Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
المرض والسلطة: انطوني إيدن: المرض.. كابوس عبدالناصر.. معركة السويس (الحلقة 7)
الأحد, كانون الثاني 25, 2015
محمد امين




يقدم كتاب «المرض والسلطة» لمؤلفه وزير الخارجية البريطاني الأسبق اللورد ديفيد أوين، دراسة للمرض وأثره في رؤساء الدول. وينظر في كيفية تأثير المرض والعلاج البدني والنفسي، في عملية إدارة الحكم وفي اتخاذ القرارات التي قد تقود إلى التصرفات الحمقاء أو الغبية أو الطائشة.
ويهتم الكاتب بصفة خاصة بالزعماء الذين لا يعانون من المرض بالمعنى العادي، ومن تعمل وظائفهم الإدراكية بصورة جيدة، ولكنهم أصيبوا بما يطلق عليه «متلازمة الغطرسة»، التي أثرت في أدائهم وتصرفاتهم. ومثل هؤلاء الزعماء يعانون من فقدان القدرة والوثوق المفرط في النفس، وازدراء النصيحة والمشورة التي تتعارض وما يعتقدونه، بل وحتى رفض أي نصيحة مهما كانت.
ولقد ظل الدكتور ديفيد اوين ومنذ فترة طويلة يهتم بالعلاقة المتبادلة بين السياسة والطب، وهو يستخدم في الكتاب معرفته الواسعة في المجالين للنظر في المرض ضمن حالات مختلفة في حياة السياسيين، وما إذا كان من الممكن حماية المجتمعات من مرض زعمائها!

حظي انطوني ايدن بحياة سياسية باهرة. فقد كان عضوا في البرلمان البريطاني في سن السادسة والعشرين، واصبح في عام 1935، اي في سن الثامنة والثلاثين، اصغر وزير للخارجية البريطانية في القرن العشرين، واستقال في 20 فبراير 1938 بسبب رفض نيفيل شيمبرلين رئيس وزرائه لمبادرة من الرئيس الاميركي فرانكلين روزفلت حول اوروبا، وعاد لتولي منصب في حكومة وينستون تشرشل في عام 1940 كوزير مسؤول عن الجيش، ثم تولى منصب وزير الخارجية مرة اخرى في عام 1941 عندما تم تعيين لورد هاليفاكس، الذي لم يكن ليثق به تشرشل، سفيرا لدى واشنطن.
وفي عام 1945 عندما خسر تشرشل الانتخبات العامة اصبح ايدن نائبا لزعيم حزب المحافظين في المعارضة، وعاد لإدارة وزارة الخارجية عندما فاز المحافظون على حزب العمال في الانتخابات العامة في عام 1951. وبالتالي فقد بلغ مجموع السنوات التي قضاها كوزير للخارجية اكثر من عشر سنوات.

إعجاب نسائي


وكان ايدن انيقا ووسيما يحظى باعجاب العديد من النساء في حزب المحافظين. ويحظى بشعبية لدى جميع قطاعات الحزب، وعلينا الاقرار انه كان على تشرشل بعد معاناته من السكتة القلبية مرتين في عام 1949، التقاعد واعطاء الفرصة لانطوني ايدن لقيادة الحملة الانتخابية كزعيم للحزب، ولكنه صمد واستمر في عمله في الحزب.
وكان شعور ايدن بالاحباط جراء الانتظار الذي لا ينتهي لمغادرة الزعيم المسن للساحة يظهر بين وقت وآخر، وكان ذلك يؤرقه ويساهم في توتره ونوبات غضبه التي تظهر عليه عادة في السر وحول امور تافهة وليست تلك الجادة، وكان ذلك السلوك يؤثر على شخصيته الساحرة الودودة.

سوء حظ

ولسوء الحظ، ليس بالنسبة لانطوني ايدن فقط، بل للدبلوماسية الدولية في السنوات التي تلت ذلك، ان عملية جراحية روتينية عادية اجريت لوزير الخارجية لازالة المرارة لم تنجح، وقد اجريت تلك العملية بتوصية من السير هوراس ايفانز طبيب ايدن بسبب معاناته في مرات سابقة من بعض الآلام في البطن ومن اليرقات ووجود حصوات. واقترح ايفانز ثلاثة جراحين مختلفين على ايدن جميعهم لديهم خبرة في جراحة المسالك البولية. غير ان ايدن رفضهم جميعا واختار بدلا منهم جون هيوم الجراح العام البالغ من العمر 60 عاما. وقد قال ايدن ان هيوم «ازال لي الزائدة الدودية في شبابي وسوف اذهب اليه».

الثانية أكثر توترا

وكان هيوم مضطربا حتى ان العملية الاولى تأجلت لقرابة ساعة، لتتاح له الفرصة لكي تهدأ اعصابه، وبعد ما حدث في تلك العملية شعر هيوم انه لن يستطيع قيادة فريقه في العملية الثانية. وقاد الفريق بدلا منه غاي بلاكبيرن مساعده في العملية الاولى. وقد وصفت هذه العملية بانها «كانت اكثر توترا من الاولى وان ايدن اشرف على الموت في عدة مراحل من تلك العملية الطويلة».
ووجهة النظر التي لقيت القبول بصفة عامة ايدها مؤلف سيرته الرسمية وهي تقول ان القناة الصفراوية قطعت عن طريق الخطأ في العملية الاولى، وابلغ ايدن ان «المشرط انزلق» ووصف مصدر آخر ما حدث في احدى العمليتين بانه كان «خطأ طالب صغير» في الجراحة.

تدخل كامل إنما غير مفيد


وقد تابع وينستون تشرشل بصفته رئيس الوزراء علاج ايدن منذ البداية متابعة تامة، وان لم تكن مفيدة. فقد ظل يذكر هيوم بأهمية مريضه وبانه شخصية بارزة ومهمة، كما تدخل تشرشل مرة اخرى بعد العمليتين اللتين اجريتا في لندن وبعد اقتراح اجراء عملية ثالثة تجرى هذه المرة في الولايات المتحدة.
وطلب ايفانز من ريتشارد كاتيل الخبير المرموق دوليا في مجال الجراحة الذي كان صدفة في زيارة لندن لتقديم محاضرة، بان يفحص ايدن. وأصر كاتيل على نقل ايدن الى بوسطن لاجراء العملية الثالثة ووافق ايفانز على ذلك، غير ان لورد موران الذي كان طبيبا لايدن رأى ان العملية يمكن ان تجرى في لندن.
وفي البداية رأى تشرشل ان نقل وزيره الى الخارج قد يسيء الى سمعة بريطانيا، وقد حثه موران، دون شك، على ذلك. واصر على رأيه حتى ان ايفانز وكاتيل ذهبا اليه في مقره في 10 داوننغ ستريت. وفي قاعة اجتماعات مجلس الوزراء تحدث تشرشل عن اجراء عملية جراحية له لازالة الزائدة الدودية فوق طاولة مطبخ. ولاقناعه بوجوب سفر ايدن الى اميركا شرح الطبيبان الوضع بصبر بان عملية ازالة الزائدة الدودية عملية جراحية بسيطة نسبيا، بينما عملية اصلاح القناة الصفراوية مختلفة تماما ومعقدة وتحتاج الى مهارة خاصة.

سكتة دماغية

وفي 23 يونيو 1953 في بوسطن اجرى كاتيل عملية جراحية معقدة لايدن، وفي اليوم ذاته عانى تشرشل في لندن من سكتة دماغية خطيرة خلال حفل عشاء رسمي اقيم على شرف رئيس الوزراء الايطالي دي غاسبيري، فجأة اختل توازن تشرشل واصبح حديثه متقطعا.
وفي صبيحة اليوم التالي اصيبت ذراعه اليسرى بالشلل وبات لا يستطيع المشي من دون مساعدة. ولكنه ترأس اجتماع مجلس الوزراء في ذلك الصباح. وبعد الاجتماع استدعى موران السير راسل برين الذي شخص الحالة بأنها سكتة دماغية. ولكنها كانت خفيفة وكان تشرشل يسير «مع وجود عدم توازن بسيط في سيره».
وبعد الفحص قدم تشرشل خطابا حول السياسة الخارجية لبرين، «ناقش تشرشل مشكلة ايدن وقال انه، اي (تشرشل) اذ تخلى عن مسؤولية وزارة الخارجية ومنحها لشخص آخر فإنه لن يكون هنالك منصب يتولاه ايدن عند عودته، وكان من الواضح انه اذا اضطر تشرشل للاستقالة لاسباب صحية فان باتلر سوف يتولى رئاسة الوزارة».

الأكثر شعبية

واستعاد ايدن صحته بعد العملية وعاد الى بريطانيا لتولي مسؤولياته كوزير للخارجية وكان حينها يتمتع بصحة جيدة «وذلك حتى عام 1954 عندما عانى من الاصابة بالحمى والبرودة في عام 1955 ثلاث مرات. ولم تكن اي منها حادة، كما لم تستمر لفترة طويلة. ورأى ايدن ان صحته في مرحلة ما بعد العملية تسمح له بخلافة تشرشل في منصب رئاسة الوزارة. وترك تشرشل اخيرا في 6 ابريل 1955. ودعا ايدن لاجراء انتخابات مبكرة وفاز بأغلبية مقاعد مجلس العموم في مايو وقد جاء فوزه جزئيا نتيجة ما، وظلت تشير اليه استطلاعات الرأي العام دائما، اي ان ايدن يعد اكثر السياسيين شعبية في ذلك الوقت.
كان عام 1956 وهو عام رئاسة ايدن لمجلس الوزراء عصيبا، فقد بدأ بحملة انتقادات واسعة في الصحافة وبصفة خاصة مقالة قاسية نشرت في صحيفة «ديلي تلغراف» المؤيدة للمحافظين في 3 يناير جاء فيها ان الناس ينتظرون من الحكومة «ان تبدي قوة وحزما، وقد أثّر هذا الامر في ايدن، وقد يكون شكلّ عاملا في جعله يصر على التصرف بقوة وحزم في وقت لاحق من ذلك العام عندما نشبت ازمة قناة السويس.
وفي شهر مارس، وفي أعقاب نقاش حاد دار في البرلمان حول الوضع في الأردن، فقد ايدن، وعلى غير عادته، أعصابه، وانطلقت صيحات الاستنكار من مقاعد المعارضة تدعوه الى الاستقالة. ووفقا لمؤلف سيرته روبرت رودس جيمس فقد كتبت زوجته كلارسيا في يومياتها في 7 مارس إن «الأحداث الجارية في الاردن هزّت انطوني وهو يعاني من الارهاق الذي يستنزف قواه وقدرته على التفكير». بيد انها في كتابها الذي يعتمد على يومياتها جاء فيه فقط ما يلي «إن الأحداث التي جرت في الاردن كان لها تأثير قوي» مع عدم الاشارة الى الارهاق. وكان الجنرال جون باغوث غلوب القائد العسكري البريطاني للجيش الاردني قد ازيح من منصبه من قبل الملك حسين، وقد القى ايدن باللوم في ذلك على تأثير الرئيس جمال عبدالناصر في الملك حسين.
ويصف انطوني ناتينغ الذي كان حينها مساعدا لوزير الخارجية نوبة أخرى من نوبات غضب ايدن وهو يصيح في الهاتف «ما هذا الكلام الفارغ حول فرض عزلة على عبدالناصر او «تحييده» كما تصفه؟ انني أريد تحطيمه الا تفهم ذلك؟
اريد ازاحته واذا كنت ووزارة الخارجية لا توافقان على ذلك اذا عليك الحضور الى مجلس الوزراء لشرح هذا الامر».

جمال عبدالناصر

لقد حكمت بريطانيا مصر منذ عام 1882 وحتى عام 1992، واستمرت في التأثير على الحكم الملكي تأثيرا قويا حتى اطاحة جمال عبدالناصر بالملك فاورق في عام 1952، وكان ايدن وجيله يعتبرون حرية الملاحة عبر قناة السويس مسألة حيوية بالنسبة لبريطانيا. وبدأ ايدن يتبنى موقفا عدائيا شخصيا تجاه ناصر. وكان قد التقاه مرة واحدة في القاهرة عندما كان وزيرا للخارجية.
وفي 20 يناير 1955 وصفت كلاريسا ايدن جمال عبدالناصر في يومياتها بعد لقائه في حفل عشاء اقيم في السفارة البريطانية في القاهرة «الجنرال ناصر في الخامسة والثلاثين من عمره ولم يغادر مصر البتة وهو غامض ومهذب للغاية نوعا ما ولغته الانكليزية لا بأس بها».
كما كتبت في وقت لاحق انه اتضح ان عبدالناصر شعر باهانة بالغة في تلك الليلة، حيث شعر انه كان على ايدن ان يأتي لرؤيته كرئيس وقد جاء وهو يرتدي بدلة ولم يكن يدري ان ايدن سيرتدي بدلة رسمية وربطة سوداء. واخيرا فقد شعر بالانزعاج لان انطوني تحدث اليه بالعربية.
غير ان ايدن كان في وقت سابق قد واجه الواقع بشجاعة وتفاوض حول اتفاقية قناة السويس وانسحاب القوات البريطانية في عام 1954، وهو امر لم يستسغة تشرشل وكان يلقى انتقادا حادا من اوساط في حزب المحافظين. وبموجبها غادر آخر جندي مدينة بورسعيد في 13 يونيو 1956.

تمويل السد العالي


وبصفته رئيسا للوزراء شارك ايدن في المفاوضات الاميركية - البريطانية حول تمويل السد العالي في اسوان، المشروع المصري المهم، وكان الرئيس ايزنهاور يتعافى من الالتهاب ووزير خارجيته جون فوستر دالس كان يشغله النفوز السوفيتي المتزايد في مصر، ولا يحبذ دعم مشروع السد، وفي 17 يوليو ابلغ السفير البريطاني لدى اميركا اخطار واشنطن بان المملكة المتحدة لا تؤيد الانسحاب من ذلك المشروع، غير ان دالسي استنتج، وهو محق في ذلك، ان البريطانيين يتحدثون من اجل تسجيل موقف ويعنون ذلك تماما، واعلن دالسي الذي واجه ضغوطا من الكونغراس، انسحاب الولايات المتحدة في 19 يوليو.
وفي لندن، ذهب رئيس مجلس التجارة بيتر ثورنيكروفت للقاء ايدن لاقناعه بمشروع السد العالي، وقد واجه احدى نوبات غضب ايدن الشهيرة الذي استاء من تدخل ثورينكروفت، حيث قال انه بعد قرار الاميركيين يعتبر المشروع في حكم المنتهي، وان اقتراح عملية اعادة احيائه امر غير لائق، ويعد هذا مؤشرا على تقلب مزاج ايدن.
وبعد مضي ستة ايام من ذلك تحرّك عبدالناصر، ففي يوم 26 يوليو ذكرى تخلي الملك فاروق عن العرش، وفي خطاب حماسي ألقاه في ميدان المنشية في الاسكندرية اعلن عبدالناصر عن تأميم شركة قناة السويس.
جاءت تلك الخطوة في جزء منها كرد على القرار الخاص بمشروع السد العالي، وعندما وردت انباء خطبة عبدالناصر كان ايدن صدفة يستضيف حفل عشاء في مقره في 10 داوننغ ستريت على شرف الملك فيصل، ملك العراق، ورئيس وزرائه نوري السعيد.
وكانت نصيحة العراق هي ضرب عبدالناصر ضربة موجعة.
عاجلا، وبعد العشاء استدعى ايدن القائم بالاعمال الاميركي ساعيا، ويا للمفارقة، اذا ما وضعنا في الاعتبار الاحداث اللاحقة، لاشراك الاميركيين منذ البداية، كما استدعى ايضا السفير الفرنسي للمشاركة في النقاش حول خطوة عبدالناصر، بالاضافة الى اربعة وزراء هم صديقه المقرب وزير الخارجية سلوين لويد وماركيز سالزبوري وكونت كيلميور ورئيس القضاء والسير اليك دوغلاس هيوم، كما استدعى كذلك اثنين من رؤساء الاركان هما الفيلد مارشال سير غيرالد تيمبلر والادميرال ايرل مونتباتن. وقد استمر الاجتماع حتى الساعة الرابعة فجرا.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47576
Total : 101