Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حديث الشرف بين كاتب وعاهرة
الخميس, كانون الثاني 26, 2017
اسعد عبد الله عبد علي

 

كانت ليلة الأمس باردة جدا, فكانون الثاني شديد القسوة, ببرده الذي لا يطاق, جلس العجوز قرب نافذة البيت وبيده حاسوبه الصغير, يريد أن يطرد البرد المسيطر على جسده التعب, ليسطر كلمات مقال, حيث تم تكليفه بكتابة مقال يمدح فيه فخامة الأسياد, فأسرع كي لا يضيع الوقت, وانطلق ينسج كلماته الإنشائية, عسى أن يكتمل مقالا, فطاعة الأسياد واجبة في عرف العجوز, مع انه لا احد يقرأ له, لهشاشة أفكاره, وكذلك لان تفكيره محدود يستند على قاعدة التملق, والتي تنص على: "تملق ثم تملق ثم تملق, حتى تفوز بالمال والمناصب",  هي قاعدته الذهبية التي أسس عليها حياته.

قرر العجوز أن يجعل من المزايدات مقدمة لمقاله النادر, الذي سيحقق الكثير له على المستوى الشخصي, وبه يكسب رضا الأسياد, فشرع يكتب مقاله:

-    الوطن يبتسم فرحا بالانجازات غير المسبوقة, التي تمت بفضل سعادة الأسياد, وعلى الشعب أن يسجد طويلا كتعبير للرضا والطاعة, ومن ينتقد فهو يغرد على نغمة أعداء الأسياد, وهو كافرا زنديق, ويجب أن تصيبه اللعنات, فكيف يصف احدهم بان فخامة الأسياد لا ينتجون الخير, الا يرون بأم أعينهم الشعب السعيد والحياة المرفهة, الا ينظرون لكم الانجازات التي تفوق ما حققه كل من حكم العراق, لكن ألان فقط عرفت سر المنتقدين, أنهم عميان لا يرون النهضة العراقية الحالية.

فرح العجوز بما خطته يداه, لكن انقطعت الكهرباء, فكان مجبرا على التوقف, لكنه ضجر وخاف فالظلام يشعره بالرعب, لعن وزير الكهرباء كثيرا, حاول أن يلجا لمدفأته, لكن أيضا فارغة من النفط, فانتهى معها حلم التمتع بالدفء.

فجأة طرق الباب, شعر العجوز برعب كبير بل كاد يصرخ من الهلع, ثم وقف فضرب رأسه بالحائط وجرح نفسه, وبعد جهد وصل للباب, فتح الباب فكانت أمامه جارته تمارة, التي تعمل في كازينو ليلي, كانت بأجمل هيئة, بيضاء تسر الناظرين, عيون ساحرة وجسد كجبل شامخ, كاد يسقط العجوز من هول المفاجئة, فهو أمام كائن يفوق كل خياله, بقي فاتحا فمه من التعجب من دون كلمة, فقالت تمارة:

-         مساء الخير عمو.

تلعثم في الرد, بالكاد بلع ريقه, ورد التحية:

-         صباح النور, أهلا تمارة.

ضحكت بصخب تمارة لان العجوز قال "صباح النور", ثم ضحكت كثيرا من بيجامة العجوز وكانت بيضاء ومخططة مصنوعة من قماش البازة الاثري.

-         عمو أين وجدت هذه البيجاما التحفة.

ضحكت, وبقي العجوز غارق في هول صدمته, وشعوره بالاضمحلال أمام هذا الكائن العظيم, حاول أن يستجمع رجولته التي بعثرتها ضحكات عاهرة, ثم قال:

-         تفضلي تمارة يسعدني شرب الشاي معك.

نظرت له بتعجب من دعوة الشاي, ونظرة بتفكر مع رفع الحاجب الأيمن, مما جعل العجوز يغرق في بحر من الأمنيات الخبيثة, بددت تمارة الصمت فقالت:

-         فقط أرسلني أبي يريد منك أيجار البيت, وهو متعجب من تأخرك بالسداد.

-         أن أبوك رجل ذو قلب كبير, تفضلي, اجلسي هنا في صالتي المتواضعة, وسأجلب لكي ما تريدين.

دخلت تمارة وخلفها يمشي العجوز ويتعشق تفاصيل جسدها, ومع دخولها عاد التيار الكهربائي للبيت, فانكشف كثير مما كان خافيا, جلست بقرب حاسوب العجوز وهو ذهب ليصنع الشاي, والأفكار الشهوانية تتزاحم في رأسه الذي لم يغسله منذ يومين, بسبب انقطاع الماء عن بيته, والأفكار تضج بل تصرخ في كيان العجوز:

( ترى هل أفوز بساعة عشق مع هذه الفتاة العاهرة, هل اغويها بمبلغ من المال). أسرع للعودة الى الصالة, ووجدها جالسة وقد انكشف جزء من ساقيها, وهي مهتمة بقراءة ما كتب على شاشة الحاسوب, كانت يداه ترتجفان وهو يقدم لها الشاي بفعل الشهوة:

-         تفضلي تمارة هذا الشاي خصيصا لهاتين الشفتين.

نظرت له شزرا, وغطت ساقيها بمعطفها, وقالت له بعصبيه:

-    عمو ما هذه المقالة الغريبة! عيب عليك أن تكذب وتحاول أن تضحك على الناس, الا تخاف الله, أين شرف مهنة الكتابة, كنت احترمك فيما مضى, لكن ألان صدمتني, هل هذه هي الثقافة أن تضحك على القراء.

شعر بالغضب من كلمات هذه المرأة العاهرة, كيف تتكلم عن شرف الكتابة وهي عاهرة, فقال لها:

-         عجيب, العواهر تنتقدنا, عن أي شرف تتحدثين وأنتي عاهرة, تبيعين جسدك بالدينار, اصمتي أخزاك الله.

دمعت عيني تمارة فنهضت لتغادر, وقبل أن تخرج قالت له:

-    نعم أنا عاهرة, لكن ليس برغبة مني, بل بسبب الظروف التي لا ترحم, لكن افهم الفرق بيننا, أنا أبيع جسدي لشخص مقابل مال, وكذلك أنت عاهر فتبيع فكرك مقابل المال, لكن عهرك اكبر لان ممارستك للعهر تكون عامة لكل الناس, وقد ينخدع البعض بما تكتب فتكون قد أفسدت العقول بعهرك, أنا إن قورنت بك فانا شريفة وأنت عاهر.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46266
Total : 101