والخطاب والخبث من خلال إدارته التحالف الشيعي. وخبرته في السياسة من خلال رحلاته الخارجية واتصالاته التي رافقت مراحل حياته معارضاً. وقع الخلاف بينه وبين المالكي في السياستين العربية والداخلية واتخذ أبعاداً أخطر بالحضور الإيراني في العراق والمنطقة.
4- المالكي لايفقه لعبة السلطة. رغم تحذير الإدارة والسفارة له مرات. لعبتها خطرة. قليلها مستقيم وكثيرها عظيم الإلتواء. يتحكم به توزيع الأدوار والمصالح. إغراء السلطة ينسف كل القواعد لدى شراهة المالكي. تأكُل أو تؤكّل.
5- المالكي سلطاناً في الليل والنهار. في النهار بين حزبه وطائفته وفي الليل بين نساءه وما ملكت يمينه، بما إمتلأت سجونه بنساء يتبعن لفريق خصومه.
6- فيما يخص صلاحيات ولده (أحمد): لايفهم المالكي و(أحمد) أنه بمجرد أن تكون ولداً لحاكم عظيم الإنجاب بالسر والعلن لايكفي لتكون زعيماً. المشلكة التي ستفجر ولاية المالكي هي تقديمه (إبنه) على (رفاقه) وشعورهم بأنه قد يجعل (الزعامة) في (ذريته) لا في (رفاقه).
7- لتحقيق التوازن الداخلي الذي تمليه ظروف المنطقة والإنقلابات العسكرية، أعطى المالكي (بوليسه السري) S.W.A.T (سوات) صلاحيات مفوضة وكاملة سحبها من (الجيش) النظامي الذي يفوق بوليسه غير النظامي عديداً. أصبحت- سوات- قوة توازن داخلية ثانية للمالكي يرعب بها خصومه، أما الجيش فقد أخضع نموه وتسليحه للقدر الضروري من الحاجة والقدر الضروري الآخر من المراقبة لئلا يقع للمالكي ما وقع في دول الربيع العربي.
8- فرض المالكي وبوليسه- سوات- رقابة سوداء على شركاءه وخصومه السياسيين الذين يشكون للسفارة من تصرفات عناصرها الملثمين ونبرتهم الطائفية. "الرقابة السوداء" أي "الرقابة العشوائية" التي تشعرك بحضور القوة المفرطة لتنتزع منك الولاء والطاعة للمالكي وقتما يشاء وكيفما يشاء. تحولت سوات إلى (جهاز أمن خاص بالمالكي) تمنع. وتوقف. وتفتش أي مسؤول قبل دخوله على المالكي مهما علا شأنه.