لم يكن مستغرباالقرار الذي صدر بحق الزعيم الشهيد عبدالكريم قاسم بل الغريب الا يصدر مثل ذلك القرار والقاضي بعدم اعتباره شهيدا.فهل يرتجى من حفنة وضعت كل المبادئ والقيم في سوق النخاسة أن تعطي الزعيم حقه؟ وهل يرتجى من عصابة باعت شرفها لكل من هب ودب من أجل كرسي حكم زائل فهل يرتجى منها ان تنصف زعيما وطنيا تكالبت عليها قوى الغدر والجهل كالزعيم قاسم؟
وهل يرتجى من حفنة فاسدة شرهة لايهمها سوى سرقة ثروات العراق وهي التي كانت تتسكع امام ابواب الحكام او امام صناديق المساعدات الاجتماعية في المهجر ،فهل يرجى من هؤلاء الساقطين ان يعطوا الزعيم قاسم حقه ؟ وهل يرتجى من هؤلاء الذين اصبحوا قوارين هذا العصر ان يثنوا على خصال ومحامد الزعيم ؟
كلا والف كلا فهؤلاء كلهم حقد على قاسم وكلهم حقد على علي ابن ابي طالب لأن سيرة قاسم ومن قبله سيرة امير المؤمنين تكشف عوارتهم وتزيح النقاب عن زيفهم وعن خداعهم .فقاسم وهو خير من حكم العراق منذ شهادة امير المؤمنين كان مثالا للتواضع والعفاف والإيثار والنزاهة . عاش زاهدا في الدنيا ولم يكن يملك بيتا يسكن به .
استشهد قاسم ولم يترك سوى مبلغ احد عشر دينارا لا غير .حكم قاسم ارض العراق ولم يتملك قطعة ارض واحدة سوى تلك التي ورثها من ابيه في الصويرة بواسط وتبرع بها لبناء مدرسة للاطفال! فهل من داعية اسلامي يحكم اليوم فعل ذلك ، ام انهم يتسابقون لنهب اراضي وعقارات الدولة واطفال العراق لازالوا يتعلمون في مدارس طينية او في هياكل حديدية امضى عقودها وزير التربية السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي الداعية الى الله حلال المعضلات الداخلية والاقليمية والدولية خضير الخراعي.
استشهد قاسم وترك مبلغا زهيدا فماذا لوتوفت الملائكة هؤلاء المجرمين فهل يمكن عد ثروات هؤلاء المنهوبة من زينة الدولة العراقية المنكوبة ؟ مليارات من الاموال في البنوك المحلية والخارجية , اراضي وبيوت وعمارات وسعفات لاتعد ولا تحصى مناصب في العراق وفي سفاراته لابنائهم ،فكيف لا يحقدون على قاسم .
وكيف لايحقد هؤلاء على علي ويتطاير الشرر من اعينهم عند ذكر سيرته. الم يقل علي اابيت مبطانا وحولي اكبادا حرى وبطونا سغبى ،أأقنع ان يقال لي امير المؤمنين ولا اشاركهم في مكاره الدهر ولعل في الحجاز او اليمامة من لاعهد له بالشبع ولاطمع له بالقرص. واما هؤلاء فهمهم بطونهم وفروجهم وأمنهم داخل منطقة عهرهم الخضراء وليذهب العراقيون الى الجحيم.
فهل تجرأ الجبان نوري المالكي القابع في قصر صدام كالفأر فهل تجرأ وزار عوائل ضحايا مدينة الصدر او الاعظمية او الدورة ؟ وهل أرسل ابنه لمواساتهم كما فعل علي حينما ارسل ولديه الحسن والحسين للحروب ؟
لقد امتلأت قلوب هذه العصابة التي تحكم العراق باسم الاسلام واسم الدعوة الاسلامية امتلأت بالحقد على كل نزيه وتظن ان المقادير التي جاءت بها الى سدة الحكم ستبقيها فيه الى الابد وتظن بان مثل هذه القرارات ستغير حقائق التاريخ . فقاسم شهيد رغم انوفكم سواء ااصدرتم قرارا بذلك ام لم تصدروا
وستظل سيرة قاسم التي تحاولون طمس معالمها ستظل تؤرق اجفانكم وستظلون خائفين مرعوبين حتى تقطع رؤوسكم بأمر من الله يامن خنتم الدين والمبادئ والقيم السماوية والوضعية .
مقالات اخرى للكاتب