تحاول الدول التي تحترم مواطنيها , بالاعتراف بحقهم في الحياة الامنة والمستقرة والحرة والكريمة . وتتسابق مع الزمن في طرح الى الاسواق , ابداعات واختراعات واكتشافات وابتكارات بالتكنولوجيا الجديدة , في تطوير انتاج صناعتها وانشطتها المختلفة , كي يدر الخير والنعمة والبركة على مواطني البلد . . اما في العراق المظلوم والمقهور , فهناك ابتكارات واختراعات واكتشافات , في فن صناعة الموت المجاني , بكل اشكاله وصنوفه المبتكرة الجديدة التي فاقت حتى الشيطان , اذ لم يقتصر الموت والقتل العشوائي , على السيارات المتفجرة والعبوات الناسفة , بل هناك طرق لصيد المواطن واهدار دمه بدون ثمن , في اساليب جديدة تدخل لاول مرة على الحالة العراقية المأساوية . مثلما حدث في السنوات الماضية , بحملة من المليشيات الدينية المسلحة ( فرق الموت ) في قتل النساء غير المحجبات بكاتم الصوت , وانتشرت ظاهرة الجثث مجهولة الهوية المرمية في الشوارع والطرقات للنساء المغدورات , كما حدث في البصرة وبعض محافظات الجنوب , بحيث اصبحت ظاهرة مخيفة ومرعبة للعوائل , في بلد يشهد انهيار امني كبير , بفعل نشاطات فرق الموت , المدعومة بشكل مباشر , من بعض الاطراف السياسية الحاكمة , التي تنتهج اسلوب التطهير العرقي والطائفي , وتهجير العوائل من مناطق سكناهم . تحت سمع وبصر , وعلى بعد امتار قليلة , من تواجد الاجهزة الامنية . التي اتخذت والتزمت بموقف المتفرج اللامبالي , وبدون عاطفة انسانية , وعطف الضمير ووالجدان حي , ولم يخدش ضميرهم وذمتهم , من استباحة الدم العراقي بهذا الثمن الرخيص , او كأن هناك اتفاق غير مبرم بين الاطراف السياسية الحاكمة , باباحة الدم العراقي . لذا انتشرت مؤخرا في بغداد ظاهرة مخيفة ومرعبة . ففي الوقت الذي كان قادة البلاد الحاكمين على رقاب الشعب , يتبجحون في عقد مؤتمرهم , لتوقيع معاهدة وثيقة ( السلم الاجتماعي ) بالتعهد ببناء العراق من جديد وحرمة الدم العراقي , وبعد ساعات قليلة من اسدال الستار على مؤتمرهم بالتهريج السقيم , كأنهم في سيرك للحيوانات المضحكة والهزيلة , حتى اعلن عن اكتشاف 12 جثة مجهولة الهوية , مرمية في الشوارع والطرقات ومقالع الازبال في العاصمة بغداد , ولم تمضي سوى 48 ساعة اخرى , حتى عثر على 42 جثة مجهولة الهوية في مناطق متفرقة من بغداد . وان المغدورين هم من طائفة الشباب , تتراوح اعمارهم بين 18 و 25 عاما او ربيعا , وان الجثث المغدورين , بدت عليها اثار التعذيب واطلاق نار في منطقة الرأس .. لذا تتبادر في الذهن بعض التساؤلات , عن هذا الموت المجاني بروحية سادية همجية . ماهي جريمة هؤلاء الشباب اليافعين , حتى يقتلوا بهذه الوحشية السادية ؟ وهل هناك غايات ومقاصد واهداف , في استهداف الشباب , او ملاحقتهم بالموت المجاني ؟ وهل وصل الدم العراقي الى هذا الرخص الرذيل ؟ باي حق ومنطق وعرف وشريعة وقانون , تباح شرعية الحياة على يد فرق الموت , المدعومة من الاطراف السياسية المتنفذة , ان هؤلاء الاشرار البهائم , المدفوعي الثمن والضمير , والمتعطشين الى سفك الدماء , الذين وجدوا المليشيات المسلحة الطائفية , مكان رائع لاشباع ساديتهم الوحشية في سفك الدماء . وهل يشعر هؤلاء القادة السياسيين الجدد , ببعض الحياء والخجل والعار , من فشلهم في قيادة البلاد ؟ ان لعنة وصوات استغاثة الى الله من عوائل المغدورين . ستلاحقهم حتى يوم القيامة , فقد حولوا العراق الى حقل تجارب واختبارات للقتل العشوائي والموت السادي بدم بارد . ان الموقف اللامبالي والمتفرج من صعاليك السياسة الجدد . يعتبر انهم شركاء اساسيين في جرائم ابادة الشعب , لم يكتفوا بانهم خانوا ونكثوا وحنثوا وتنكروا لليمين والقسم , بانهم سيحافظون على العراق والعراقيين , وان الدم العراقي خط احمر , ولن يتساهلوا مع المجرمين والمرتزقة , وانهم خدم للشعب . في حين انهم لم يفعلوا شيئا في ايقاف نزيف الدم والقتل العشوائي , انهم يقودون العراق الى نار جهنم . لذ فان اللعنات والصراخات , لاتكفي لان هؤلاء باعوا ضميرهم ووجدانهم , وصاروا بدون دين ومذهب وقيم واخلاق , انهم عبيد الدينار والدولار.
مقالات اخرى للكاتب