اه..... كم هي ضحلة تلك الفئة التي صيرت الموزائيك معجونا وعجينا فجاءت " الخبطة " مغايرة لمواصفاتها
اه .. . من يستطيع ان يفك معصممي العراق من القيود التي وضعها السيد " ابو عمامه" ؟
اه..... من يستطيع ان يصلنا الى نقطة القطيعة مع الدولة ويفك ارتباطنا بها كي ننعم بالحرية الفردية ؟
من اي الابواب الابواب ولجنا الديمقراطية من الباب الزراعي الرعوي ام من الباب الصناعي ؟
العراق ... عشائر لها اعرافها
العراق ... طوائف متكلسة لايمكن الغاء هرميتها
الدستور جاء به اقطاعيوا الدولة العثمانية واقطاعيوا الدولة الصفوية .
بروز هذا العدد من الهائل من العمائم والشيوخ في ادارة شؤون البلاد يوضح تدني وعدم نضوج البنى الاجتماعية بسبب المرتكز الشبه اقطاعي للعملية الاقتصادية .
العراق بلاد منهوكة يحاصرها الارهاب والفساد وبلاد غاب عنها الناس القادرين على ادارتها بشكل مهني , في هذه البلاد اصبحت التفجيرات شبه يومية واصبحت السيارات المتوقفة الى جانب الارصفة او امام المحلات او الاسواق لايأمن احد ا المرور من قربها, الذي اكتشف السيارة والطائرة كان هدفه لخدمة الناس وليس لقتلهم لكن دينينا الذي اباح استهداف مجالس تأبين الموتى وقتل من فيها لا اعتقد مجيئه كان فيه رحمة للعالمين !!
العراق بلاد يطوقها الظلام ونقص الخدمات وتردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي بلاد بلا نظام تعليمي جيد ولا نظام صحي جيد بلاد اكثر من نصفها سكانها بلا عمل بلاد يزحف عليها التصحر ويهددها الجفاف بلاد معطلة اقتصاديا , بلاد لايوجد فيها غير " دكان النفط " الذي تمتلكه حكومة المالكي والعائد بالكاد يكفي لسد نفقات المنطقة الخضراء .
في هذه البلاد هناك صراع اهلي مرتبط بالمشروع الطائفي وهذا الصراع انتج مشاريع رديفة وهي الانقسام المذهبي ولتصبح الطوائف اشباه دول دفنوا فيها مفهوم " المواطنة" . اليوم الانقسام واضح وبكل شئ حتى في النظر الى الاحداث الارهابية التي تستهدف الناس الابرياء وبشكل يومي واصبح كل فريق يدافع عن " حربه " وحتى لو تتطلب الامر التزوير لا خفاء الجريمة .
وصف الاحداث لا يجدي نفعا فعندما يدفع شعب بكامله الى " حرب مذهبية قذرة " اذ ذاك لاينفع معها ميثاق شرف او معجون محبه !. العراق يعيش ازمة سياسية داخلية منذ 2003 وصحيح تداخلت في الموضوع عوامل خارجية لكن لا يمكن انكار مواقف الاطراف التي تشكلت منها الحكومة بدأ من المجلس الانتقالي الى يومنا هذا بكونها اطراف متحاربة وفي هذا لايمكن انكارتدخل ايران وتركيا والسعودية السافر في الشأن العراقي وجميع هذه المواقف في جوهرها " طائفي " .
المغيب في الازمة العراقية هو القضايا التي تشكل مخرجا للازمة مثال
- المساواة بين الطوائف
- الغاء نظام الطائفية السياسية
- البرنامج الوطني الديمقراطي الذي يسقط الطرح الطائفي " المذهبي "
- الاصلاح الديمقراطي الحقيقي سياسي / اقتصادي / اجتماعي وهذا يعني فصل السلطات وخاصة السلطة القضائية
- ابعاد المؤوسسة الدينية عن عمل الدولة
- قانون الاحزاب
- قانون للانتخابات عادلا
- بناء دولة المؤوسسات وليس دولة الاحزاب وهنا لابد من الاشارة الى مسالة مهمة وهي " ان يكون رئيس البرلمان شخصية قانونية سواء كان رجلا او امرأة وله خبرة في هذا المجال ويكون شخصية مستقلة تماما كي نضمن الحيادية وكذلك الحال الى نائبيه ان تطلب ذلك.ولذا نرى كل المؤتمرات ومواثيق الشرف بدا من مؤتمر مكة الى اربيل الى بغداد لم تخرج سوى بتسطيح الازمة .
النظام السياسي القائم في العراق اليوم قائم على الطائفية والتي تشكل سمته الرئيسية وكذلك الاطار الذي تمارس من خلاله هيمنة رجل الدين وشيخ العشيرة انه نظام " الاقطاع السياسي " متجسدا بالطائفية السياسية , فهل مؤتمرخضير الخزاعي قادر على اخراج البلاد من ازمتها ودحر الاهاب والفساد المستشري فيها ؟ نقول لا هذا المؤتمر ولا غيره قادر على ذلك فعندما يصبح القتل والعنف على اساس الهوية يعني ان التيار المهيمن غير قادر على تجاوز ازمته , التحالفات الماسكة بزمام الامور بشقيها الشيعي والسني فيهما سطوة كبيرة للقوى الرجعية التي لاتتوانى عن استخدام العنف المسلح لتدمير القوى السياسية والاجتماعية ذات التوجه الوطني وحسبنا ان نشير الى جيوش الطائفية المزدهرة وكذلك السدود الطائفية التي بنيت .
مؤتمر خضير الخزاعي الذي اقيم على الخطب الانشائية واعتماد " صيغة المبالغة " من النحو العربي كان مؤتمر لذاته ووقع من قبل صانعي الازمة لذا لا مخرج من الازمة بدون الحكم الوطني الديمقراطي وصولا الى اليمقراطية المستقرة وهذا لا يتم بدون تركيبة اقتصادية شبه متكاملة بغية خلق التوازن في البنى الاجتماعية والتوازن هنا ليس بالمعنى المطروح " التوازن الديني " وانما التوازن في بناء مؤوسسات الدولة وطرق عملها فصل السلطات وحكم القانون بعد ان يعاد النظر بالدستور واعادة صياغته من قبل لجان متخصصة وليس ممثلوا الاحزاب ليصبح هو وثيقة الشرف المعتمدة وليس مؤتمرات للخطابة الفارغة.
مؤتمر خضير الخزاعي ليس "معجون للمحبة " وانما مأتم اقامه المرتابون من تطور الاوضاع في المنطقة وكذلك الخوف على النعم والامتيازات التي حصلوا عليه من النظام الذي اقاموه.
مقالات اخرى للكاتب